«الذنوب والمعاصي وخطوات الشيطان»

  • — الأربعاء يونيو 04, 2025

أصعب الحرام (أوَّله)..
ثم يَسهل..
ثم يُستساغ..
ثم يُؤلف..
ثم يَحلو..
ثم يُطبع على القلب..
ثم تبحث النفس عن حرام آخر.
وهكذا يسير المرء في الغيّ خطوة تتلوها خطوة، متبعاً خطوات الشيطان، حتى تجتمع الذنوب والمعاصي، ويصبح القلب «أسودَ مربادًّا كالكوزِ مُجَخِّيًا، لا يعرفُ معروفًا ولا ينكرُ إلا ما أُشرِبَ من هَواه»، ويرحل عنه الخوف من الله، والصلاة، ويلحق بهما ذكر الله، والوحيين (القرآن والسنة)، ويُبعد عن الهداية، حيث يتحول صدره إلى ساحة للضيق الذي يثقل عليه حياته ويمنعه من الراحة أو السكينة فتذهب الطمأنينة، وتقل البركة في العمر والعمل.

قال الله ﷻ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۚ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ۞﴾.

فعلى المسلم والمسلمة أن يستعيذا دائماً بالله من هذا العدو، آخذين بأسباب النجاة، مجاهدين النفس على الفكاك والخلاص من سائر المعاصي المتعلقة بالقلب، واللسان والبدن، فيهديكم الله -جل وعلا- ويعصمكم ﴿وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ۞﴾.

قال أحد العارفين: إذا دعتك نفسك إلى معصية فحاورها حوارًا لطيفًا:

أفكلما خلوت عصيت؛ فمتى تتعلم التقوى؟
أفكلما يُسّر لك تماديت بالمعاصي؛ فمتى تبدأ التوبة؟
أفكلما ابتليت تماديت؛ فمتى تتعلم الصبر؟
أفكلما اجتهدت ارتخيت؛ فمتى تتعلم الثبات؟

كان من دعاء النبي ﷺ: «اللهمَّ آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها».