ملخص كتاب “طريقة التفكير: سيكولوجية النجاح الجديدة”

  • — الأربعاء أغسطس 22, 2018

ترجمة: نورة آل طالب

مقتطفات مهمة:

  • عقليات الناس إما أن تكون منغلقة ثابتة أو منفتحة متطورة.
  • أولئك الذين يعتقدون أن صفاتهم الشخصية غير قابلة للتغيير يمتلكون “عقلية ثابتة”.
  • أولئك الذين يعتقدون أن بإمكانهم تغيير أو تحسين سماتهم الشخصية مع مرور الوقت يمتلكون “عقلية متطورة”.
  • يعتقد أولئك الذين يمتلكون عقلية متطورة أن المستقبل يقدم لهم فرصة للتقدم، حتى في الأوقات العصيبة.
  • تنتنج العقليات وجهات نظر قاطعة لكنها قابلة للتغيير.
  • يميل الأطفال الذين يتلقون ثناءً على ذكائهم إلى تبني عقلية منغلقة وإلى رفض التحديات الجديدة.
  • استحوذ جاك ويلش على شركة جنرال الكتريك عام 1980 حيث بلغت قيمتها 14 مليار دولار، وبعد عشرينَ عامًا وصلت قيمتها إلى 490 مليار دولار.
  • يتمكن الرياضيون ذوو العقليات المتطورة من بناء شخصيات قوية من خلال تحدي أنفسهم.
  • عادةً، لا يتمكن رؤساء الشركات الذين يمتلكون عقليات ثابتة ويعتقدون أنهم عباقرة و أصحاب رؤى من بناء فِرق كبيرة.
  • تعليم التفكير والتدرب على مهاراته يعزز من تقدير الذات عند الأطفال.

ذات صلة : ستتعلم في هذا الملخص

  1. الاختلافات بين العقلية الثابتة والعقلية المتطورة.
  2. السبب الذي يجعل العقلية المتطورة تحمل فرص أكثر ايجابية على الدوام .
  3. كيف تؤثر طرق التفكير على أساليب القيادة.

تمهيد:

يتضمن هذا الكتاب فرضية بسيطة، وهي أن العالم منقسم بين أُناس منفتحين على التعلم وبين أُناس منغلقين أمامه. وهذه الصفة تؤثر على كل شئ، بدءًا من وجهات نظرك إلى علاقاتك الشخصية. أخذت تفتش الكاتبة واستاذة علم النفس كارل دويك عن البحوث وقصاصات الأخبار  لاستخراج حكايات عن ايجابيات وسلبيات العقلية المنفتحة والمنغلقة. لهذا، فإن قصص عن مايكل جوردن و لي لاكوكا و جون ماكنرو و بيبي روث تجد مكانها، من بين أمور أخرى، في هذا الكتاب. تحدثت دويك عن الكيفية التي من خلالها تؤثر أساليب التفكير على الأشخاص. وتبين أنه يمكنك أن تكون بعقلية منفتحة تجاه بعض الخصائص ومنغلقة تجاه الخصائص الأخرى. تأتي البصيرة المحفزة للأفكار من معرفة متى تحتاج  أن تهئ تفكيرك للمضي قدمًا.  وعرضت الكاتبة فكرتها الأساسية  بعرضها جميع نواحي العلاقات الإنسانية إلا أن موقع GetAbstarct يرى أن هذه المادة يُمكن أن تكون تثقيفية ومفيدة حتى لو تم تطبيقها على القيادة والإدارة فقط.

الملخص:

يُعد بعض الناس أكثر ذكاءً وتفكّرًا وجسارةً من الآخرين.  وقد أسند العلماء لسنوات هذه الاختلافات إلى مجموعة من العناصر البيئية والفيسيولوجية (علم وظائف الأعضاء) والتركيبة الجينية. ولكن هناك عوامل أخرى تساعد في تحديد الصفات الشخصية، بما في ذلك الصفات التي تنشا من وجود ” عقلية ثابتة ” أو ” عقلية متطورة”.

