كيف تساهم “البلوكتشين” في تغيير تصميم المنظمات

  • — السبت ديسمبر 14, 2019

المنظمات التي تتبنى “البلوكتشين” blockchain يمكن النظر إليها على أنها بمثابة شبكات بشرية-آلية (HMNs) Human-Machine Networks، إذ أن ما يحدث في المنصة هو عبارة تفاعل بين مجموعات من البشر والآلات، وكلما تحركت المنظمة نحو نظام “التصميم اللامركزي المستقل” (DAO) Decentralised Autonomous Organisation، كلما أصبحت أكثر كفاءة واستقلالية. وفي نهاية المطاف، تعمل المنظمات بشكل مستقل تمامًا باستخدام تقنية قاعدة البيانات الموزعة distributed ledger technology، ومجموعة من العقود الذكية والأجهزة المتصلة والتحليلات والبيانات بطبيعة الحال.

ويتم توجيه التفاعلات بين أصحاب المصلحة ضمن هذه المنظمة المستقبلية من خلال برنامج مستقل تماماً. ويتم تشغيل نظام التصميم اللامركزي المستقل DAO بواسطة رمز ثابت يقع تحت السيطرة الحصرية لمجموعة من قواعد العمل المبرمة والدائمة.

وهكذا، سيكون لنظام التصميم اللامركزي المستقل DAO جهات فاعلة مختلفة عن منظمات اليوم، وسيقوم بإنشاء هيكل تنظيمي جديد كلياً، وفوق هذا وذاك، فإن نظام التصميم اللامركزي المستقل DAO هو إطار التنظيم الذاتي الذي يستخدم عملية صنع القرار الآلي على أساس الإجماع الذي يتفاعل فيه المعنيون مع بعضهم البعض دون الحاجة إلى الاتكال على بعضهم البعض.

تغيير الصلاحيات وحوكمة البيانات

نظام التصميم اللامركزي المستقل DAO لا يشتمل على أي تسلسل هرمي تنظيمي تقليدي نظرًا لأن التسلسل الهرمي يتم تحديده بواسطة الملكية (أي مدى موثوقية الشخص المعني وكذلك المزايا التي اكتسبها ذلك الشخص كنتيجة للسلوك)، وهذا التغيير في الهيكل التنظيمي يؤثر على توازن القوى، ففي المنظمات التقليدية، يتم توزيع الصلاحيات إما عن طريق التسلسل الهرمي أو على أساس معرفة الشخص وإلمامه الجيد بممارسة هذه الصلاحيات، وهناك عادة علاقة ارتباط طردية؛ فكلما كان التسلسل الهرمي أعلى، كلما زادت المعلومات التي لديك وزادت الصلاحيات التي تتمتع بها داخل المنظمة.

أما في المنظمة التي تتبنى نظام التصميم اللامركزي المستقل يتم توزيع الصلاحيات بشكل مختلف، حيث يتم تحديد الصلاحية اعتماداً على المميزات التي يتمتع بها الشخص المعني، ومستوى الثقة، والمزايا التي حققها، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى إحداث تحول في توازن القوى داخل المؤسسة من الهيكل الهرمي إلى الهيكل الموزع، مما يؤثر على هيكل الإدارة.

ولعل السبب في ذلك هو أن “البلوكتشين” يزيل الحاجة إلى الثقة في غياب هيئة إدارية مركزية، وبالتالي، يجب على أي مؤسسة تقوم بتطوير النظام اللامركزي المستقل DApps، وخاصة نظام التصميم اللامركزي المستقل DAO ، أن تركز بشكل قوي على إدارة البيانات، وبالتالي يمكن فقط ضمان صحة البيانات؛ وأما الموثوقية والدقة فلا يمكن ضمانهما.

