المهارات العشرة لتعزيز حياتك المهنية في المستقبل (2020 وما بعده)

  • — السبت مايو 12, 2018

السيارات ذاتية القيادة، والذكاء الاصطناعي، والحوسبة الكمية – لم تعد من خيال مؤلفي أفلام الخيال العلمي أو مديري هوليوود، بل هي اليوم واقع مستقبلنا، والمستقبل يكاد يكون بين أيدينا الآن!

جاء في المنتدى الاقتصادي العالمي اننا على أعتاب الثورة الصناعية الرابعة أو ما يسمى (Industry 4.0)؛ الثورة الصناعية الرابعة ستتميز بتسارع شديد في وتيرة التطورات والتغيرات المذهلة حيث أنها تجمع بين التقدم في التقنيات الرقمية والفيزيائية والبيولوجية، فالصناعات المخصصة لإحداث ثورة في المستقبل وتوليد المليارات إن لم تكن التريليونات من الأموال للاقتصاد العالمي تشتمل علم الجينات والذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي.

وبينما نتطلع نحو المستقبل، يراودنا سؤال مفاده: ما هي المهارات التي نحتاجها حتى نحقق النجاح في هذا العالم الجديد؟

كشف تقرير صدر عن المنتدى الاقتصادي العالمي حول مستقبل الوظائف، اعد من خلال مسح ميداني شمل كبار المسؤولين في إدارات الموارد البشرية في بعض الشركات الرائدة في العالم،  بسؤالهم عن أفضل 10 مهارات ستحتاجها بحلول العام 2020. فجهز نفسك جيداً للتعرف على هذه المهارات المطلوبة منا في المستقبل!

10.المرونة المعرفية Cognitive flexibility

المرونة المعرفية تعني أن يكون المرء متقد الذهن لاستيعاب المعرفة، فلو افترضت أن عقلك مثل ميدان الجمباز، تخيل جميع الأجهزة المختلفة (مثل الحلقات ، والأشرطة المتوازية، وعارض التوازن) كأساليب مختلفة للتفكير (على سبيل المثال: الدماغ الإبداعي، الدماغ الرياضي، ودماغ التفكير الناقد الخ) – المرونة المعرفية تقاس بمدى قدرتك على سرعة (وسهولة) التأرجح والقفز والتدوير ذهابًا وإيابًا بين أنظمة التفكير المختلفة. وكلما كنت أكثر مرونة، كلما كان من الأسهل بالنسبة لك رؤية أنماط جديدة، وإنشاء روابط فريدة بين الأفكار، وهذا سيلقي ضوءً جديدا على مفهوم أن يكون لديك ذهناً “ألمعياً”!

إذن كيف يمكننا أن نجعل عضلاتنا المعرفية أكثر مرونة؟

من خلال تعلم أشياء جديدة على وجه الخصوص، وتعلم طرق جديدة للتفكير، فإذا كنت من “النوع الذي لا يتمتع بالقدرة على الابتكار”، فاجعلها فرصة لتعلم مهاره أو لتجربة يدك في دراسة فن من الفنون، وإذا كنت ممن يملكون روح الإبداع، إلا أن عينيك تلمعان عندما تسمع كلمات مثل “الأسواق المالية” أو “الاقتصاد” ، فلتتجه إلى قراءة مجلات من قبيل The Economist أو The Economic Review.

حاول أن توسع مجال اهتماماتك، اقرأ خارج مساحة الارتياح بالنسبة لك، وتقبل آراء الذين يتحدون وجهات نظرك، وحينها ستشكرك مهنتك (ودماغك) على ذلك.

  1. التفاوض Negotiation

مع تسلل الإنسان الآلي “الروبوت” إلى القوى العاملة والتشغيل الآلي للوظائف وهو ما أصبح أمراً شائعاً بشكل متزايد، فإن المهارات الاجتماعية ستكون في المستقبل أكثر أهمية من أي وقت مضى. وذلك لأننا (في الوقت الحاضر، على أي حال) أفضل بكثير من “الروبوتات” في التفاعل الاجتماعي والمفاوضات. حتى أصحاب المهن الفنية البحتة ستظهر لهم قريباً مهارات أكبر في التعامل مع الآخرين، بل أن القدرة على التفاوض مع زملائك ومديريهم وعملائك وفرق العمل الخاصة بك ستكون على رأس قائمة المهارات المرغوبة.

