انواع المقارنة المرجعية

  • — الثلاثاء ديسمبر 10, 2013

 [*]

تُجرى المقارنة المرجعية على اكثر من مستوى وباكثر من نوع ونمط وبعايير محددة لكل مقارنة كأن يتم اجراء مقارنة استراتيجية واخرى تشغيلية وعملياتية. فمثلاً اعادة الهيكلة واعادة الهندسة كدراسات استراتيجية مقارنة مع جهة اخرى قادت سابقاً وبتميز اعادة الهندسة واعادة الهيكلة.

 ومن انواع الدراسات تلك الدراسات التنافسية التي تركز فقط على دراسة المنظمات المنافسة. وكذلك الدراسات الداخلية كأن يتم دراسة قسم التسويق مقارنةَ بقسم المحاسبة بنفس الشركة ومؤشر ومعيار الدراسة نتائج قسم المحاسبة كجهة مميزة تود إدارة التسويق التماثل معها.

وبعض المقارنات المرجعية الداخلية تتم لمناطق جغرافية كأن تتم مقارنة ادارة المشتريات في المنطقة الشمالية مع ادارة المشتريات بالمنطقة الجنوبية لنفس الهيئة ومعيارنا هنا هو أحد تلك المنطقتين كمعيار للتميز. أو أن يتم مقارنة بنكين في منطقة واحدة أو أن يتم مقارنة مستشفى (أ) مع مستشفى (ب) في نفس المدينة كونهما مستشفيان يعودان ملكيتهما للحكومة مثلاً. أو أن تتم مقارنة مدرسة حكومية مع مدرسة حكومية أخرى في نفس المدينة لمعرفة التميز في مدرسة محددة واسبابه وكيفية نقله إلى مدرسة أخرى.

وأكثر المقارنات المرجعية المعروفة هي تلك المقارنات التنافسية كأن يتم مقارنة البنك الهولندي مع البنك الفرنسي وأخذ المصدر ومعيار المراجعة المحدد ومقارنته مع البنك الآخر لمعرفة مكامن القوة والضعف والفرص والتهديدات عندما تشتد المنافسة ويُطلب من خلالها أن يستحدث التعاون بين البنكين آخذين في الاعتبار أوجه المقارنة لأحد البنوك وتحضير القيادة النيرة لنقل المعايير التي أوصلت البنك الهولندي مثلاً لأن يتماثل مع البنك الفرنسي بنقل ممارساته ومحاولة الوصول الى مستوى البنك الفرنسي من حيث الاستراتيجية والتشغيل.

وبعض المقارنات المرجعية التشغيلية كأن يتم مقارنة مستشفى مع فندق أو مستشفى مع مستشفى أو فندق مع فندق أو مدرسة ابتدائية مع مدرسة ابتدائية أخرى بين دولتين.

ومن أنواع المقارنة أن تتم مقارنة مدرسة حكومية مع مدرسة أهلية أو مقارنة بنك في السعودية مع بنك في مصر أو مقارنة وظيفية مماثلة لبنك في مصر مع بنك في بريطانيا.

نستخلص من هذه الأنواع و الانماط أنها في النهاية تركز على التنافسية كأن يتم مقارنة اداء مستشفى محدد مع مستشفى منافس وصولاً إلى معرفة المنافس في كلفته ونوعية خدماته ومرونة التنظيم وصولاً لأن تحاول المستشفى الأخرى الوصول في الأداء الى نفس مستوى تلك المستشفى المنافسة.

إن بلوغ الأداء المتميز لا يتحقق فقط بمعرفة معايير وطرق المنافس بل بالتفوق على المنافس عبر اظهار وتأسيس معايير عالية بالبحث عن الأفضل خارج الصناعة نفسها سيما عندما لا تمتلك الصناعة في بلد ما الطرق الأفضل في الأداء.

أما المقارنة المرجعية غير التنافسية التي سميناها سابقاً المقارنة المرجعية للممارسات مثل برامج التحفيز والتدريب والتخزين والتوزيع والاعلان والتي اسموها كذلك المقارنة المرجعية للمعالجات أو العمليات. إنها مقارنة تعلم ونقل الطرق والوسائل من جهة متميزة الى جهة تريد الوصول إلى التميز.

يتضح لنا من هذه الأنواع للمقارنة المرجعية أن التنافسية تركز على العمليات والممارسات والوظائف بينما الغير تنافسية تركز على المعرفة للعناصر الهيكلية والاستراتيجية والتنموية التي ادت بهذه الهيئات للتميز. ويؤكد Evans أن معظم أنواع المقارنة المرجعية تركز على الممارسات والعمليات والوظائف وقلة من المقارنة تتم على مستوى الاستراتيجية والهيكلية لهيئات غير منافسة بعضها البعض. 



[*]مجلة المدير العدد: 141 | Sep 2012