الحوسبة السحابية وآثرها السلبي

  • — الخميس يناير 30, 2014

| بقلم : بوب إيفانز |

أظهرت دراسة جديدة أن شعبية الحوسبة السحابية تشهد ازديادا مطردا بالنسبة لمختلف المؤسسات على اعتبار أنها أداة أعمال ثورية وفعالة جدا، إلا أن بعض الشركات أصيبت بالإحباط جراء بعض التطبيقات السحابية وذلك لأن إعمالها في أنظمة المؤسسة يتطلب وقتا طويلا، وسلبية استنزاف هذا الوقت تفوق أحيانا إيجابية قيمة التطبيق وفوائده. حتى إن بعض هذه التطبيقات تعرقل عمل المشاريع الإبداعية وتفرض تعقيدات جديدة مع أنها اخترعت بالأصل لحل هذه التعقيدات.

ويظهر التقرير المسمى “إيجابيات وسلبيات الحوسبة السحابية بالنسبة لمدراء الأعمال” أن أسلوب المؤسسات في استخدام التطبيقات السحابية كشيء منفصل عن عمل المؤسسة بدلا من اعتبارها جزءا لا يتجزأ منها أدى إلى ضياع هذه المؤسسات في متاهات طويلة، كما أنه جعلها تفشل في الوصول إلى النتائج المرجوة والتي تتمثل في زيادة مرونة العمل وتحسين عملية صنع القرار.

وتكمن المفارقة في أن الكثير من المؤسسات لجأت إلى التطبيقات السحابية للتخلص من القيود والمحددات، إلا أنها وجدت أن كل ما تفعله هو إعمال برمجيات المحوسبة السحابية ضمن أنظمتها القديمة ذاتها بشكل مفكك وغير متناسق، مما قلل من قيمة مزايا وفوائد المحوسبة السحابية أو أخر الاستفادة منها.

نظريا، تبدو تطبيقات المحوسبة السحابية ممتازة، فكل ما عليك القيام به هو شراء تطبيق لحل مشكلة معينة من أحد باعة التطبيقات السحابية الكثر، وذلك على أمل الحصول على تطبيق متطور لقاء سعر معقول، قد تبدو لك هذه العملية مفيدة إلا أن نتائجها سلبية للغاية.

أجريت الدراسة سابقة الذكر، والتي شملت 1,355 شركة حول العالم، عن طريق مؤسسة أبحاث مستقلة تدعى (دايناميك ماركيتس – Dynamic Markets) وتم تمويلها عن طريق مؤسسة (أوراكل – Oracle)، وقد أظهر هذا البحث مدى إحباط أصحاب المؤسسات من أصحاب التكنولوجيا ونظرياتهم المتضاربة، وإليكم بعض أهم النتائج التي كشفت عنها الدراسة:

  • قال54% ممن شملتهم الدراسة إنهم عانوا من تعطل موظفيهم عن العمل خلال الـ 6 أشهر الماضية بسبب المشاكل التقنية الناجمة عن عملية إدخال تطبيقات المحوسبة الحاسوبية في أنظمتهم.
  • قال52% ممن شملتهم الدراسة إنهم لم يسلموا بعض المشاريع في مواعيدها النهائية بسبب رداءة بعض التطبيقات الحاسوبية التي اشتروها من عدد من الباعة.
  • قال75% ممن شملتهم الدراسة إن عملية إدخال تطبيقات المحوسبة الحاسوبية في أنظمة مؤسساتهم عرقلت تنفيذ بعض من أفكارهم ومشاريعهم الإبداعية لأن هذه عمل التطبيقات كان منفصلا عن باقي أجزاء المؤسسة.
  • قال64% ممن شملتهم الدراسة إنهم لم يتمكنوا أصلا من دمج تطبيقات المحوسبة الحاسوبية مع أنظمة مؤسساتهم.

تم كشف نتائج هذه الدراسة في مؤتمر صحفي أقامه ريكس وانغ، نائب رئيس مؤسسة (أوراكل) لشؤون تسويق المنتجات. وقال وانغ إن تطبيقات المحوسبة الحاسوبية من شأنها تحسين أداء المؤسسات وتخفيض نفقاتها بشكل كبير، ولكن على شرط أن تكون متناغمة مع عمل المؤسسة. وأضاف وانغ إن السر في زيادة وتحسين قيمة أي مؤسسة يمكن في القدرة على استغلال تطبيقات المحوسبة الحاسوبية بشكل صحيح وليس بشكل منفصل وغير ذي صلة بباقي عمل المؤسسة، ودعا وانغ مدراء الأعمال للتفكير مليا قبل الإقدام على استغلال هذه التطبيقات بالشكل الامثل وتحديد ما إن كانت متوائمة مع أنظمة مؤسساتهم.

المصدر : فوربس الشرق الوسط

2

  1. يقول صالح المسفر:

    تطرق الكاتب إلى المشاكل الفنية الناجمة عن استخدام تلك التقنية صعوبات تطبيقها فقط وأغفل في نظري أمرا أعتقد أنه مهم ، ذلك أن تقنية السحابة الإلكترونية تعرض المستخدم سواء كان فردا أو مؤسسة إلى اتساع في رقعة الخلل الأمني جراء تعريض أنظمتك ومعلوماتك إلى المتربصين من كل الفئات بإباحتها في سحب الفضاء الإلكتروني . هل تؤيد ذلك؟

  2. اتفق معك!
    الحوسبة السحابية موضوع بدأ الإنكباب عليه بإندفاع طمعا في الخدمة السريعة والمريحة والرخيصه، وهذا الأمر في شقه الآخر اخطر شئ يمكن ان يحدث في هذا العقد ( 2010 – 2020 ) فهو من وجهة نظري – المتحفظة – عملية بناء قواعد بينات ضخمة جدا تحوي على جميع المعلومات الإجتماعية والإقتصادية والطبية والسياسية وغيرها من البيانات التفصيلية ومواقعها بكل سهولة ويسر في “السحاب”،
    ومن يملك او يتطلع على كافة بياناتك يستطيع معرفتك جيدا والسيطرة والتوجيه والتحكم عن بعد [؟!!!]

    من الواضح ان الدول التي يروق للبعض بتسميتها “بالناضجة” بدأت في التراجع عن مثل هذه المشاريع خاصة بعد فضائح التجسس التي زُكمت بها الانوف وضحك بها على العقول.

Comments are closed.