كثير مما يسمى اليوم “فألاً “لا أظنه الفأل الذي كان يعجب النبي صلى الله عليه وسلم.
فأل هذه الأيام يُطرح لتهوين الأخطاء أو تبريرها، وبطريقة تغييب الشعور عن الإحساس بالكوارث والمصائب. وتجاهل الحقائق، بحيث تحول إلى تفاؤل مغلوط سلبي اشبه بالمخدرات المعنوية التي تشعرنا أن فرجاً سيأتي من حيث لا نقدّر ولا نحتسب ولا نعمل ونفكر بشكل سليم.
نحن بحاجة إلى تصحيح معنى الفأل، فليس من الفأل أن نتفنن في افتراض انجازات نظرية وهمية، تضعنا في مآزق حقيقية وصعبة، نحن بحاجة إلى الفأل الإيجابي الذي يجعلنا نواجه أخطاءنا بصراحة، ونكبح جماحها بقوة، ونشعر بنتائجها بمرارة، الفأل الإيجابي يشعرنا بجدوى العمل الرشيد، والجهد الدؤوب على نور وبصيرة.
سنكون حقا متفائلين عندما نعترف بالاجتهادات الخاطئة ونواجهها بوضوح، ونسعى لعلاجها بإخلاص، كما كان صلى الله عليه وسلم يعلم الفأل لأصحابة !