محتوى الموضوعات التي تقرأها تشكل أسلوبك في القيادة | افضل عشرة مواضيع للقادة

  • — الأربعاء نوفمبر 27, 2013

يتعامل الناس يوميا مع كميات هائلة من المعلومات من خلال محتوى الموضوعات في هواتفهم الذكية، وحواسيبهم المحمولة واللوحية، وعبر الكثير من وسائط التواصل الاجتماعي، والمدونات والمنشورات.

فلو حاولت تدقيق النظر في الشخصيات القيادية التي حولك (منظمتك) فستجد ان الموضوعات التي يقدمونها و/أو يقرءونها تسهم -غالباً- بتشكيل أساليبهم في القيادة. ولهذا نجد أن القادة الذين يكثرون القراءة، ويجيدون الكتابة، ويتحدثون بأسلوب جيد، ، هم الذين يقودون – في الأعم – بأسلوب فعال.

فالشخصيات القيادية تميل عادة إلى الموضوعات التي تغذي معارفهم وتقدم لهم الحكمة والرؤى التي تعينهم في المحافظة على مكانتهم القيادية وتساعدهم على خدمة الآخرين بشكل أفضل.

وبالمقابل، نجد ان الشخصيات التي لا تقرأ ولا تكتب بشكل جيد، لا تملك -أحياناً- القدرة على التحدث بشكل مؤثر- ويفتقرون إلى مهارات التواصل والحضور التنفيذي الفعال، وهي صفات تساعد الآخرين على التعامل بشكل جاد مع شخصية القائد.

ويلاحظ أن القادة الأكثر فعالية، هم أولئك الذين يقومون بكاتبة الموضوعات بأنفسهم، كما يقومون بنشر الموضوعات التي يكتبها القادة الآخرون، وهاتين الصفتين مجتمعتين تسهمان في خلق محتوى شامل وموضوعات مترابطة تؤثر على طريقة تفكير وعمل وابتكار الشخصية القيادية، ولعل هذا هو سبب ميل بعض الناس نحو شخصيات قيادية بعينها – فلو فكرنا في هذا الأمر من خلال منظور وسائل الاعلام الاجتماعية – وربما بعض منصات وسائط التواصل الاجتماعي؟ فسنجد ان الأمر يتعلق بطريقة سرد مضمون ما في تلك الوسائل لتشكيل التصور المطلوب لدى المتلقين.

ومع هذا الكم الهائل من مضامين الموضوعات المطروحة والتي يجب على الشخص القيادي أن يختار منها، فإن عليه اولاً أن يتعرف على نفسه بشكل جيدا، حتى يتمكن من المشاركة بفعالية في الموضوعات التي تنسجم مع أهدافه القيادية.

فقط 15٪ من الشخصيات القيادية التي حددت طريقتها الخاصة التي تعيشها يومياً، استطاعت اتخاذ قرار اختيار محتوى الموضوعات بتركيز من شأنه تحسين أثر أساليبهم القيادية.

قد يكون من السهل اتهام الشخص القيادي بأنه يعاني من أزمة هوية إذا اكتفي باستخدام محتوى موضوعات تعود ملكيتها لآخرين، وذلك لانه بدلا من اكتشاف إبداعاته الفكرية الخاصة به وخلق محتوى أصيل يخصه.

كم مرة سمعت ان رئيسك في العمل أو أي قائد آخر يقتبس قولاً من كتاب ثم يعيد توظيف الرسائل الرئيسية من ذلك الكتاب كما لو كانت خاصة به؟ وهل سيكون تأثير هذه الشخصية القيادية ونفوذها مستمراً أم قصير الأجل؟

على الأرجح سيكون قصير الأجل ما لم يعترف بأن القيادة الحقيقية تتطلب تفكيرا أصيلاً وخيالاً يمكن أن يحفز الآخرين لحل المشكلات، ورعاية روح الابتكار والمبادرة على طول الطريق.

إن ما تتضمنه الموضوعات المطروحة يساعد الشخصيات القيادية على الارتباط بفعالية أكثر بالآخرين.

