«تِجارَةً لَن تَبورَ»

  • — الثلاثاء يونيو 03, 2025

قال الله ﷻ: ﴿إِنَّ الَّذينَ يَتلونَ كِتابَ اللَّهِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقوا مِمّا رَزَقناهُم سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرجونَ تِجارَةً لَن تَبورَ﴾٢٩﴿لِيُوَفِّيَهُم أُجورَهُم وَيَزيدَهُم مِن فَضلِهِ إِنَّهُ غَفورٌ شَكورٌ﴾٣٠ [سورة فاطر]

يقول العلامة السعدي (رحمه الله) في تفسيره:

﴿إنَّ الذين يتلونَ كتاب الله﴾؛ أي: يتَّبعونَه في أوامره فيمتَثِلونها، وفي نواهيه فيترُكونها، وفي أخبارِهِ فيصدِّقونها ويعتَقِدونها، ولا يقدِّمون عليه ما خالَفَه من الأقوال، ويتلون أيضًا ألفاظَه بدراستِهِ، ومعانِيه بتتبُّعِها واستخراجِها، ثم خصَّ من التلاوة بعدما عمَّ الصلاةَ ـ التي هي عمادُ الدِّين، ونورُ المسلمين، وميزانُ الإيمان وعلامةُ صدق الإسلام ـ النفقةَ على الأقارب والمساكين واليتامى وغيرهم من الزكاة والكفارات والنذور والصدقات، ﴿سرًّا وعلانيةً﴾: في جميع الأوقات؛ ﴿يرجونَ﴾: بذلك ﴿تجارةً لن تبورَ﴾؛ أي: لن تكسدَ وتفسدَ، بل تجارة هي أجلُّ التجاراتِ وأعلاها وأفضلُها ألا وهي رضا ربِّهم والفوزُ بجزيل ثوابِهِ والنجاةُ من سخطِهِ وعقابِهِ، وهذا فيه الإخلاصُ بأعمالهم، وأنَّهم لا يرجون بها من المقاصدِ السيئةِ والنيَّاتِ الفاسدةِ شيئًا.

ثم ذكر أنَّهم حصل لهم ما رَجَوْه، فقال: ﴿لِيُوَفِّيهم أجورَهم﴾؛ أي: أجور أعمالهم على حسب قِلَّتِها وكثرتها وحُسنها وعدمِهِ، ﴿ويزيدَهُم من فضلِهِ﴾: زيادة عن أجورهم. ﴿إنَّه غفورٌ شكورٌ﴾: غفر لهم السيئاتِ، وقَبِلَ منهم القليل من الحسنات” ا.هـ.

فلا تستهن بأقل التصرُّفات التي تبغي بها مرضاة الله، ولو كانت جبر خاطر، أو تبسم، فإنها عظيمة الشأن عند الله، عظيمة الأجر في ميزانك؛ فقط علِّق قلبك بالله، وحسِن نيَّاتك، واجعلها خالصةً لوجهه الكريم.

نسأل الله من فضله وكرمه وجوده وإحسانه.