كيف تكون قائدا اجتماعيا ناجحا؟

  • — الثلاثاء مايو 12, 2015

[بقلم: ميغان بيرو]

نورد هنا قائمة بالصفات الخمس التي تجعل من أي شخص رائد أعمال ناجح، وهي أيضا صفات مطلوبة في أي قائد اجتماعي فعّال.

هناك تغيير حقيقي ومفاجئ يأتي من قادة الأعمال الذين أدركوا أن النجاح يحمل في طياته مسؤولية فعلية تجاه المجتمع، وأن مثل هذه المسؤولية الاجتماعية لا تقع فقط على عاتق الدولة وحدها.

إن الطريق إلى أن يصبح المرء قائدا اجتماعياً واعياً ليست بالمهمة الصعبة، بل هي استكمال منطقي لمسيرة أي رائد أعمال ناجح. ولكن الجميع يعرفون بأن ليس جميع القادة يتمتعون بهذا الحس الاجتماعي الواعي، إلا أنني أعتقد، وفي ظل انعدام أية إحصائيات رسمية في هذا الخصوص، أن نسبة القادة الذين يساهمون في الصالح الاجتماعي لا تعدو الـ50%. رغم أنني أتمنى أن يزداد هذا العدد في المستقبل القريب.

ورغم أن زميلي الكاتب تود وارين كان قد أورد قائمة بالصفات الخمس التي تجعل من أي شخص رائد أعمال ناجح، وهي أيضا صفات مطلوبة في أي قائد اجتماعي فعّال، إلا أن قائمته لم تعط تفسيراً شاملا يوضحّ لماذا يصبح بعض رواد الأعمال الناجحين أكثر من مجرد رجال أعمال، وكيف يتحّول أشخاص مثل بيل غيتس إلى رموز اجتماعية وخيرية عظيمة. فمقابل كل شخص واحد مثل بيل غيتس، يوجد عشرون أو حتى ثلاثون رجل أعمال ناجح من أمثال مارك كوبانز وكارل ايشانز وستيف جوبز ممن حققوا نجاحات مذهلة على الصعيدين الشخصي والعملي لكنهم لم يقدموا الكثير للمجتمع كما فعل غيتس وأمثاله. فكيف يمكن إذا أن يتخطى رجال الأعمال نجاحاتهم الشخصية ليقدموا إلى المجتمع القليل من هذا الخير؟

أقدم هنا 5 صفات رئيسية يجب أن تتوفر في أي قائد يتمتع بحس المسؤولية الاجتماعي :

  1. أن يتمتع بوعي عال للظروف المحيطة:

أن تكون واعياً تماماً ومدركا لما يدور في عملك وملما بكل تفاصيل مهنتك، يختلف تماما عن كونك تتمتع بمهارة عالية تمكنك من التقاط ما يحدث حولك في العالم طيلة الوقت. لكي يكون المرء قائدا اجتماعيا ناجحا عليه أن يخرج من شرنقته ليتحسس احتياجات المحيطين ومطالبهم اليومية. وحين يتخلى قليلا عن تركيزه المنصّب فقط على نجاحاته الشخصية، يتمكن القائد من فهم طبيعة العالم، ويستطيع بالتالي أن يجد الحلول التي تساعد في حل المشاكل التي تواجه الأفراد في محيطه وفي كل مكان.

  1. الذكاء العاطفي:

إن هذا الأمر هو من المواضيع المفضلة لدي. فقبل أن يتمكن رائد الأعمال من أن يفتح قلبه وعقله للجميع، وقبل أن يستطيع أن يوجه ذكائه الحاد لخدمة مصالح الآخرين فلن يكون بإمكاننا أن نعتبره قائدا اجتماعيا حقاً. إن صدف وأن رأيت رجل أعمال يفتقر إلى الذكاء العاطفي يقوم بأعمال اجتماعية جيدة، فعليك أن تدرك تماما أن وراء هذا الرجل مستشار يتمتع بقدر كبير من الذكاء.

  1. التعاطف:

إن مفهوم التعاطف يختلف تماما عن مفهوم الذكاء الاجتماعي. فأنا أعرف العديد من الأشخاص الذين يتمتّعون بذكاء اجتماعي كبير لكنهم لا يعرفون كيف يبدون تعاطفهم تجاه الآخرين. فالأشخاص المتعاطفون يدركون تماما احتياجات الأفراد في كل مكان، ويتفهمون أيضاً أهمية أن تُلبى هذه الاحتياجات.

  1. أن يعرف كيف يتعاطى مع الإعلام:

إن القادة الذين يمتلكون الأدوات اللازمة للتعاطي مع وسائل الإعلام يتمكنون من إيصال صوتهم وحشد الدعم لقضيتهم بصورة أفضل. أحيانا قد يتطلب الأمر فقط إلقاء بعض الضوء على قضية ما، لتجد الناس من مختلف الأطياف يدعمونها ويتفاعلون معها. فالقادة الاجتماعيون الأذكياء يعرفون تماماً كيف يسخّرون الإعلام في خدمة الأمور التي يؤمنون بها.

  1. الإيثار:

وهي من أصعب الأمور التي يمكن توافرها في الأفراد الناجحين. إن العديد من أصحاب المشاريع الناجحة ورواد الأعمال الأغنياء لا يعرفون كيف يتصرفون بطريقة أقل أنانية مما هم عليه. فهم يقومون بمهامهم على الأغلب لأن مصالحهم الشخصية تقتضي ذلك، ورغم أن البعض قد لا يتفق معي في هذا، لكنني أرى أنه ليس من الإيثار في شيء أن تقوم بعمل خيري ما لأجل مقابل. فالأشخاص الجيدون بحق هم الذين لا ينتظرون أي نوع من رد الجميل من أي كان، على الأفعال الجيدة التي يمارسونها.

وبغض النظر عن مفهوم المؤسسات غير الربحية، فما أود أن أؤكد عليه هنا أن على رواّد الأعمال الناجحين الرّاغبين في أن يصبحوا قادة للتغيير الاجتماعي أن يفتحوا قلوبهم قبل أن يتبرعوا من حساباتهم البنكية، فالعطاء الحقيقي هو أن تعطي بلا حساب ودون انتظار للمقابل.

المصدر : http://www.forbesmiddleeast.com