  1. توجيه الخدمات Service orientation

يمكن تعريفها بأنها القدرة على “السعي الحثيث للتعرف على الطرق اللازمة لمساعدة الأشخاص”، وهي مهارات قوية لتقديم الخدمات، وتركز على تسليط الضوء على المستهلكين وتوقع احتياجاتهم في المستقبل.

وكما يشير تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي ، فإن الشركات العاملة في مجالات الطاقة والخدمات المالية وتقنية المعلومات تجد نفسها وعلى نحو متزايد تواجه مخاوف المستهلكين الجديدة بشأن قضايا مثل الآثار الكربونية (الانبعاثات الكربونية) وسلامة الأغذية ومعايير العمل والخصوصية.

ومن منظور المهارات فهذا يعني أن الشركات “ستحتاج إلى التعلم لكي تتوقع قيم المستهلك الجديدة بسرعة أكبر، ولترجمتها إلى عروض منتجات، وأن تصبح أكثر اطلاعا وعلى دراية بالعمليات التي تنطوي عليها تلبية هذه المطالب”.

إن استيعاب تقديم الخدمات بشكل أفضل يتطلب اختراق أذهان المستخدمين والتفكير فيما يحبونه، أو يخافونه، أو يكرهونه؛ وتطوير منتجات جديدة أو تكييف الخدمات القائمة لإثبات قدرتك على المواكبة في المستقبل.

  1. الحكم وصنع القرار Judgement and decision-making

من المتوقع أن ترتفع القدرة على إصدار الأحكام الملموسة والبراعة في مهارات اتخاذ القرار إلى أعلى القائمة لتحتل المركز السابع بحلول العام 2020.

ولا يعتبر ذلك مفاجئًا بالنظر إلى الحجم الهائل للبيانات التي يمكن أن تجمعها المنظمات الآن، والحاجة المتزايدة إلى الموظفين الذين يمكنهم فحص الأرقام، وجمع الإحصاءات القابلة للتنفيذ، واستخدام بيانات كبيرة للاستفادة منها في استراتيجية العمل والقرارات.

كيف يمكنك تحسين مهاراتك في اتخاذ القرار على الفور؟

ابدأ بالاطمئنان على البيانات والمعلومات؛ وحدد أولاً الأسئلة أو المشكلات التي تبحث لها عن إجابة، ثم خصص وقتًا لاستكشاف أدوات وتقنيات البيانات الجديدة التي يمكن أن تساعدك في جمع هذه المعلومات، وبمجرد الحصول على هذين الأمرين ، سترغب في جعل برنامج Excel أفضل صديق لك ، وستتعلم كيفية التعامل مع البيانات والتنقيب فيها!

  1. الذكاء العاطفي Emotional intelligence

كان رد الفعل الهائل من موظفي الموارد البشرية والمتخصصين في التخطيط الاستراتيجي أنه عندما يتعلق الأمر بمجموعات المهارات المرغوبة، فإن “المهارات الاجتماعية العامة – مثل الإقناع والذكاء العاطفي وتعليم الآخرين – سيكون الطلب عليها متزايد في القطاعات المختلفة في المستقبل”، ويشير ترافيس برادبري Travis Bradberry، المؤلف المشارك في كتاب الذكاء العاطفي 2.0 (Emotional Intelligence 2.0)، إلى أن الذكاء العاطفي ‘هو نوع آخر من الذكاء’. وهو ‘شيء غير ملموس يساعدنا على توليف المشاعر البشرية، ويقيس مدى قدرتنا على البراعة في ضبط سلوكنا، اعتمادًا على مزاج أحد الزملاء أو الشريك أو أحد أفراد العائلة أو حتى مشاعرنا الداخلية.

