الكاتب: وليام فاندربلومين
في المنظمة التي أعمل بها، هناك موقع لمراقبة أنواع لا حصر لها من الممارسات القيادية على رأس العمل، ومن دواعي سرورنا أن نكون بجانب بعض القادة المبدعين من أصحاب الريادة في مجال الأعمال في بلادنا، وتمت دعوتنا للمساعدة عندما تتسبب القيادة الغير مؤهلة لمنظمة في انحرافها عن مسارها الصحيح.
ومن الفوائد الكبرى التي تعلمتها هي أن القادة الذين هم على استعداد لتبني طرق جديدة لتسيير الأمور هم الذين يفشلون – ولكنهم مع ذلك هم من ينجحون أكثر من غيرهم.
هناك وسيلة هامشية للتفكير في الوقت الحالي، ولكنها قريباً ستتحول إلى الفكرة السائدة والمهيمنة، والقادة الذين يتبنون هذه الفكرة قبل غيرهم سيكون روادها؛ الخطة الاستراتيجية متعددة السنوات أصبحت في حكم الميتة الآن.
لقد كانت الشركات تستخدم خطط استراتيجية مدتها 3 سنوات، أو 5 سنوات، أو10 سنوات لفترة طويلة، ولديها الآن سببين يجعلان هذه الخطط لا تعمل الآن:
أولا، أوقفت التكنولوجيا التخطيط لبنية العمل لمدة تزيد عن سنة أو سنتين، فالامور في عالمنا اليوم تسير بوتيرة متسارعة، وذلك بفضل التكنولوجيا، بل هناك الآن عدة جوانب في عملك هي في حالة تغيّر مستمر، مثل اتخاذ القرار بشأن الأمور التي يجب، أو لا ينبغي الاستعانة فيها بمصادر خارجية، وبناء دورة المبيعات الخاصة بك، وأفضل الأساليب لتكوين العلامات التجارية، والتسويق. يجب تحافظ على خفة الحركة والقدرة على التركيز على مبلغ بسيط من المال كجزء من نسيج شركتك، وخفة الحركة تواجه صعوبة في التعايش مع خطة جامدة مدتها خمس سنوات.
ثانيا، جيل الألفية يشكلون الآن أكبر نسبة في القوى العاملة الأمريكية، لا يساعد هذا على تبني أسلوب التفكير من خلال خطة الخمس سنوات، جيل الألفية لديه إمكانية التعدد في الوظائف، لا يستقر في وظيفة واحدة وشركة واحدة كما كانت تفعل الأجيال التي سبقتهم.
فكرة الاستمرارية في عملك يجب أن تكون مبنية على طرق أخرى، لأن الأيام التي كنت تنشئ فيها شركتك الخاصة عن طريق الحفاظ على نفس الموظفين وعلى مدى فترة زمنية طويلة قد تغيرت.
إذن ما هو النموذج الجديد؟
كيف يمكن الحفاظ على خفة الحركة في عملك مع ضمان أن يكون لديك بعض الاستقرار والاستمرارية في كيفية عمل منظمتك/شركتك؟
كيف يمكنك التفكير بشكل استراتيجي حول مستقبل منظمتك دون أن تضطر لبناء خطة لمدة 3 أو 5 سنوات؟
الجواب هو في الواقع بسيط جدا : حول تركيزك إلى الفريق والثقافة.
أذكى القادة الذين عرفتهم توقفوا عن وضع الخطط التي يتراوح مداها من 3 إلى 6 أشهر، وبدلا من ذلك، استثمروا طاقاتهم في بناء فريق عمل كبير وثقافة مستدامة، فعندما يكون التركيز على الفريق، بدلا من الخطة، يصبح من الأسهل بكثير التكيف في أي لحظة مع المشهد التكنولوجي المتغير باستمرار، إيجاد الكوادر الخلاقة والتي لديها القدرة على القيام بأدوار متعددة، يعني أنه لا يجب عليك التركيز أكثر من اللازم على هيكل عملك، فمن خلال توظيف الكوادر بناءٍ على الثقافة والقدرة، ستمنح نفسك المزيد من الحرية حتى تغيير هيكل منظمتك مع تغيير الأمور بشكل مستمر.
هيكل المنظمة يكون دائما مع كل ما يتمتع بفعالية أكثر في التعاطي مع السوق الحالي، والكوادر النشطة تستطيع بناء منظمة قادرة على مواكبة السوق.
والأكثر من ذلك، هو التركيز على بناء ثقافة عظيمة لحل مشكلة موظفي الألفية، فإذا كنت الآن في السنة 3 من خطة مدتها 5 سنوات، ووجدت نفسك مضطر لتغيير بعض الموظفين بآخرين، فقد يكون من الصعب الحصول على موظف لاستمرار لمنظمتك على الخطة أو للحفاظ على الوتيرة التي قمت بتحديدها، لأن الإبقاء على الخطط القصيرة في نطاق يتراوح بين 3 و6 أشهر، ومن ثم التركيز على الثقافة، يمكنك من ضمان منحنيات أقصر للتعلم للتعيينات الجديدة، وفي كثير من الأحيان، يمكنك رؤية الخطط وقد نفذت في الإطار الزمني الأولى الذي تريد.
التكنولوجيا والحمض النووي الجديد للقوى العاملة الأمريكية قد حرر شهادة عدم الصلاحية لنموذج الخطة الخمسية القديم، فمن خلال وضع فريق العمل والثقافة في صميم المنظمة، سيكون لديك كل النشاط والحيوية التي تريدها للتكيف مع الطبعية المتغيرة للسوق وبناء شركة قوية وقادرة على الاستمرار.
المصدر: www.forbes.com
أستاذ سليمان البطحي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أتفق مع كاتب المقال أن كل عنصر من عناصر الخطة الإستراتيجية يجب أن يتكيف مع تغير الظروف وأولها التسارع في التطبيقات التكنولوجية لكن أن تلغى الخطة مرة واحدة قد يترك ذلك المنظمة دونما مسار تنتهجه وغاية تتوجه نحوها.. كثير من المنظمات خاصة في الدول الغربية تقول انها أكتشفت ان خططها الإستراتيجية لاتطبق لأن أولويات العمل وضغوط التنافس وخبرة المدراء تجعل المدراء يتخذون قرارات يومية بعيدا عن البرامج والمسارات المرسومة في الخطة الإستراتيجية لكن ذلك لا يلغي الأهمية والحاجة لوجود خطط 3-5 سنوات لأنه بالرغم من كل التجاوزات لهذه الخطط يظل وجودها مهما لكونها مستندا يمكن الرجوع إليه حين تحيد المنظمة عن أهدافها أو تخفق في تحقيق نتائج جيدة وبالتالي يمكن البحث من خلاله عن ماتم الأتفاق عليه من رؤى وأهداف ونتائج أداء وبرامج وبحث كيفية إعادة المؤسسة إلى المسار المرسوم في الخطة.
التوجه الحالي للكثيرين يرى أن تكون الخطة وتنفيذها قابلا بالكامل للتكيف والتعديل ويشمل ذلك إمكانية تعديل كل عنصر من عناصر الخطة إبتداءا من الرؤية وحتي خطة التنفيذ لأن العالم متغير والمنافسة تتغير والوضع الإقتصادي السائد يتغير والتكنولوجيا تتغير ومستويات إدراكنا وخبراتنا أيضا تتغير مع الوقت وأيضا المنفذون يتغيرون بحكم وجود مسائل ترك العمل ودخول موظفون جدد يختلف مستوى معارفهم وخبراتهم عن السابقين. وبوجود كل هذه المتغيرات وغيرها في المنظمات كواقع لايمكن تغييره يصبح من الضرورة تقبل التغيير وعدم التعامل مع الأمور بجمود. الخطة تعني الوصول لمكانة منشودة للمنظمة ونتائج أداء تحقق هذه المكانة. النتائج عادة يصعب الوصول إليها في فترة قصيرة، على سبيل المثال لو اردنا الوصول للتميز سنحتاج لوقت لا يقل عن سنتين في أحسن الأحوال للوصول لبعض النتائج المطلوبة وللإبقاء على التميز نحتاج للأستمرار في التطبيق والتكيف مع ما يفرضه الواقع المتغير. أيضا لو قررنا تركيب نظام للمعلومات مثل نظام إي آر بي في المنظمة، سنحتاج لعدة أشهر لفهم المنظمة وعملياتها ووضع مقترح لتحسين وإعادة هندسة العمليات بما يتماشى مع التكنولوجيا الجديدة وتطبيق النظام الجديد ومقترح تحسين العمليات والذي يأخذ مدة أطول بحسب حجم المنظمة ومن ثم الأهم متابعة كشف وإصلاح العيوب والقصور في النظام ومتابعة تحديثه بإستمرار. ولو أردت أن ألخص رأيي هذا في جمله واحدة سأقول: “وجود الخطة التي ترسم المسار لعدة سنوات مهما جدا لأي منظمة، لكن الأهم هو قابلية عناصر الخطة للتغيير والتكيف والتغيير في كيفية تنفيذ هذه الخطة”
لدي فيديو لأحد الخبراء في هذا المجال سأحاول كيفية أيصاله إليك ربما بنسخه ووضعة لفترة مؤقته على تطبيق دروب بوكس حتى تتمكن من تنزيله عندك. وسأبعث لك بابا من أحد الكتب يناقش بعض مسائل التخطيط الإستراتيجي في منظمات الخدمات العامة.
سامحني أطلت! حاولت إعطاء رأي فوجدت أني كتبت مقالا
مع فائق التحية والتقدير
أخوكم د. ناصرالدين ظافر