حلقة التوازن Balancing Loop

  • — الأحد مايو 12, 2019

حلقة التوازن هي وسيلة لإحداث نقلة من الوضع الراهن (الحالة التي تجري بها الأمور حالياً) إلى الوضع المأمول (المستهدف) وذلك من خلال بعض الإجراءات (وهي جميع الخطوات والإجراءات التي يتم اتخاذها للوصول إلى الهدف المأمول).

وتمثل حلقة #التوازن Balancing Loop أحد الهيكلين الرئيسيين لتفكير النظام أو التفكير الشامل System thinking، حيث أن الهيكل الآخر هو حلقة #التعزيز (Reinforcing Loop). وتمثل حلقة التوازن أي وضع يكون فيه هدف أو غاية، ويتم اتخاذ الإجراءات اللازمة للوصول إلى هذا الهدف أو تلك الغاية، فإذا قررتَ زيادة نشاطك بنسبة 10٪ ، يعني هذا أنك قمت بإنشاء حلقة لإحداث التوازن، وإذا قررت تطوير منتج جديد، فلابد أنك قمت بإنشاء حلقة توازن أيضاً، وهناك العديد من الأمثلة لحلقة التوازن.

فالحالة المستهدفة أو التي يراد الوصول إليها تتفاعل مع الوضع الراهن لإنتاج فجوة، حيث يتم وضع الإجراءات الكفيلة بالوصول إلى الوضع المأمول من خلال هذه الحلقة، والفجوة التي تظهر كنتيجة للفرق بين الحالة الراهنة والوضع المأمول هي في الحقيقة الدافع للعمل، وكلما اتسعت هذه الفجوة كلما كان هناك ميل أكبر إلى العمل من أجل تجسيرها، فالإجراء الذي يتم اتخاذه في هذا الصدد يسعى لتقريب الوضع الراهن إلى الوضع المأمول، فتضيق الفجوة وتتناقص، حتى تختفي، وعندما ينجح الإجراء الذي اتخذ في نقل الوضع الراهن إلى نقطة تساوي الوضع المأمول، تختفي الفجوة، ولم يعد هناك من داع أو دافع إضافي للعمل.

ولكي تكون الاستراتيجيات فعالة

  • تأكد من وجود تعريف واضح ومفهوم ومتفق عليه للوضع المأمول، فإن كنت تجهل المكان الذي تحاول الوصول إليه، فلن تتمكن من تحديد الوجهة التي سيأخذك إليها أي إجراء تتخذه في هذا الصدد.
  • تأكد من وجود تعريف موضوعي قدر الإمكان للوضع الراهن، إن العلاقة بين الوضع المأمول والوضع الراهن هي التي تشكل الأساس للتخطيط والإجراءات اللاحقة، فإذا كان التخطيط معيبًا، فما بني على خطأ لن يكون صحيحاً، والإجراء الذي يتم اتخاذه لن يكون مناسباً لنقل الوضع الراهن إلى الوضع المأمول.

ونظرًا لأن الدافع للعمل هو حجم الفجوة بين الحالتين، فهناك ميل طبيعي إلى انحسار حجم الإجراء كلما اقترب الوضع الراهن من الوضع المأمول، ويفسر هذا الاتجاه حقيقة أنه مع الاقتراب من الاكتمال، يبدو من الصعب أكثر فأكثر إحراز تقدم نحو نهاية المشروع، وللتغلب على هذا الاتجاه، يجب أن يأتي الدافع للعمل من جهة أخرى غير الفجوة، وفيما يتعلق بإنجاز المشروع، يكون التركيز عند البدء في التفكير في إكمال هذا المشروع حتى تتمكن المنظمة من الانتقال إلى المشروع التالي، ولعل الحل لمثل هذا المأزق يكمن خارج الهيكل.

مجالات الاهتمام

حلقة التوازن هي واحدة من أبسط الهياكل ونادراً ما تحدث بمعزل عن التأثيرات الإضافية، ولعل الامتدادات الأكثر انتشارًا لحلقة التوازن تتجسد في المجالات التالية:

  • إذا قمت بمعالجة معينة، وظل الوضع الراهن على ما هو عليه لسبب ما، فإن الإجراء المتخذ لتغيير الوضع الراهن، أو التغيير في الوضع الراهن نفسه، قد ينتج عنه آثار جانبية قد تتسبب في تكريس الوضع الراهن، وتعيدك إلى المربع الأول. وهنا تحتاج الى اسلوب “المعالجات التي يعتريها الفشل”: Fixes that Fail.
  • أما إذا كانت الفترة الزمنية التي يستغرقها الإجراء الذي يتم اتخاذه لنقل الوضع الراهن إلى الوضع المأمول طويلة نسبيًا، فقد يكون هناك استعداد للتسوية بالوصول إلى وضع أقل عن الوضع المأمول الذي حدد ابتداءً. وفي هذه الحالة، لن يتم الوصول إلى الهدف مطلقًا لأنه تم تخفيض الهدف بمرور الوقت. وهنا ستحتاج الى اسلوب لتتبع “الأهداف التي انحرفت” عن مسارها : Drifting Goals.
  • السير نحو الوضع المأمول قد يسبب مشاكل في مكان آخر، وقد تؤدي هذه المشكلات في الواقع إلى زيادة الهدف مما يجعل الوصول إليه أكثر صعوبة. وهنا ستحتاج الى اسلوب “التصعيد” : Escalation.
  • قد يتسبب الإجراء المتخذ لتحقيق الهدف فعليًا إلى تجاوز الوضع الراهن للهدف، وهو ما قد يتطلب بعد ذلك إجراءات إضافية لإعادة الوضع الراهن نحو الهدف. وهنا تحتاج الى اسلوب ” حلقة التوازن مع التأخير”: Balancing Loop with Delay.
  • من المحتمل أيضًا أن يساهم الهيكل الموجود في تعزيز التذبذب الذي لا ينتهي. وهنا ستحتاج الى معالجة “التذبذب” : Indecision.تهدف الأمثلة التالية إلى تقديم بعض الحالات المحددة التي يكون فيها هيكل التوازن هو الهيكل الأساسي.

أمثلة

المصدر:  www.systems-thinking.org