الذكاء العاطفي يفيدنا في كل تفاعلاتنا، وكما يوضح برادبيري Bradberry في مقال له نشر في مجلةـ Forbes ، “إنه يؤثر على كيفية إدارة السلوك، والتنقل بين التعقيدات الاجتماعية، واتخاذ القرارات الشخصية التي تحقق نتائج إيجابية.” إنها مهارة اجتماعية تتسم بأهمية خاصة للمديرين والقادة، وستسعد بسماعك أنه يمكنك إعطاء ذكاءك العاطفي (EQ) دفعة قوية!

  1. التنسيق مع الآخرين Coordinating with others

المهارات الاجتماعية تحتل المرتبة الخامسة على القائمة، وتشير إلى الاتجاه الناشئ للمنظمات التي تركز بشكل أكبر على المهارات الشخصية القوية، والموظفين الذين يتعاملون بشكل جيد مع الآخرين. إن التعاون أمر لابد منه في أي بيئة عمل وهذا أمر لا يختلف عليه اثنان، بيد أن البشر لا يزالون أفضل حالاً من الروبوتات!

ويشرح تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي (WEF) أن “التفاعل الإنساني في مكان العمل ينطوي على إنتاج فريق، يلعب العمال نقاط القوة لبعضهم البعض ويتأقلمون بمرونة مع الظروف المتغيرة”. “هذا التفاعل غير الروتيني هو في قلب الميزات التي يتفوق بها الإنسان على الآلات.” وينطوي التنسيق مع الآخرين على مهارات تواصل قوية ، ووعي بمواطن قوة ونقاط ضعف الآخرين، والقدرة على العمل مع مجموعة من الشخصيات المختلفة.

  1. إدارة الأفراد People management

بغض النظر عن عدد الوظائف التي تجري أتمتتها، ومدى أهمية الذكاء الاصطناعي المتقدم ، سيظل الموظفون دائمًا من أهم الموارد.

البشر أكثر إبداعًا، وهم أيضاً أفضل في قراءة بعضهم البعض، وقادرون على تخطي أفكار بعضهم وحياتهم، ولكن كوننا بشر، يعني أيضًا أننا نمرض، ونحصل على الحافز، ونشعر بالارتباك، لذلك من المهم أن يتعرف المديرون وقادة الفرق في المستقبل على كيفية تحفيز فرقهم وزيادة إنتاجيتهم والاستجابة لاحتياجاتهم.

وكونك مديرا كبيراً فهذا له علاقة كبيرة بالذكاء العاطفي، ومعرفة كيفية التفويض، وتطوير أسلوبك الخاص في الإدارة.

  1. الإبداع Creativity

شرح كبير الكتاب للمنتدى الاقتصادي العالمي، أليكس غراي Alex Gray قائلاً: “مع سيلان المنتجات الجديدة والتقنيات الجديدة وطرق العمل الجديدة ، سيكون على الموظفين أن يصبحوا أكثر إبداعًا للاستفادة من هذه التغييرات”، “قد تساعدنا “الروبوتات” في الوصول إلى المكان الذي نريد أن نكون فيه بشكل أسرع ، ولكن لا يمكن أن تكون خلاقة مثل البشر.”

ومن المتوقع أن يصبح الإبداع مهارة رئيسية في المستقبل، لذا قبل أن تستبعد نفسك كشخص “غير مبدع”، وتذكر أن الإبداع ليس مجالاً حصرياً للأنواع الفنية مثل الموسيقيين والكتاب فقط، وإذا كان بإمكانك ربط النقاط بمعلومات متباينة، وقمت بحشر جميع الأفكار معا لتقديم شيء جديد ، فأنت شخص مبدع.

المشكلة في العملية الإبداعية تكمن في طبيعتها، حيث لا يوجد ببساطة طريقة واحدة لحل مشكلة ما بطريقة إبداعية، ومع ذلك هناك طرق لإطلاق العنان للإبداع في داخلك من خلال ممارسة الفضول والتعبير عن الذات على أساس منتظم.

ومن بين الأشياء الأخرى التي يمكنك القيام بها أن تمنح نفسك الوقت للسماح لأفكارك بالتجوال (وهذا هو السبب في أن بعض من أفضل الأفكار لدينا تأتي إلينا اثناء الاستحمام!)، مما يجعل من عادة الجلوس وإنشاء مجموعة من العمل عندما تكون نعسان (لأنه عندما يكون الدماغ غير مركّز ، فهو أقل إعاقة)، ويستخدم التقييدات كنقطة انطلاق للإبداع!

  1. التفكير الناقد Critical thinking

كونك مفكراً ناقداً سيظل يمثل مجموعة من المهارات القيمة في السنوات الأربع القادمة. لكن ماذا يتضمن التفكير النقدي في الواقع؟

الجواب هو المنطق والاستدلال، فالتفكير النقدي يتضمن القدرة على استخدام المنطق والاستدلال للتحقيق في قضية أو مشكلة، والنظر في حلول متنوعة للمشكلة، والموازنة بين الإيجابيات والسلبيات لكل أسلوب.

في حين أن حواسيب واتسون Watson العملاقة التي انتجتها شركة IBM وشركة “روس” ROSS   يعطيان البشرية فرصة للاستثمار في التفكير النقدي، فأن المؤسسات في عام 2020 ستشهد إقبالاً شديداً على توظيف الذين يتمتعون بمهارات التفكير الناقد، وسيكونون مرحّباً بهم  في أي فريق عمل.

  1. حل المشكلات المعقدة Complex problem-solving

هذه المهارة تتصدر قائمة أهم المهارات المطلوب تحقيقها بحلول عام 2020 وهي القدرة على حل المشكلات المعقدة – وقد عرّف التقرير هذه المهارة بأنها القدرة على حل المشكلات الجديدة غير المحددة في ظروف معقدة في العالم الحقيقي.

ماذا يعني ذلك ؟

الأمر هنا باختصار يتعلق بأن تتمتع بالمرونة العقلية لحل المشكلات التي لم تواجهها من قبل، والقدرة على حلها في المشهد الذي يتغير بسرعة فائقة في الدقيقة وأصبح أكثر تعقيدًا!

في عالم مليء بما يصفه الاقتصاديون بمشكلات “شريرة” – وهي مشكلات ليست في واقع الأمر “شريرة” ، ولكن اعتبرت “شريرة” لأن حلها شبه مستحيل بسبب متطلبات غير مكتملة ومتناقضة أو دائمة التطور (فكر مثلاً في التغير المناخي أو الفقر أو الإرهاب) – سيكون الطلب على الذين يتمتعون بمهارات حل المشكلات المعقدة عالياً للغاية.

وكما يوضح التقرير، “يتوقع الذين تجاوبوا مع الدراسة أن أكثر من ثلث (36٪) الوظائف في جميع المجالات تتطلب مهارة حل المشكلات المعقدة كأحد المهارات الأساسية”.

الآن ، لا تقلق! لا عليك، هذا لا يعني أنه مطلوب منك أن تحل مشاكل العالم. إن امتلاك مهارات قوية لحل المشكلات المعقدة يتعلق بالقدرة على رؤية الصورة الكبيرة big picture، والتركيز على التفاصيل الدقيقة ، وتحريك الأمور من حولك لإحداث الفرق.

هذه لحسن الحظ ليست من المهارات التي تولد مع أي شخص. بل هي شيء يتم تطويره بمرور الوقت وهو مبني على أساس قوي من التفكير النقدي والتفكير الجانبي.

إذن، كيف يمكنك اكتساب هذه القائمة الذهبية من المهارات؟

مع التطور السريع والمستمر لعالمنا وقوتنا العاملة، من الواضح أننا جميعاً بحاجة إلى نتطور معاً إذا أردنا مواكبة التغييرات، وكما عبر عن ذلك دوك إيميت براون Doc Emmett Brown في فيلم الخيال العلمي “العودة إلى المستقبل”  Back to the Future ، “إلى أين نحن ذاهبون، لسنا بحاجة إلى طرق!”

لكن تحتاج إلى خارطة طريق! لذلك عليك أن تتسلح بهذه المهارات العشرة لتعزيز حياتك المهنية في المستقبل.

المصدر: www.careerfaqs.com.au