فعلى سبيل المثال، لو قمت بتحميل الموضوعات في تطبيقات هاتفك الذكي أو كمبيوترك اللوحي، فكيف ستحددها وتختار منها؟ وماذا عما يأتي من أصدقائك وزملاءك؟ هل ستسعى لاستكشاف الموضوعات ذات المحتوى المشترك وتوافق الأفكار؟ عندما نقرأ الموضوعات المنوعة، نشعر بالثقة ونعمل مع الآخرين بشكل أسرع. وهذا هو السبب في مشاركة العديد من الشخصيات القيادية للكتب والمقالات مع طواقم موظفيهم وزملائهم.

وبصفتي أحد قادة الفكر والرأي، أجد محتوى الموضوعات الأصلية الخاصة بي تستخدم في كثير من الأحيان في الحالات الدراسية والكتب والمدونات الخاصة بالآخرين. وعندما يسألني الناس من أين أجد مصادر الطاقة والتفكير الإبداعي لمحتوى موضوعاتي، فيكون ردي دائما كما يلي : من خلال متابعتي للشخصيات القيادية الأخرى، ومن واقع تجربتي الخاصة بصفتي أحد كبار التنفيذيين، وكمستثمر ورجل أعمال. فمسؤوليتي القيادية تتمثل في مساعدة القادة على اكتشاف واغتنام الفرص التي لم يروها من قبل، عن طريق تعليمهم كيفية التعرف على أنماط الاحتمالات، والربط بين النقاط وتأثيرها المباشر على استراتيجيات ونتائج الأعمال.

كشفت دراسة أنه عندما يتعلق الأمر بكثرة قراءة المحتوى، فان 85 ٪ من القادة يهتمون بقراءة بمضامين الموضوعات التي لديهم عنها دراية مسبقة، أكثر من القراءة من أجل “المعرفة ” فقط، وبعبارة أخرى، يكون اهتمامهم بمحتوى الموضوعات التي تتعلق بجمع وفهم “جوهر” الموضوع أكثر من الرغبة في أن يصبح خبيراً في الموضوع.

وفي عالم اليوم، ذي التقنية العالية، والقنوات المتعددة، وسهولة الوصول إلى المعلومات، فإن قادة اليوم يبحثون عن مضامين الموضوعات التي يمكن استهلاكها في شكل جرعات قابلة للهضم – بما يكفي لمساعدتهم على التحدث عن موضوع معين في الاجتماعات أو مناقشته على مستوى عال جدا مع الزملاء لتحفيز التفكير والابتكار.

فما هي أنواع المواضيع التي تستهويك؟ كيف تستفيد منها في اتخاذ القرارات وزيادة الإنتاجية؟ وما هي أنواع المدونات والكتب التي تميل إليها عادة؟ وهل تشارك في بعض منابر وسائط التواصل الاجتماعي؟

لقد حددت الدراسة، أنواع المواضيع التي يتداولها القادة، والأسباب التي تجعلهم يميلون إليها دون غيرها. واليك أهم عشرة مواضيع تهتم بها الشخصيات القيادية العليا:

1: إدارة الناس

لماذا؟ تتمثل مهمة القيادة في رفع معدلات الإنتاجية بين الناس كما تساعدهم وتساعد المنظمات على النمو والازدهار. ويبذل القادة قصارى جهدهم لفهم السلوك البشري حتى يتمكنوا من إلهام وتحفيز الناس للاستفادة من طاقاتهم الكاملة.

2: دفع الابتكار والمبادرة

قد لا يمتلك القادة كل الإجابات لذلك، ولكن الناس يتوقعون عادة أنهم يمتلكونها. ويريدون فهم الكيفية التي يمكن من خلالها غرس الإبداع والابتكار في طواقمهم العاملة وزملائهم، وكيفية الرفع من كفاءتهم مع الناس من حولهم، والموارد والميزانيات، وكيفية إيجاد نقاط الربط وأنماط الاحتمالات.

