توسيع مساحة الانجازات بتضييق عدسة الرؤية وموازنة الأولويات

  • — الخميس نوفمبر 13, 2014

طالما كان الجميع لديه نفس عدد الساعات خلال اليوم، فلماذا ينجز البعض كثيرا من الأعمال خلال هذه الساعات بالمقارنة مع الآخرين؟

هذا السؤال كان محور كتاب The One Things الذي قام بتأليفه كل من Gary Keller و Jay Papasan. والاجابة عن هذا السؤال هو أن هؤلاء المُنجِزون يُركِّزون على جوهر الأمور بجوهر اسلوبهم، أي أنهم يعملون بسياسة التبسيط.

التبسيط هو أن نركِّز جهودنا فقط على ما ينبغي القيام به، أي التركيز على المهام ذات الأهمية الكبرى. إنه اعتراف بعدم تساوي كل المهام في أهميتها، وبأن النتائج الممتازة تتحقق كلما قمنا بتضييق عدسة الرؤية، وعندما نركِّز على اضيق نقطة فإننا نحدِّق في شيء “واحد” فقط.

التحدي هو في الأشياء لا تنتظم من تلقاء نفسها وتقول لنا: هيا أبدأ من هنا.

لذا يجب أن نقوم في كل يوم بترتيب اولوياتنا من جديد وأن نحدد المعيقات ونعمل على ازالتها، وهذا الأسلوب ينجح لأن النجاح الاستثنائي عبارة عن عملية تسلسلية وليست متزامنة في وقت واحد. والنجاح يُبنى على النجاح، ومفتاحه هو “مرور الوقت”، وهو يُبنى بطريقة تسلسلية. انها عملية واحدة في وقت واحد.

فكرة التوازن هي فكرة كبيرة ولكن ليست عملية جداً؛ فاذا حاولنا تحقيق كل شيء فلن نُحقق شيء.

عندما نقول أن توازننا مختل فإننا في الغالب نشير إلى حالة تكون فيها بعض أولوياتنا ( اشياء مهمة بالنسبة لنا) محرومة أو لم تتحقق، والمشكلة هي أننا عندما نركِّز على الشيء المهم بالفعل فإن هناك اشياء ستكون محرومة، ودائماً تكون هناك اشياء تُهمل وتترك بلا اداء، وترك بعض الأمور بلا اداء هي مقايضة ضرورية لتحقيق النتائج، لكننا لا يمكن أن نترك كل شيء بلا أداء، وهنا تظهر أهمية الموازنة، ولهذا يجب ان نوازن ما بين عملنا وما بين حياتنا الشخصية.

موازنة الحياة العميلة :

النظر للعمل على انه يقتضي مهارة أو معرفة يجب اتقانها يجعلنا نمنح وقت غير مناسب للشيء الواحد الذي يخصنا، وسوف يُلقي ببقية يومنا العملي، والاسبوع أو الشهر أو العام خارج هذة الموازنة. فحياتنا العملية تنقسم الى منطقتين: الأولى، المناطق الأكثر أهمية، والثانية، كل ما هو دون ذلك. وسوف يكون علينا التعامل مع الأكثر أهمية إلى أقصى حد وأن نتعامل بدرجة لا باس مع ما دون ذلك، لإن النجاح المهني يتطلب ذلك.

موازنة الحياة الشخصية:

الاقرار بأن لحياتنا مناطق متعددة وأن كل واحد منها يتطلب الحد الأدنى من الانتباه لنشعر أن “لدينا حياة”، وأن اسقاط أي واحدة منها سينعكس تأثراته علينا، يتطلب ادراك ووعي ثابتين، يجب موازنة كل المناطق حتى تكون كلها مناطق حيوية في حياتنا، لإن حياتنا الشخصية تتطلب ذلك.

إن سؤال إحداث التوازن اجابته تكمن في تحديد الأولويات، وعندما نغيِّر لغتنا من إحداث التوازن إلى وضع الاولويات سوف نرى خياراتنا بوضوح أكبر، فعندما يُفترض أن نعمل يجب أن نعمل، وعندما يُفترض أن نرفه عن أنفسنا يجب أن نفعل ذلك، أما اذا خلطنا الأولويات فستنهار كل الاشياء بشكل متجزء.

المصدر : مجلة المدير