أولئك الذين ينظرون إلى ذكائهم وشخصياتهم على أنها غير قابلة للتغيير يتمتعون بـ ” عقلية ثابتة “. يعتقدون أن الذكاء والشخصية ليسا عرضة للتغيير، ويشعرون أنهم بحاجة إلى أن يثبتوا أنفسهم باستمرار في جميع الحالات. يُشكل الأشخاص ذو العقليات الثابتة هذه النظرة في سن مبكرة غالبًا، وعادة ما يرجع السبب إلى بعض التأثير من معلميهم أو آبائهم. وعلى العكس من ذلك، يعتقد الأشخاص ذو ” العقلية المتطورة” أن بإمكانهم تحسين صفاتهم الشخصية أو تغييرها مع مرور الوقت، ويؤمنون بأن المستقبل يوفر لهم فرصًا للنمو والتطور حتى في الأوقات الصعبة.

ولمعرفة الاختلافات بين العقلية الثابتة والمتطورة، سأل مذيع أشخاص عمّا  كانوا سيفعلون لو أنهم حصلوا على تقدير مقبول في اختبار منتصف الفصل ثم بعد ذلك حصلوا على مخالفة إيقاف سيارة. وبسبب الأحداث المتراكمة، قال الأشخاص أصحاب العقليات الثابتة أن هذا الموقف يثبت أن ” العالم يسعى للنيل منهم ” أو أنهم أغبياء وفاشلين. أما الأشخاص أصحاب العقلية المتطورة فقد قالوا أنهم سيعملون بجد ليكونوا أكثر حرصًا  في المدرسة وفي مواقف السيارات.

 

تأثير الحالة الفكرية :

للحالة الفكرية إيحاءات هامة رغم أن أغلب الناس يخطئ في تقدير قدراتهم الذاتية. يميل أصحاب العقلية الثابتة إلى أخذ موضوع الفشل بشكل شخصي حيث يفسرون أي نكسة أو هزيمة بشكل عاطفي، من مطرود إلى مرفوض، كرسالة للرفض.

واحساسهم بالرفض يفاقم من تدني تقديرهم لذاتهم. وهم يجتهدون في إخفاء نقاط ضعفهم لكنهم يعتقدون أن علاقاتهم وصفاتهم وصفات شركائهم كلها غير قابلة للتغيير.

على النقيض من ذلك، يعتقد أصحاب العقلية المتطورة أن بإمكانهم تغيير صفاتهم الشخصية وتطوير إمكاناتهم. وهم على الأرجح يعتمدون على مواهبهم. ويحبون ممارسة التعلم ويشعرون بالإحباط عندما لا يتمكنون من تنمية قدراتهم الكامنة. امتلاك عقلية متطورة يساعد في التغلب على الضغوط.

أيضًا، تُحدد طريقة التفكير صفات الشخصية القيادية، بما في ذلك آداء الأشخاص في المدرسة. يخسر طلاب الطب ذو العقلية الثابتة اهتمامهم بمادة مهمة عندما يحصلوا فيها على تقدير مقبول. ويفقدون الاهتمام كذلك عندما لا يحصلون على مكافآت سريعة كونهم اعتادوا على التصحيح والتعزيز السريع. أما أصحاب العقلية المتطورة، فكلما كانت المادة أكثر صعوبة، كانوا أكثر نجاحًا وازدهارًا.

تؤدي طرق التفكير دورًا في تنمية ” المواهب الطبيعية “. وجد أحد الباحثين التربويين أن الأشخاص الإستثنائيين، من السباحين إلى الموسيقيين، لم يُظهٍروا مواهبهم إلا بعد أن درسوا واستغلوا قدراتهم وإمكاناتهم. موزارت (من أعظم الموسيقيين في التاريخ)، على سبيل المثال، عمل لمدة عشر سنوات قبل أن يكتب عملاً يستحق الذكر. أما المخترعون والفنانون فقد اشتركوا في القدرة على التعلم على مر الزمن مع أنهم بلغوا سن النضج، فهم لم يعتمدوا فقط على قدراتهم الطبيعية. طرق التفكير عبارة عن ملكات عقلية محددة أو متنوعة، لذلك قد يكون أحد الفنانين أكثر انفتاحًا على الأفكار الجديدة ولكنه يكون أكثر تحفظًا اجتماعيًّا.

تؤثر طرق التفكير على الأشخاص المحبطين. يميل الطلاب المحبطون أصحاب العقليات المتطورة إلى العمل على حل مشكلة اكتئابهم أثناء استمرارهم في الحضور للمدرسة وممارسة اهتماماتهم الخارجية. أما الطلاب أصحاب العقليات الثابتة يصبحون أقل نشاطًا ومشاركة عندما يصابون بالإحباط.

