لماذا تعد المرونة في مكان العمل استراتيجية ذكية؟

  • — الأربعاء فبراير 05, 2014

| بقلم : ميغان بيرو |

 من المؤكد أن بيئة العمل الجامدة والقاسية تولد الخمول؛ وتؤدي في نهاية المطاف إلى قتل الإنتاجية والإبداع. وفي مناخ قاس كهذا، قد تتمكن المنظمة من الصمود، لكن احتمال ازدهارها يكاد يكون معدوما، إذ إن المواهب العظيمة تكاد لا تجذبها هذه البيئات.

وفيما تعد الموهبة العامل الرئيس والأهم في النجاح ؛ فإنه عليك تعديل طبيعة عمل موظفيك ومواءمته بما يناسبهم، للحصول على الموهبة المنشودة في العمل والحفاظ عليها، بالإضافة إلى كونك مرنا ومتعاونا فيما يتعلق بساعات ومكان العمل، مما سيشعرهم بقيمتهم وسيحفزهم للوصول إلى أعلى مستويات الأداء.

وإليك أهم الفوائد المترتبة على تعزيز المرونة في بيئة العمل مع الموظفين، لاسيما المميزون منهم:

1. القبول المتبادل: عند العمل مع موظفيك بما يعزز الانسجام بين عملهم وحياتهم الشخصية، فإن طبيعة العمل تأخذ طابعا إيجابيا، مما يشعرهم بالاحترام والثقة، ويعود عليك بالنفع آخر الأمر. وإذا أراد موظف موهوب العمل من منزله لـ3 أيام في الأسبوع، فإنه ملتزم بشكل جاد مع الشركة، وهو في الحقيقة يعمل “معك” بدلا من العمل “لديك”، مما يخلق ثقافة مؤسسية أفضل.

2. نطاق مواهب أوسع: بما أن المواهب لا يجب أن تنحصر في المكاتب، فإن نطاقها لديك سوف يأخذ منحى عالميا، متعديا بذلك المنحى المحلي أو الإقليمي؛ إذ باستطاعتك بناء علاقات مثمرة مع الموظفين الموهوبين في العالم كله، لاسيما أن بعد المسافات لم يعد يشكل عائقا مع وجود جميع أشكال التكنولوجيا الحديثة. ولا يعني ذلك التقليل من أهمية التواصل الشخصي، فهو الوسيلة الأكثر نجاحا للتواصل وبناء العلاقات على نحو عام.

3. رفع الروح المعنوية: أثبتت الدراسات أن المؤسسات التي توفر بيئة عمل مرنة تتميز بانخفاض نسب الغياب والاستقالات بين الموظفين، بالإضافة إلى تميزها بنسب أعلى في الإنتاجية والالتزام. كما أن العمل مع الموظفين الموهوبين بمرونة يؤدي إلى منحهم حرية التحكم، ويشعرهم بالتقدير والثقة، وبالتالي فإن إسهامهم في تنمية المؤسسة سيكون أكبر.

4. الاستراتيجية السليمة: تعد المرونة في مكان العمل استراتيجية أساسية للعديد من المؤسسات، وليس منفعة للموظف بذاته. ومعنى ذلك أن جذب المواهب والقدرة على الاحتفاظ بها، يعود بمنافع جمة على الشركات؛ فالموظف في مثل هذه الحالة يقدم مستويات إنتاج عالية ويدفع بعجلة النجاح إلى الأمام. وعلى مستوى أكثر واقعية، فإن العمل مع الموظفين عن بعد أيضا- كواحد من أساليب العمل الحديثة- يساعد على تخفيض النفقات على الموارد والعقارات والمرافق العامة.

5. القيمة المضافة: قليلا ما يؤجل الموظف الملتزم واجباته إلى اليوم التالي، حتى عند انتهاء ساعات العمل الفعلية؛ فهو يسخر وقته وجهده للعمل على المشروع الذي بين يديه على مدار الساعة، بالإضافة إلى كونه مستعدا دائما لتقديم أفكار ورؤى جديدة. ومن ناحية أخرى، تتيح المرونة المتاحة للموظف في نطاق عمله، فرصا أكبر للتفاعل مع العالم الخارجي واستلهام الأفكار الخلاقة، إذ كلما تحسنت بيئة عمل الموظف ازدادت فرص خلق أفكار جديدة.

المصدر :  فوربس الشرق الأوسط