الدوافع العاطفية تسمم فرق العمل

  • — السبت أغسطس 01, 2015

الكاتبة: آني ماكي

هل يمكن لأحدنا أن ينجز العمل وحده وبصفته الفردية ؟ لا أعتقد ذلك.

الكثير مما نقوم به من أعمال نؤديه مع الآخرين في مجموعات، نحن مكلفون بالتخطيط للمشاريع وبتنفيذها، ونتفاوض حول الأدوار والموارد، ونتحدث إلى بعضنا البعض أو نتواصل عبر الرسائل النصية أو وسائل التواصل أو بالبريد الإلكتروني وأحيانا أيضاً نستمع إلى بعضنا البعض، نعتمد على أناس أخرين من أعلى منا وممن هم اقل منا ، وممن هم من حولنا لتحقيق النجاح الجماعي، ومع مرور الوقت تتنامي وتتطور لدينا العادات التي تملي علينا كيف نتصرف مع بعضنا البعض. اذا جمعت كل ما تقدم، فحينئذ تكون قد حصلت على تعريف الفريق، والذي هو: مجموعة من الناس يجمعهم هدف ومقصد مشترك، ولديهم أدوار ومسؤوليات واضحة، ويخضعون لقواعد معينة في التفاعل.

هناك الكثير من الفرق تعمل لكنها بالرغم من ذلك وللأسف الشديد، فمعظمها ليست فعالة أو ممتعة.فكيف يمكننا تحسين أداء فرق العمل؟ وكيف يمكننا أن نجعل جانبا من جوانب العمل التي تسهم في راحتنا بدلا من إضافتها إلى عوامل تعاستنا؟

في البداية نحن بحاجة لأن نولي مزيداً من الاهتمام لأهمية الفريق في العمل، في معظم المنظمات، تقلل من قيمة فرق العمل، حيث يعزز الشعور بأننا لا يجب أن نولي اهتماما بالفريق أو بالعمل الجماعي (لأننا لا نكافأ عليه)، وما يحدث بعد ذلك، هو أن فرق العمل تذبل في أحسن الأحوال، بينما في أسوأ الأحوال، يقوم أعضاء أو قادة الفريق بممارسة سلوكيات سيئة تؤدي إلى خلل وظيفي، ونتائج أقل، كما يصبح أعضاء الفريق في حال بائسة. ولن يستغرق الأمر الكثير من الوقت للقضاء على الفريق بهذه الطريقة.

وقبل أن ننتقل إلى ما يجب القيام به لنجعل فرقنا أكثر فعالية، ودعونا نلقي نظرة على بعض الأخطاء الشائعة التي يرتكبها حتى بعض الناس الطيبين عندما يعملون معاً :

  1. عليك أن تنسى ذكاءك العاطفي (EI) Emotional Intelligence :

تصرف بناء على المشاعر والدوافع، ولا تقم بالتدقيق في كل ما تشير إليه أو تقوله أو تفعله. لا تدع مجالا للأشياء المزعجة كالقيود أو القواعد الاجتماعية. لا تهتم كثيراً – كن كما أنت- عندما يحصل شخص ما على أكثر مما حصلت عليه. ضع صورة نمطية للذين يختلفون عنك. عبر عما يدور في ذهنك ثم برر سلوكك للناس، وقل لهم أنك ببساطة كنت صادقاً وشفافاً، وقد تكون كذلك بالفعل، ولكنك على أية حال تعبر عن نفسك، وإن كنت مباشراً، فقد كنت عنيفاً. وللأسف الشديد، ونظرا للضغط الذي يعانيه الناس في العمل في أيامنا هذه، فعدد ضخم من الناس الذين من حولك في حالة دائمة من اختطاف ادمغتهم.

  1. اما طريقتي أو الشارع ؟ My way or the highway :

عبارة فظيعة؛ إذا كنت تريد أن تدمر فريق عمل، كن جامداً، ذي تفكير أحادي، موسوساً ومشوشاً حول كيفية انجاز أهدافك.