يتفاعل أصحاب العقلية الثابتة بصورة مختلفة عن أصحاب العقلية المتطورة مع الثناء والإشادة. ويميل الأطفال الذين يتلقون مديحًا على ذكائهم إلى تبني عقلية ثابتة  ورفض التحديات الجديدة. إذ أنهم يريدون أن يتنعموا بالنجاح في الاختبارات ولا يريدون أن يخاطروا بالكشف عن نقاط ضعفهم. والطلاب الذين قيل لهم أن لديهم قدرات عالية، يكرهون أن يُطلب منهم حل المشكلات الصعبة. يقولون أن العمل الإضافي يسلبهم متعتهم في التعلم. في نفس الوقت، يحب الطلاب الذين تلقوا إشادة على اجتهادهم، أن يعملوا على حل المشاكل الصعبة. أثبتت التجارب أن الثناء على قدرة الطفل يعمل على انقاص درجة اختبار الذكاء لديه، لكن الثناء على اجتهاد الطفل يزيد من مجموع اختبار الذكاء.

يمكن أن يكون تصنيف الناس مؤذٍ للغاية،بدءًا من وصف الأطفال بـ ” الموهوبين” و ” الاستثنائيين ” إلى استخدام الصور النمطية الجنسية والعنصرية السلبية. في الواقع، تسميات كهذه تُشعر الناس بالدونية وتولد نوعًا من السلبية. وغالبًا، يشجع التصنيف الناس على عدم إطلاق قدراتهم الكامنة. وعندما يصدق الناس هذه الصور النمطية، فهم غالبًا يكذبون بشأن انجازاتهم  الحقيقية أو يبالغون في الحديث عنها. يمكن لآراء الناس أن تكون مدمرة، فعندما يقول المعلمون لفتيات أنهن قد لا يقدمن أداءً جيدًا في الرياضيات أو العلوم، فقد يؤدي ذلك بهن إلى تدني الأداء.

تغيير طريقة تفكيرك:

مع أن طرق التفكير تكوّن وجهات نظر قاطعة تجاه العالم، إلا أن بإمكان الأشخاص تغييرها عن طريق تعلم مهارات جديدة. يمكن تعليم البشر كيف يتصرفون بطرق جديدة، و كيف يواجهون التحديات، وكيف يفكرون بشكل مختلف. فعلى سبيل المثال، عندما يتحدى الرياضيون ذو العقليات المتطورة أنفسهم، فإنهم يكتسبون صفات شخصية ايجابية. و وفقًا لباحثين رياضيين، فإن الرياضيين أصحاب العقليات المتطورة لا يركزون على الفوز فقط، بل يركزون على الأسلوب أو الطريقة ويتجاهلون ما يشتتهم، مستمتعين بالتحدي بقدر ما يستمتعون بالنتيجة. ويتعلمون من الفشل، مدركين أن العمل الشاق يجلب مكاسب شخصية. على النقيض من ذلك،  يُجبر الرياضيون ذو العقليات الثابتة أنفسهم على الفوز ليظهروا أنهم أفضل من منافسيهم، وعند الخسارة يصابون بالاكتئاب.

الموهبة والتعليم:

التجارة اليوم تقدس الموهبة، وقد كوّن هذا بعض طرق التفكير عن غير قصد. شركة انرون Enron [التي أفلست] مثلاً تبحث عن الأشخاص الموهوبين أصحاب الدرجات العلمية العليا. وبشكل معقد جدًّا، كوّن ذلك ثقافة داخلية ترى أن فشل الشخص يؤثر على سمعته أو تشويه صورة شركته بالضرورة. تكره شركة انرون الاعتراف بالأخطاء وتبالغ في تقدير الصورة الخارجية. وعندما راجع المستثمرون نشاطات الشركة وفحصوها، اتخذ مديروها موقف الدفاع ولم يصدقوا في معلوماتهم بسبب عقليتهم الثابتة.

تبين البحوث أن الشركات التي لديها مديرين بعقليات متطورة، يميلون إلى البحث عن موظفين قادرين على مواجهة أوجه القصور وايجاد الحلول. يؤمن هولاء المديرون بقدرة الأشخاص على التطور والنماء والتغلب على المشاكل. أجرت إحدى الدراسات مقارنة بين الشركات وفقًا لارتفاع وانخفاض قيمة أسهمها. وعندما قارنت بين الشركات ذات النمو الاستثنائي (بالنسبة لقيمة أسهمها) والشركات التي لم تنمُ أو تلك التي حققت مكاسب ثم تلاشت لاحقًا، وجدت أن نجاح الشركة ارتبط بوجود مديرين كانوا يقيمون عمل الشركة باستمرار ويواجهون اخفاقاتها. على سبيل المثال، يعقد المدير التنفيذي لشركة  سيركت سيتي Circuit City مناظرات في غرفة الاجتماعات الخاصة به لمناقشة المشاكل العاجلة حتى يتمكن من سؤال أعضاء مجلس الإدارة  الآخرين والتعلم منهم.

كما وجدت دراسة أخرى أن تحديد  مهمة للطلاب وتوضيح كيف يُقاس النجاح فيها قد يُحدد أي عقلية يمكن أن يكتسبها الطلاب. أعطى باحثون مجموعتين من الطلاب هدفًا ذا انتاج عال ليحققوه. أخبروا إحدى المجموعتين أنها ستُقيّم على مدى معرفتها بإحدى العمليات (تكوين عقلية ثابتة). وأخبروا المجموعة الأخرى أنهم سيكتسبون  مهارات جديدة حيث يمكنهم أن يتعلموا أثناء عملهم (تحفيز عقلية متطورة). في البداية، فشلت كلا المجموعتين في تحقيق الأهداف. ولكن مع مرور الوقت تعلم أفراد مجموعة العقلية المتطورة من أخطائهم، وحفزوا بعضهم البعض، وفاق انتاجها انتاج المجموعة الأولى.

التدريب على طرق التفكير وتعلمها من الوسائل المثمرة التي تساعد على تعزيز تقدير الطالب لذاته. المفتاح الأساسي هو أن يُظهر المرشد اهتمامه بتقدم الطالب وبعملية تطويره بشكل شامل. لكن على المرشدين أن يكونوا حذرين في كلامهم. في أغلب الأحيان يعمل الثناء الأعمى ضد مصلحة الأطفال لأنه يرسل رسائل مختلطة حول مدى سرعة تعلم الطلاب، وعن مدى فاعلية عاداتهم في الدراسة أو حول ما لديهم من قدرات. الثناء على جهود ومنجزات الطلاب يمكنهم من السعي لمواجهة تحديات أكثر صعوبة. قد يفسر الطلاب حتى بعض التعليقات عديمة الضرر مثل: ” أنت تتعلم بسرعة لأنك ذكي جدًّا” لتعني أن التعلم البطئ غير جيد. وكذلك ليس من الحكمة حماية الأطفال من الفشل.

الفشل أو عدم تحقيق الأفضلية يحدث كثيرًا في الحياة، وهو أمرٌ شائع. لا يقدم الآباء الذين يركزون على تحقيق الأفضلية أي بديل للطفل عندما يفشل، إنما  يتركونه لإلقاء اللوم على الآخرين أو التقليل من قيمة النشاط أو تحويل الفشل إلى نبوءة ذاتية التحقق.

فتح وإغلاق: العقلية والقيادة

بإمكان القائد الذي يتمتع بعقلية ثابتة أن يقود شركته للفشل. وجد أحد الباحثين أن مديري الشركات الذين يركزون على صورتهم الشخصية يفعلون ذلك على حساب شركاتهم. لي أياكوكا – على سبيل المثال – ساعد على بث الروح مجددًا في شركة كريسلر لكنه بعد ذلك ركّز على سمعته الشخصية، فانهارت الشركة بينما كان منشغلاً عنها.

وجد نفس الباحث أن المديريت الذين يعتبرون أنفسهم عباقرة وأصحاب رؤى لا يستطيعون بناء فرق كبيرة. ذهب البرت دونلاب، المتخصص في إنجاح الشركات، والذي كان دائمًا على استعداد لاثبات نفسه مرة أخرى، إلى شركة سنبيم   Sunbeamعام 1996 وفصل نصف الموظفين ورأى أن قيمة الأسهم مرتفعة حتى أنه لم يستطع بيع الشركة. وكونه يدير الشركة، قام بطرد من يختلف معه من الموظفين و اضطر إلى زيادة الدخل. وقد تم طرده في غضون 3 سنوات.

