تنشئ قيمة البساطة ( إنتاج الشيء اليسير) عندما يتم خفض التعقيدات [الإجراءات] إلى الحد الأدنى، مثلما تشكل المعدن بقوة التجربة و الوقت، وتعتبر البساطة أكثر الاتجاهات المباشرة، و أسهل المناهج، ووسيلة من وسائل تحقيق الإنجازات.
وفي هذا الوقت المضطرب والسريع المليء بالتعقيدات، فليس هناك قيمة مهمة أكثر من « البساطة »؛ حيث يعتبر استهلاك الوقت في تبسيط أي شيء معقد مهارة مفيدة جدا، خاصة في هذه الأوقات التي تجري فيها الأمور على نحو متسارع جدا.
الشيء البسيط هو التعبير التلقائي لعقل صافٍ، ومتميز، ويمكن للأشخاص -على وجه الخصوص الذين تولوا زمام شبكة من التعقيدات- أن يأخذوا القيمة الفردية لمحاولة تبسيط الأشياء والتوصل إلى الإنجازات (المطلقة)، فتبسيط الشيء لا يسهل العمل [الحياة] فقط، بل يجعله أكثر تأثريا وإنتاجا ومؤديا إلى نتائج أفضل عندما تقارن بترتيبها السابق المعقد.
“الأقل هو الأكثر، و الأكثر هو الأقل”
الأقل هو الأكثر ؛ عندما تأتى بإحدى الأفكار، يقوم بشكل مبدئي بالتعبير عنها بجرأة وإن كان هذا من خلال حدود مجال التعبير، وبالتالي يقوم بالتوسع من أجل العثور على الفكرة على نحو تام، وبعدما تنضج الفكرة، تقوم بإعادة التعبير [الكتابة] بطريقة مصغرة [مبسطة]، فما يأتي من هذه العملية يكون عبارة عن “جوهرة صغيرة” وتصبح أحد التعبيرات الجمالية لفكرة متعمقة.
يعد جوهر تجميع الأشياء مع بعضها البعض مثل الأشياء المادية، والثروة، والعائلة، والقوة، والمركز، وسيلة من وسائل إنشاء شيء صغير واحد -[الإنجاز أو شيء آخر]- فالأشياء الكمية أقل من الأشياء ذات الجودة، إلا إذا أمكن الحصول عليها من خلال إحدى الوسائل البسيطة (الصغيرة)، فيكون كافي؛ فالمهم هو القيمة التي تكون صغيرة وموجزة، فتكون أقل من مجموع كل الأشياء.
ويمكن لكل فرد أن ينظر إلى حياته [عمله] و يحدد ما هذا الجوهر، وما الشيء الحقيقي التي تحتويه، وعندما تعرف هذه الأشياء، يمكن أن تقوم بتكثيف كل الأشياء من أجل القيم الأكثر عمقا، وبالتخلص والاستغناء عن الأشياء المعقدة، نتحرك اتجاه الجوهر، وبالعبور، نتجه إلى حقيقتنا، وبالتركيز والتبسيط، نتجه إلى رغبات أقل ، وبهذه الطريقة يكون الأقل هو الأكثر، والأكثر هو الأقل.
( قم بأخذ عمل أو مشروع مهم في حياتك و توصل إلى طريقتين لتبسيطه).
(*) بتصرف من كتاب قوة القيم للدكتور ابراهيم الحجي