لماذا لا يصلح أن تكون قائداً؛ يعتقد كل منا أنه يتمتع بمزايا القائد الفذ، غير أن معظمنا ليس كذلك؟(*)
الحقيقة المرة هي أننا نعيش في عالم يعج بالأفراد الطامحين إلى احتلال مراكز قيادية، وهم ليسوا بقادة؛ وبقدر ما يكره البعض الاعتراف بهذه الحقيقة، فليس بمقدور أي شخص أن يكون قائدا من خلال الدورات والتدريب فقط!!
الرغبة الجامحة في القيادة [التغذية الخاطئة] لا تعني أن المرء يمتلك من قوة الشخصية والمهارات والشجاعة ما يؤهله كي يكون قائدا. وأن الكثيرين ممن يرغبون في إحراز تقدم ملموس في مسيرتهم المهنية لا يكترثون بمساعدة الآخرين في تحقيق الشيء ذاته.
وقد تصيبك الدهشة من كثرة الأشخاص الذين يحتلون مراكز قيادية دون أن يكونوا أهلا لها، لكني توقفت عن الدهشة فور معرفتي بأن المسؤولين عن التطوير القيادي لا يستطيعون أصلا أن يحددوا ما هي المقومات الرئيسية التي تجعل من المرء قائدا.
وتساعد النقاط التسعة التالية على إدراك الأسباب التي تقف وراء لماذا لا تصلح ان تكون قائدا، إذا كنت:
١- لا تحقق نتائج ملموسة: القادة الحقيقيون يؤدون أعمالهم على أتم وجه ويسعون دوما إلى تجاوز التوقعات منهم.
٢- تحقق النتائج بطريقة غير نزيهة: إذا كانت طريقتك الوحيدة في حل المشكلة المتعلقة بالنقطة السابقة هي ممارسة الخداع والتضليل، فأنت لست بقائد. فالغاية لا تبرر الوسيلة. إذا أسأت استعمال سلطتك ولم تحسن معاملة الناس أو تلاعبت بالآخرين، فقد تكسب بعض الجولات لكنك ستخسر أخيرا. فتفضيل المصالح على الأخلاق لا ينتهي نهاية حميدة.
٣- لا تكترث: عدم المبالاة خصلة لا تتناسب مع القيادة. فإن كنت ممن لا يأبهون بحال العاملين تحتك، فيستحيل أن تكون قائدا ناجحا، فالقيادة هو بالآثار الايجابية التي تنعكس على أداء الموظفين.
٤- تسعى لمنصب أعلى لا غاية أسمى: إذا كنت تغلب المصلحة الذاتية على مصلحة العمل فأنت لا تعي ببساطة مفهوم القيادة، فهي توجب على القائد أن يفكر بما هو أبعد من مصالحه الشخصية وأن يحاول الارتقاء بمرؤوسيه إلى مكانة أفضل ولو على حسابه.
٥- تهتم بإطلاق الوعود أكثر من الوفاء بها: القيادة لا ترتبط بالأقوال وإنما بالأفعال. وعلى الرغم من أن على القائد أن يعبر في البداية عن رؤيته كلاميا [تنظيرياً]، إلا أن تطبيق هذه الرؤية على أرض الواقع هي ما تجعل منه في النهاية قائدا ناجحا.
٦- تقيد حرية الموظفين: عليك أن تمتنع عن إخبار الناس بما يستطيعون أو لا يستطيعون فعله، فالقائد لا يقيد حريات الآخرين وإذا أردت أن تنجح في مساعيك نحو القيادة، فالأجدر بك أن تساعد الأفراد على إحراز نتائج لا يعرفون السبيل إلى تحقيقها
٦- تلتزم بالروتين بدلا من كسره [تغييره]: إن الرتابة هي أكبر عدو للقيادة. وسوف تبوء جميع مساعي القائد بالفشل إذا لم يدرك حاجته الماسة إلى التغيير وامتلاك القدرات المطلوبة لصنع ذلك التغيير.
٧- تهمل مواهبك بدلا من تنميتها: القائد الحقيقي يعمل على تعزيز المواهب إذا كنت لا تستطيع اكتساب الموهبة أو تطويرها أو حتى الحفاظ عليها فأنت لست بقائد.
٨- تستأثر بالثناء والمديح بدلا من منحه: القائد الحقيقي لا يسعى إلى جذب الأضواء وإنما يعكسها على الآخرين. فأفضل القادة هم من لا يستخدمون كلمة “أنا” إلا عند تحمل المسؤولية الشخصية عن الفشل، ويبادرون إلى استعمال كلمة “نحن” عند الإشارة إلى النجاحات.
٩- تهتم بسير العمل أكثر من الأشخاص: لا قيمة لك من دون الأشخاص الذين يعملون معك، وحين تفضل الأشياء المادية عليهم فأنت بلا شك شخص فاشل ولا تصلح قائد.
الخلاصة، أن الطموح لا يكفي لتكون قائدًا، واﻷشخاص غير المؤهلين للقيادة، يكون خطؤهم أكثر من صوابهم.
(*) من مقالة “لماذا لا تصلح أن تكون قائدا” لرئيس مجلس إدارة “N2Growth” “مايك ميات”.