المديرون أصحاب العقليات المتطورة على النقيض من ذلك تمامًا. خذ مثالاً على ذلك جاك ويلش الذي تولى قيادة شركة جنرال الكتريك عام 1980 عندما كانت تقدر بـ 14 مليون دولار ثم أصبحت تقدر ب 490 مليار دولار بعد عشرين عامًا.

وصل ويلش إلى أعلى منصب في الشركة من خلال اعترافه بأنه ليس عبقريًّا وبوعده بأن يكون مستعدًا للتعلم.

وقد نجحت هذه الخطوة. كان مصرًّا على توليد المزيد من طاقة الموظف وعلى نسف العوائق السلطوية الداخلية (البيروقراطية).

كان جاك ويلش يلتقي باستمرار مع موظفي خطوط التجميع في المصانع ليستطلع آرائهم. وتخاطب مرة مع نادي صغير لأعلى المديرين في جنرال الكتريك وسألهم عن خطط النادي ونشاطاته. وبعد شهر تقريبًا، أعلن رئيس النادي أن أعضاءه سيصبحون متطوعين لخدمة المجتمع وأن النادي سيفتح باب التسجيل في عضويته. وبعد عشرين عامًا، بلغ عدد أعضاء النادي 42 ألف عضو. قام ويلش كذلك بطرد أربعة مديرين حققوا أهدافهم المالية لكنهم لم يراعوا قيم جنرال الكتريك.

ارتكب ويلش خطأً فادحًا عندما اشترى شركة  كيدر بيبودي Kidder, Peabody & Co. لكنه تعلم من هذا الخطأ. كلفت الصفقة شركة جنرال اليكتريك مئات الملايين من الدولارات وقد علّم ذلك ويلش الخط الرفيع بين الفشل والثقة الزائدة .

يملك القادة الجيدون الرغبة في التعلم. وجدت دراسات أنه لا يوجد ما يسمى “قائد بالفطرة”. يصبح الأشخاص قادة عن طريق تغيير أنفسهم. على الشركات أن تميّز المرشحين للقيادة الذين يعتمدون على تنمية قدراتهم الكامنة ثم تمنحهم الفرصة لتعلّم مهارات جديدة، بدلاً من تحديد مستقبل القادة عن طريق موهبتهم الفطرية. في الواقع، عندما تمنح الشركات الفرصة لموظفيها كي يتعلموا، فإنها بذلك تمنحهم الفرصة ليتقدموا ويحققوا مكاسب أكثر ولأن يكونوا أكثر استعدادًا لمواجهة تحديات الحياة.

 

الحب والحرب:

يتفاعل ذوو العقليات المتطورة بشكل مختلف مع العلاقات الشخصية أكثر من ذوي العقليات الثابتة. يسعى أصحاب العقليات الثابتة إلى تكوين علاقات عفوية طبيعية وإلى انفصالات دراماتيكية. لا يغفرون سريعًا لأن ذلك قد يُعد ضعفًا أو قد يثير خطر الرفض. وعندما تسوء علاقاتهم فإنهم يضطرون لإلقاء اللوم على شركائهم بسبب عقليتهم الثابتة ويتجنبون أي لوم شخصي. وفي حالات متطرفة، قد يكون الشخص تنافسي لدرجة أنه يحجب انجازات شريكه أو هويته.

رؤيتك  قد تكون مصدر سعادة أو مصدر شقاء وذلك يعتمد على طريقة تفسيرك للأمور وطريقة تفاعلك معها. يميل أصحاب العقليات الثابتة إلى أن يطلقوا أحكامًا على الناس. استعان علماء النفس بالعلاج المعرفي لتشجيع الناس على أن يسألوا أنفسهم لماذا يصدرون أحكامًا متطرفة على الآخرين وما إن كان هناك ما يبرر آراءهم. وكانت هذه إحدى وسائل كسر دائرة العقلية الثابتة وفتح مسارات جديدة للتطور والنمو.

عن المؤلفة:

الدكتورة كارول دويك،Carol Dwek هي باحثة رائدة في الشخصية وعلم النفس. استاذة علم النفس في جامعة ستانفورد، وقد درّست سابقًا في جامعتي هارفارد وكولومبيا العريقتين. وهي عضوة في الأكاديمية الأمريكية للعلوم والفنون.وقامت أيضًا بتأليف كتابself-theories  الحاصل على لقب ” كتاب العام ” من World Education Fellowship

المصدر: كتاب “Mindset: The New Psychology of Success”  ، ملخصات Get abstract