المدينة العربية والانسان

  • — الأربعاء مارس 05, 2014

الكاتب : محمد بابكر

15955_176490412496351_2101874204_n

مرت هندسة تخطيط المدن بمرحلة البناء من اجل البناء (اغرب مبنى – اعلى مبنى – عمارة مرئية – عمارة تفكيكية وهكذا) ثم التخطيط من اجل الابهار والتفوق (برج ايفل – تمثال الحرية – برج القاهرة) ولم يتم الى الان الوصول الى التخطيط من اجل الانسان .

اليوم اصبحنا نرى المدينة عن بعد جميلة (البعد الراسى) ومبهرة من الطائرة ، وعندما نقترب منها لا نستدل على اية تفاصيل لهذا الجمال، وهى خدعة غربية ناتجة عن طريق الابتعاث او وافدة بحكم ان الغرب أفضل منا، فخدعنا بتصاميم لا تمت الى بيئتنا بعلاقة من ابراج وخلافه، فا صبح الانسان غريبا فى وطنه، هذا خلاف انه غريب فى مسكنه، وبذلك استطاع الغرب بوسيلته ان يمسح عاداتنا وتقاليدنا بل تاريخنا وحاضرنا، والخوف الان على المستقبل، فكم من الامراض ظهرت بفضل تلك التصاميم، وكم من الطرد اصبح سمة لمدننا، وأصبحت المدينة للاعمال الضرورية فقط، وبعدها تحزم الحقائب للرحيل ثم العودة وهكذا .

اين الصداقة الوطيدة بين الانسان والمدينة، فالانسان فى مدننا لا يرى جمالا حتى يصادقة، ولا يرى راحة حتى يرافقه، ولا يرى امان حتى يزامله، ولا يرى امن حتى يستأمنه.

مدننا اصبحت فاقدة للأسس الضرورية فى المدن، وهى : الامن والأمان والراحة والجمال والاقتصاد، وحتى الاقتصاد اختل توازنه بالأبراج العالية التى اصبحت سكنى للحمام او للإنسان فى حالة الاضطرار.

ولكن كيف تكون المدينة صديقة للإنسان، والحل، هل تلك المدينة تًخطط من اجل الانسان؟ وهل تلك المدينة حققت رغبات سكانها؟ وهل استشيروا حول رغباتهم؟ طبعا لم يحدث هذا انما اتينا بمكتب غربى ليخطط مدننا، دون ادارك منه من سيعش فى تلك المدينة ، واليك بعض ما نفتقده في مدننا بسبب تقليد الغرب :

  • افقدنا الغرب الهوية التخطيطية لمدننا واتحدى ان تكون فى مخرجات تخطيط المدن العربية الهوية التخطيطية والمعمارية.
  • افقدنا الغرب الانسانية وضحك علينا بعسل ممزوج بسم فكم جار لديك؟.
  • افقدنا الغرب محليتنا باستقطاب مواد بناء لا تصلح لبيئتنا بل تزيد من نمو صناعاتهم (المبانى الزجاجية) .
  • افقدنا الغرب الراحة فى مسكنا فاتحدى اى شخص أن يعيش فى مسكنه بدون تكييف، وأتعجب ماذا كان يفعل اجدادنا (يقومون بالدراسة البيئية لموقع السكن – التوجيه – الفناء – ملاقف الهواء – النافورة – الخضرة – وخلافة) للتغلب على العوامل البيئية، لقد سكنوا فى مغارات تحت الارض (مطماطة فى جنوب تونس) وسكنوا فى منحوتات داخل الجبال، وسكنوا فى الواحات وبالقرب من الانهار لم يكن لديهم تكييف او ثلاجة، ولكن لديهم فكر متطور.

كل هذا ونقف متفرجون ننتظر من يعلق الجرس للإنذار بالخطر، فانسنة المدينة يكون بالعودة كأشخاص الى انسانيتنا التى أوصلتنا الى اقاصى الدنيا، ويصبح الارتباط وثيق بيننا ولو بالكلمة والرجوع الى ديننا الحنيف الذى يحوى بداخله قمة الانسانية، ولا ننتظر من الغرب ان يعطيك ما يفتقده.