“القائد .. رجل أعمال مفعم بالأمل لمن يتبعونه”

  • — الأحد أبريل 26, 2015

“القائد .. رجل أعمال مفعم بالأمل لمن يتبعونه” مقولة منسوبة لنابليون بونابرت، وهي من بين آلاف الاقتباسات حول القيادة والقائد، التي لم تجد حظها من الاهتمام؛ لأن القيم التي تدعو لها أصبحت مفقودة في مفهوم القيادة الذي بات يزداد تعقيداً يوماً بعد يوم في المنظمات التي تشهد التغيير باستمرار.

في كثير من الأحيان يسبب القادة الذين يتم اختيارهم لإلهام وتقديم رؤية للمنظمة والقائمين عليها إحباطا للأشخاص الذين يحاولون مساعدتهم. لماذا؟

لأن القائد في بعض الأحيان لا يتسق معهم ؛ فقد تكون لدى القائد رؤية لتطوير الخدمات مثلاً؛ ولكن الضغط من أجل تحقيق مكاسب يتسبب في تشويش الرسالة أو الهدف الذي تحمله هذه الخطوة؛ مما قد يُحدث فتورا وعدم تعاون لأن القائد في الغالب لا يناقش الهدف أو الرسالة أو يتبادل الأفكار مع الآخرين بما فيه الكفاية.

الجميع يسمع عن رسالة يحملها القائد من خلال الضجيج الذي يحدثه من حولهم، ولكن إذا لم يقم القائد بتكرار رسالته وأهدافه مرارا وبطرق مختلفة وبأقوال وأفعال تتوافق مع رؤية المنظمة إلى أقصى درجة ممكنة؛ فلن تجد رسالته أذنا صاغية.

إن وجود رسالة وأهداف واضحة وثابتة، وكذلك الكيفية التي تُطرح بها، أمر بالغ الأهمية لأي رسالة يود القائد من الجميع سماعها وفهمها، والأهم من ذلك؛ هو أن تصبح الرسالة مصدرا للعمل والدعم الفردي.

في عالم اليوم؛ حيث تتغير الأمور بسرعة شديدة خاصة في الجوانب التقنية والاجتماعية؛ فمن السهل أن يكون هناك خلط أو ربكة تفقد الأمل في إيصال الرسالة، وفي التنظيم، وفي الهدف الذي يسعى إليه القائد. وما لم يقم القائد باتخاذ إجراءات تصحيحية؛ فإن الشخص الذي

يفقد الأمل سوف يقوم بشكل تلقائي بالتركيز على السلبيات وليس الإيجابيات من خلال مشاركته في المنظمة.

كانت إحدى المرشدات تتحدث مؤخرا مع بعض الأشخاص حول مسألة اجتماعية معينة. جميع المشاركين في الحوار كانوا من فئة عمرية واحدة تقريباً، ما بعد الخمسين من أعمارهم ولكن لا يزالون على رأس العمل، وأعربت عن دهشتها لسماع كل الحاضرين يشتكون من مناصبهم ورؤسائهم ووظائفهم، بل إن معظمهم كانوا في المناصب القيادية. فهل كانوا ببساطة تعساء؟

من الواضح أنهم لم يكونوا كذلك؛ لأنهم عندما كانوا يتحدثون عن هواياتهم وأسرهم وغيرها من المصالح؛ كانوا في حالة تركيز ومتفاعلين، ومبدعين. لكنهم عندما تحدثوا عن العمل؛ لوحظ العكس تماما.

يمكن للقادة خلق بيئة إيجابية، ويمكن للأتباع رؤية ذلك والانضمام إلى القائد من أجل إيجاد رؤية لنجاح المنظمة، نابليون بونابرت كان على حق، يجب أن يكون القائد رجل أعمال مفعما بالأمل لمن يتبعونه.

(من مقال كتبه ستيفن ستافلي، قائد شرطة (متقاعد) بمعهد GWC للقيادة والأخلاقيات)