الاستثمار المسؤول اجتماعياً

  • — الأحد فبراير 23, 2020

(هناك تزايد من المستثمرين الذين باتوا يحرصون على توجيه أموالهم لتُحدث تأثيراً إيجابياً على المجتمع والعالم بأسره).

لم تعد العائدات المادية وحدها المحدد الرئيسي لقيمة الاستثمار، بل أصبح الاستثمار المسؤول اجتماعيا SRI) Socially responsible investing)، والأثر الاستثماري (Impact Investing (II، فبناءً على نتائج الاستطلاع الذي أَجْرَاهُ المنتدى الأمريكي للاستثمار المسؤول والمستدام، أصبح يشكل في الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من دولار واحد من كل (4) دولارات؛ فقد نما الاستثمار المستدام والمسؤول والأثر الاستثماري خلال الفترة بين عامي 2016 و2018 بمعدل يزيد عن (38 %)، حيث ارتفع من (8.7) تريليونات دولار في عام 2016 إلى (12) تريليون دولار في عام 2018، من الأصول الخاضعة للإدارة سنوياً.

هذا الطلب المتزايد واكبه انتشار للصناديق والاستراتيجيات التي تدمج الاعتبارات الأخلاقية في عملية الاستثمار، حيث إن المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة (ESG)، والاستثمار المسؤول اجتماعيا، والتأثير الاستثماري، هي مصطلحات غالبا ما تستخدم بشكل تبادلي من قبل العملاء والمختصين على حد سواء، مع افتراض أنها جميعا تتطابق من حيث المفهوم والنهج، لكن هناك اختلافات واضحة ستؤثر على كيفية هيكلة محفظة العملاء والاستثمارات المناسبة لتحقيق أهداف التأثير الاجتماعي. والمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة.

فما هي المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة ؟ وما هو الاستثمار المسؤول اِجْتِمَاعِيًّا، والأثر الاستثماري؟

أولاً: المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة (ESG)

تشير إلى الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة الخاصة بالاستثمار، والتي قد يكون لها تأثير مادي على أداء الاستثمار. ويُستخدم تكامل عوامل هذه المعايير لتعزيز التحليل المالي التقليدي من خلال تحديد المخاطر المحتملة والفرص التي تتجاوز التقييمات الفنية. وفي ظل تزايد للوعي الاجتماعي، يظل الهدف الرئيسي لتقييم المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة هو الأداء المالي.

ويبين الجدول أدناه عوامل المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة الشائعة التي تؤخذ في الاعتبار :

المعايير البيئيةالمعايير الاجتماعيةالإدارة الرشيدة (الحوكمة)
استهلاك الطاقة حقوق الإنسان جودة الإدارة
التلوث عمالة الأطفال والعمل القسري استقلالية مجالس الإدارة
التغير المناخي المشاركة المجتمعية تضارب (تعارض) المصالح
انتاج النفايات الصحة والسلامة أجور ومكافآت المدراء التنفيذيين
المحافظة على الموارد الطبيعية علاقات الموظفين حقوق المساهمين
الاستثمارات التي تحقق مستويات مرتفعة العوامل يمكنها أن تحقيق العوائد المتوقعة، بينما التي تحقق درجات أقل قد لا تحقق العوائد المتوقعة منها.

ثانياً: الاستثمار المسؤول اِجْتِمَاعِيًّا (SRI)