3: إدارة العمل

يسعى القادة عادة من أجل تحقيق القدرة على المتابعة في حياتهم المهنية والبحث عن سبل لوضع أنفسهم في أفضل وضع ممكن لإدارة حياتهم المهنية. فهم يبحثون عن مساعدة للترقي عن طريق التعلم والتعرف واكتشاف الفرص واغتنامها خاصة تلك التي لم يتسنى لهم رؤيتها من قبل.

4: تحسين الأداء

يرغب القادة في تحسين مهاراتهم وقدراتهم. ويدركون أنه من أجل أن يحتفظوا بقدرهم والثقة التي يوليها أقرانهم، يجب أن يكون مجموعة متكاملة: قائد يكوّن مقرباً بشكل جيد إلى من حوله، ويظل على اطلاع وعلم باتجاهات المعايير العالية للأداء، وقادر على خلق تأثير مستدام وذي نفوذ.

5: تقنيات حل المشكلات

يقضي القادة الكثير من أوقاتهم في حل المشكلات، وبالتالي يسعون دائماً إلى فهم الكيفية التي تجعلهم أكثر كفاءة وفعالية في حل المشاكل بطريقة صحيحة. ويسعون لتجنب أوجه القصور والآثار السلبية المرتبطة بالأزمة والتغيير.

6: إدارة التغيير

التغيير مستمر ومتطور. ويريد القادة أن يشعروا بمزيد من الراحة والقدرة على القيادة في أوقات الأزمات. ويريدون مساعدة موظفيهم وطواقم فرق العمل ليكونوا أقوى الفرق عندما يواجهون الشدائد.

7: زيادة الدخل

يميل القادة الذين يرغبون في زيادة دخلهم الى تعلم كيفية التفاوض حول الرواتب والمكافآت بناءً على الأداء.

8: التواصل والعلاقات

يرغب القادة في توسيع قاعدة علاقاتهم ويريدون أن يتعلموا كيف يلتقون مع الأشخاص المناسبين ليتمكنوا من تعزيز مواردهم بشكل أفضل من أجل خدمة حياتهم المهنية.

فإن مجرد كونك شخصية قيادية، لا يعني بالضرورة أنك تعرف كيف تبني العلاقات ومن ثم تحافظ عليها. والى جانب ذلك يرغب القادة في معرفة كيفية بناء العلاقات خلال فترة زمنية قصيرة، وعليهم تعلم الكيفية التي تساعدهم للقيام بذلك.

9: إدارة الوقت

كل دقيقة لها أهميتها في العمل، وعندما يخطط القادة لفعل شيء بعينه، فهم يقررون عدم القيام بشيء آخر في نفس الوقت. ويرغب القادة في الاستثمار الأمثل للوقت كل يوم، ويسعون لإيجاد طرق جديدة لإدارة وقتهم من أجل التأثير على النمو والابتكار واغتنام الفرص.

10: ثقافة مكان العمل

يدرك القادة أن هناك موظفون مطالبون ببذل جهد أكبر مقابل أجر أقل. وعليه، فإن على القادة المساعدة في خلق ثقافة العمل التي تعزز الثقة والشفافية والتعاون في الوظائف المتبادلة. ولهذا يرغب القادة في معرفة كيفية التغلب على السلبية في مكان العمل وكيفية خلق بيئة عمل يكون فيها الموظف سنداً لزميله والحفاظ عليها.

وفي الختام .. ما هوي أهم فائدة حصلت عليها من هذه المقالة؟

هناك مثل يقول: “أنت .. ما تأكله”. وانت أيضا تقرر كيف تفكر. فإذا كنت محتاراً في حياتك المهنية أو تواجه مشكلة في زيادة معدل أداء فريقك عملك و/ أو نمو منظمتك – ابدأ بفهم المحتوى المطلوب لمساعدتك في التغلب على العقبات التي تواجهك. فمحتوى المعلومات هو مربط الفرس، لذلك يجب عليك التخطيط جيداً لتعلم كيفية الاستفادة منها بشكل أفضل.

المصدر:

http://www.forbes.com/sites/glennllopis/2013/11/18/the-content-you-read-shapes-how-you-lead-top-10-leadership-themes/#