ولذلك، فالمنظمة التي تضم “البلوكتشين” تحتاج إلى عمليات شاملة لإدارة البيانات تضمن موثوقية البيانات ودقتها، وباستخدام المنظمة “البلوكتشين”، يصبح من الممكن تضمين إدارة البيانات مباشرة داخل الشبكة، مما يؤدي إلى جلب الكود الخاص إلى البيانات، وبالتالي يمكن برمجة القوانين واللوائح في الكود، بحيث يتم تطبيقها تلقائيًا، مما يسهم في تسهيل عملية الحوكمة، يمكن لقاعدة البيانات الموزعة أن تكون بمثابة دليل قانوني للبيانات ويزيد من أهمية ملكية البيانات وشفافيتها وقابليتها للتدقيق.

“البلوكتشين”يؤثر على تصميم المنظمة

بالرغم من أن عدد أنظمة التصميم اللامركزي المستقلة DAOs التي يتم تطويرها قد زاد بوتيرة متسارعة في الأشهر الأخيرة، إلا أنه لا يزال بعيدًا على المنظمات التقليدية أن تتحول إلى نظام التصميم اللامركزي المستقل DAO. ومع ذلك، فأنه في اللحظة التي تقوم فيها المنظمة بتبني وتطبيق “البلوكتشين”، سوف يؤثر ذلك على تصميم المنظمة، والتقنية والعقود الذكية ستسهم في تمكين المنظمات اللامركزية و/أو المستقلة، تختلف هذه الأشكال عن المناقشات السابقة حول المنظمات اللامركزية والمستقلة كما في (الجدول1) ادناه، والذي يشير إلى تحقيق اللامركزية والاستقلالية من خلال إعادة تنظيم التفاعلات البشرية وصنع القرار.

المنظمات التقليدية اللامركزية المنظمات اللامركزية المستقلة الحديثة
الثقة التجارب والعلاقات التشفير
اتخاذ القرار الخبرات والتفوق والأسبقية تستخدم العقود الذكية بشكل تلقائي
الحوكمة تنشأ بواسطة مجلس الإدارة مضمنة في الكود

الجدول 1: المنظمات اللامركزية التقليدية والجديدة Traditional and New Decentralised Organisations

في إطار المنظمات التقليدية اللامركزية والمستقلة، تبنى الثقة عن طريق الخبرة وإقامة العلاقات، ويستند صنع القرار إلى الخبرة والأسبقية، ويتم إنشاء الحوكمة من قبل مجلس الإدارة، وبفضل “البلوكتشين” والعقود الذكية، يمكن تعريف المنظمة اللامركزية على أنها منظمة تستخدم آليات التوافق والأولويات المشفرة لضمان الثقة بين الجهات الفاعلة، واللامركزية عبر الزمان والمكان، والمنظمة المستقلة هي منظمة يتم إدارتها بشكل كامل من خلال نظام غير قابل للتغيير، يتم فيه اتخاذ القرارات تلقائيًا باستخدام العقود الذكية وتضمين نظام الإدارة في التعليمات البرمجية، ولا يجب أن تكون المنظمة اللامركزية مستقلة، لكن يجب على المنظمة المستقلة أن تكون لا مركزية.

 

افكار ختامية

عندما تبدأ المؤسسات في استخدام العقود الذكية التي يتم نشرها على منصة “البلوكتشين” ، فإنها تنتقل إلى تبني نظام التصميم اللامركزي المستقل DAO حيث يكون للجهات الفاعلة من جميع الأنواع تنظيم ذاتي لتوليد القيمة بينما الحوكمة ، سواء نفذت داخل الكود أو ضمانها من خلال العمليات الصحيحة، وتعد ضرورية بسبب طبيعة النظام النهائية.

وبشكل عام، توفر “البلوكتشين” فرصة هائلة للمؤسسات لتوليد القيمة، وتطوير منتجاتها وتقديم خدمات جديدة، وأتمتة عملية اتخاذ القرارات الاستراتيجية وتقليل الوسطاء، مما ينتج عنه أشكال جديدة ومذهلة من تصميمات المؤسسات التي قد تغير طريقة تفاعلنا معها.

المصدر: https://vanrijmenam.nl/blockchain-change-organisation-design/