الاستثمار المسؤول اِجْتِمَاعِيًّا يتقدم خطوة إضافية أكثر من المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة من خلال إزالة الاستثمارات أو اختيارها وفقًا لموجهات أخلاقية محددة، وقد يكون الدافع الأساسي وراء ذلك هو الدين أو القيم الشخصية أو المعتقدات السياسية، وعلى النقيض من تحليل المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة الذي يقوم بتشكيل التقييمات، فإن الاستثمار المسؤول اِجْتِمَاعِيًّا يستخدم عوامل المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة ESG لتطبيق عوامل ومؤشرات لتحديد السلبي منها أو الإيجابي في عالم الاستثمار، فعلى سبيل المثال، قد يرغب المستثمر في تجنب أي صندوق مشترك أو صندوق المؤشرات المتبادلة (ETF) الذي يستثمر في الشركات العاملة في إنتاج الأسلحة النارية بسبب إيمانه ببعض المعتقدات المناهضة للحروب، وقد يختار المستثمر بدلاً من ذلك تخصيص جزء ثابت من محفظته الاستثمارية للشركات التي تساهم في الأعمال الخيرية.

ومن المؤشرات السلبية الأخرى التي يحددها الاستثمار المسؤول اِجْتِمَاعِيًّا ما يلي::

  • الكحول، التبغ، وغيرها من المواد المسببة للإدمان
  • القمار
  • إنتاج الأسلحة وأدوات الدفاع
  • الانتماءات الإرهابية
  • حقوق الإنسان وانتهاكات العمل
  • الأضرار البيئية

وبالنسبة للمستفيدين المنخرطين في الاستثمار المسؤول اجتماعيًا، فإن تحقيق الربح لا يزال مهمًا، ولكن يجب موازنته مع المبادئ، والهدف هو توليد العوائد المادية دون انتهاك الضمير الاجتماعي.

ثالثاً: التأثير الاستثماري

في التأثير الاستثماري أو الاستثمار المرتبط بمواضيع معينة، تكون النتائج الإيجابية ذات أهمية قصوى- بمعنى أن الاستثمارات يجب أن يكون لها تأثير إيجابي بطريقة أو بأخرى، ولذلك فإن هدف التأثير في الاستثمار هو مساعدة شركة أو مؤسسة على تحقيق أهداف محددة تعود بالنفع على المجتمع أو البيئة، ومن الأمثلة على ذلك الاستثمار في مؤسسة غير ربحية مكرسة للبحث وتطوير الطاقة النظيفة، بغض النظر عما إذا كان النجاح مضمونًا.

ووفقًا لدراسة مسحية أجريت بواسطة شركة TIAA فإن هناك حوالي (30٪) من المستثمرين حَالِيًّا يمتلكون استثمارات تتحلى بهذه المسؤولية، وبالنسبة للذين لم يدخلوا هذا المجال من الاستثمار، فإن ما يقرب من نصفهم يخططون للبدء قريبًا، وأظهرت الدراسة أن الرغبة في الاستثمار مع مراعاة المعايير الأخلاقية واضحة بشكل خاص بين جيل الألفية. ومع ذلك، فإن تنفيذ هذه الرغبة قد لا تكون مهمة سهلة، نظراً للتعقيد المتزايد لمفاهيم الاستثمار والمنتجات التي تلبي متطلبات هذا القطاع، ولهذا السبب يتطلب الاستعداد بشكل جيد للدخول في هذا المجال.

خلاصة القول ..

  • هناك عدد متزايد من المستثمرين يفضلون رؤية أموالهم تتجه نحو الأسهم أو الصناديق التي تحقق لهم الأرباح وكذلك تعكس قيمهم الاجتماعية على حد سواء.
  • هناك ثلاثة أنماط من الاستثمار يمكنها تحقيق ذلك: المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة ، والاستثمار المسؤول اِجْتِمَاعِيًّا ، والتأثير الاستثماري.
  • المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة تتعلق بالممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة للشركة، إلى جانب المزيد من التدابير المالية التقليدية.
  • الاستثمار المسؤول اجتماعيا يهتم وبشكل نشط بإزالة أو اختيار الاستثمارات على أساس المبادئ التوجيهية الأخلاقية المحددة، بينما يسعى التأثير الاستثماري لمساعدة الشركة أو المؤسسة على إكمال مشروع أو تطوير برنامج أو القيام بشيء إيجابي لصالح المجتمع.

المصدر: www.investopedia.com