تحسين بيئة العمل

  • — الإثنين سبتمبر 15, 2014

الكاتب : م. أحمد عيد

لقد أصبح تحسين بيئة العمل أحد أهم خيارات الأجهزة الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص بغية الوصول إلى أفضل مستويات الأداء، وأعلى القدرات الإنتاجية.

فكيف يمكن تحسين بيئة العمل؟

وإلى أي مدى يمكن الوصول إلى بيئة عمل أكثر نموًا و تطورًا و إنتاجية؟

وما تأثير ذلك على أداء الموظفين ورضائهم وانتمائهم الوظيفي؟

بيئة العمل والأداء

يرى كثير من المختصين في مجال الأداء وتحسينه أن لبيئة العمل أثر جوهرياً على أداء الموظف. وأن المقصود بمفهوم بيئة العمل هو كافة العمليات كالأنظمة، والقوانين، والعلاقات في العمل، والثقافة، والقواعد، والسياسات، والتكييف، والإضاءة، والأثاث المكتبي إلى جانب بيئة العمل الخارجية.

وتشير الدراسات إلى وجود علاقة إيجابية بين بيئة العمل أو أحد عناصرها، ومستوى الأداء الأداء، ويمكن استعراض بعضها على النحو التالي:

  1. خلصت دراسة أجريت في الولايات الأمريكية المتحدة عام 2006م لعينة حجمها 2013،إلى أن 90% من كبار المسئولين أشاروا إلى أن تصميم مكان العمل مهم إلى مهم جداً؛ لرفع أداء الموظفين. ويرى المديرون التنفيذيون أن الزيادة المتوقعة في أداء الموظف يمكن أن تصل إلى 22%،إذا ما صممت مكاتبهم جيداً.
  2. أجرت الجمعية الأمريكية للتصميم الداخلي (ASID, 1999) دراسة مستقلة انتهت إلى أن تصميم مكان العمل يعد واحدًا من أكثر ثلاثة عوامل مؤثرة في الأداء والرضا الوظيفي. كما خلصت الدراسة إلى أن 50% من الباحثين عن العمل يفضلون العمل بشركة تكون البيئة المادية لمكان العمل بها جيدة.
  3. في دراسة أجريت عام 2006م، على 2000 من العاملين في المكاتب تم اختيارهم بشكل عشوائي من 8000 لضمان التمثيل، لمعرفة أثر بيئة العمل في تمكين الإبداع، وخلصت الدراسة إلى مايلي:
  • 90% من الأمريكيين العاملين بالمكاتب يؤمنون بأن تصميم مكان العمل يؤثر في أدائهم.
  • 50% يرون أن بيئة مكاتبهم الحالية تمكنهم من الإبداع.
  • 49% لديهم الرغبة للعمل ساعات إضافية يوميًّا إذا ما كانت بيئة العمل أفضل.
  • 33% أشاروا إلى أن التحسينات في مكان العمل هي الأولوية في شركتهم.

احتياجات الموظف وقدراته

إن الاهتمام بتحسين بيئة العمل أضحى في المنظمات العامة والخاصة أحد الإستراتيجيات المهمة ومتطلبات العملية الإدارية الناجحة التي تحرص على تبنيها تلك المؤسسات في ظل احتدام المنافسة وارتفاع مستوى الوعي لدى المستفيد، الذي يتوقع دائماً الحصول على أفضل الخدمات.

إذ لابد أن يتفهم الموظف أنه عنصر أساسي في العملية الإدارية التطويرية، ومطالب بالارتقاء بأعماله ومسؤولياته، كما أنه مطلوب إشراكه في صياغة القرارات ذات الصلة بشؤون العمل من حيث تحسين الأداء وإجراءاته، وتطبيقات التقنية، وبرامج التطوير الأخرى، ولا يعني هذا أن المرؤوسين يعرفون بشكل أفضل من رئيسهم، لكن من المفيد أن يشارك المرؤوسون بأفكارهم التطويرية لما لذلك من إيجابيات على بيئة العمل.

والاهتمام يشمل أيضا تحديد احتياجات الموظف لتطوير قدراته ومعارفه وفرص الترقي وتحمل المسؤولية، إلى غير ذلك من الحوافز الأخرى المتاحة وجميعها تسهم في رفع معدلات الانتماء الوظيفي للمنظمة، وحب العمل المنتج، وتطوير الأداء وتحسينه بصورة مستمرة لإكساب هذه المنظمة أو تلك مزيداً من النجاحات ورضا المستفيدين، ولعل الاهتمام بمستوى العلاقات بين الموظفين وتعزيز ذلك من خلال توفير بعض الأنشطة التي تجمع العاملين خارج أوقات الدوام الرسمي، مع الاهتمام بأفراحهم، وأتراحهم يسهم بصورة كبيرة في تحسين بيئة العمل، وتقوية الروابط والعلاقات الإنسانية والاجتماعية بين منسوبي المنظمة، مما ينعكس إيجاباً على زيادة مستوى الرضا الوظيفي وزيادة مستوى الأداء والإنتاجية والتعاون القائم على الشراكة البناءة بين الجميع لتحقيق أهداف المنظمة.

الاهتمام الذي توليه المؤسسات الحكومية

يلاحظ أن هناك تباطؤًا في تحسين البيئة الإدارية في بعض المؤسسات الحكومية،لاسيما ذات الطابع الخدمي، مما يؤكد الحاجة لبرامج تدريبية وتوعوية مكثفة مع عرض تجارب ناجحة لبعض المؤسسات والشركات والجامعات التي تولي بيئة العمل كل اهتمام، إلى جانب أهمية تفجير الطاقات الكامنة والموجودة أصلاً لدى كل موظف من خلال قدرة المديرين والقياديين ومهارتهم على إيجاد الدافع والحافز للعمل والمبادرة للتفكير والإبداع والتواصل مع العاملين عبر ما يطرح في الاجتماعات أو ما يقدم من مقترحات في أثناء العمل.

ومن ذلك نجد أن التعرف على العوائق والممارسات غير المرغوبة التي تمنع الموظفين من القيام بأداء العمل بشكل صحيح، لا يتأتى إلا من خلال القرب من العاملين والتعرف على بيئة العمل ومستوى قدراتهم.

المصدر : صحيفة جامعة سلمان بن عبدالعزيز الإلكترونية