نظرية “الصرصار”

  • — الأربعاء أغسطس 26, 2015

امتلأ المطعم بصراخ امرأة حين رأت “صرصارا” يطير ثم يقف عليها. قامت المرأة تقفز وتصرخ وتلوح بيديها كمحاولة بائسة للتخلص من الصرصار.

كانت ردة فعلها معدية، فبعد ان تمكنت من التخلص من الصرصار قام جميع من في طاولتها بالصراخ والقفز حين سقط الصرصار على امرأة اخرى.

وقف النادل يتأمل الموقف بكل هدوء حين تقدم الى الطاولة ومع صراخ وقفز الجميع سقط الصرصار على ملابس النادل.

قام النادل بالامساك بالصرصار بيده وتوجه الى الباب ليرميه خارج المطعم.

كلما تذكرت موقف الصرصار بدأت افكر في الأحداث التي حصلت وكيفية تعامل زبائن المطعم مع الموقف بالمقارنة مع موقف النادل.

هل كان الصرصار هو المسؤول عن ردة الفعل التي حدثت في المطعم؟ اذا كان الصرصار هو السبب ، لماذا لم ينزعج النادل ويصرخ كالبقية؟

طريقة تعامله مع الموقف كانت مناسبة ، وبدون اي مشاكل.

ثم تذكرت كل المواقف التي مررت بها من تحاور وصراخ مع زوجتي، ومع والدي ومع رئيسي في العمل.

لم اكن منزعجا بسبب الصراخ ، بل لأني لم اعرف كيف اتعامل مع صراخهم.

لم يكن صراخ زبائن المطعم بسبب وجود الصرصار ، بل بسبب عدم مقدرتهم على التعامل مع الموقف.

نحن لا نكره الزحام بسبب الازدحام، بل لعدم قدرتنا على السيطرة على انزعاجنا من الزحام.

نظرية الصرصار طريقة جميلة لفهم الحياة بشكل أفضل: ردة فعلك لمشكلة ما قد تخلق ازعاجا اكثر من المشكة نفسها.

ما نتعلمه من هذه القصة؟

عند حدوث مشكلة ما، بدل من ان نبدي ردة فعل (الصراخ) يجب علينا ان نتصرف (كالنادل).

ردات الفعل غريزية ، اما التصرف فيكون عقلاني ومدروس أكثر.

لا يكون الشخص سعيدا لان كل شيء في حياته صحيح، انما يكون الشخص سعيدا في الحياة لان طريقة تعامله مع المشكلات صحيحة.

Divya Brahmbhatt

https://www.linkedin.com/pulse/cockroach-theory-beautiful-speech-sundar-pichai-brahmbhatt-cswe-