  1. أنظر إلى الراجع نصف الفارغ من الكوب:

لو أردت أن تعبث بعقول الناس وقتل روح الفريق فيهم، ركز على الأخطاء، قم بتخويف الناسن كن ساخراً، والعواطف بطبيعتها معدية، والمشاعر السلبية والسخرية والفكاهة اللاذعة التي ترافقها قد تقتل الثقة والإبداع والحماس والسعادة التي هي في غاية الأهمية لنجاح المجموعة.

  1. لا يهمني الناس فعلا:

“أنا لا أهتم بهؤلاء الناس”. “هل عذا معقول”؟. خلف هذا الانعدام التام للعواطف، كان هناك إيمان عميق بأن أهدافه، وطريقته في إنجازها، كانت أكثر أهمية. فضلا عن أنه كان أكثر ذكاء، فماذا يريد هؤلاء الآخرين، حسناً هذا لا يهم. لم يمض وقت طويل حتى أدرك أنه كان عنيفاً وأنه كان يدمر كل مجموعة العمل الذي انتمى إليها، وفي نهاية المطاف كل جزء من الأعمال التي شارك فيها.

  1. لا تفكر كثيرا وخاصة حول دوافعك ومشاعرك:

عدم وجود الوعي الذاتي، سواء كان ذلك بوعي أم بغير وعي، هو في صميم أغلب السلوكيات السيئة التي رأيتها في فرق العمل. خذ مثلا هناك مدراء تنفيذيين تجد ان السبب وراء العنف والصراخ هو الخوف، لذلك، كان يبادر بالسيطرة عليهم قبل أن يتمكنوا من السيطرة عليه في العمل.

عدد كبير جدا منا يعمل في مؤسسات أكثر من مختلة، ومؤلمة تجعلنا مستائين للغاية، وعندما يكون العاملين غير راضين، فلن يكونوا عمال جيدين، وعندما يكون الناس غير راضين في عملهم فلن يكونوا راضين في المنزل أيضاً، مما يعني أن العائلات ستكون تعسة في الغالب، وتسر الأمور على هذا النحو.

إن العمل بفعالية ضمن الفريق يحتاج إلى جهد ويستغرق الذكاء العاطفيEI . وإذا كنت تريد أن يكون فريقك صحيا، وفعالا، عليك أن تتحمل المسؤولية في الطريقة التي تُظهر بها ما تفعله، وتشير الدراسات التي أجريت بواسطة كل من فانيسا درسكات وستيفن وولف أن الذكاء العاطفي ضروري لفعالية الفريق، كما تبين أيضا أنه كلما زاد عدد أعضاء الفريق الذين يستخدمون ذكاؤهم العاطفي، كلما كان الفريق أكثر استعداداً وقابلية لتطوير المعايير التي تدعم الثقة، وهوية الفريق، والشعور بالكفاءة الجماعية، وهي المعايير التي تدعم النجاح الجماعي المستدام.

وهناك دراسات أخرى تناولت علاقة الذكاء العاطفي EI بإدارة الصراع حول الفريق، وليس من المستغرب أن يكون هناك ارتباط، فعلى سبيل المثال، قام باحثون باستكشاف علاقة الذكاء العاطفي EI بالمناخ السائد والصراع في الفريق، ووجد الباحثون أن هناك المزيد من الصراع حول المهام والعلاقات عندما يكون التعاطف والمهارات الإدارية العاطفية، ومعايير إدارة الصراع أقل نموا بين أعضاء الفريق والقادة، والمناخ السائد سيعاني من ذلك، وكذلك النتائج.

العمل بشكل جيد ضمن المجموعات يتطلب مستوى عال من الذكاء العاطفي EI، وإن كنت تريد تطوير الوعي الذاتي، ناهيك عن الكفاءات والمهارات الأخرى مثل التعاطف والإدارة الذاتية، عليك أن تتعمق أكثر في الأمر، ذلك لأن تحسين مستوى الذكاء العاطفي لديك، مهم للغاية لنمو الشخصية والتطوير المهني.

المصدر: www.hbr.org