«غريزة سليمة أفضل من عقل مريض»

  • — الأحد مايو 21, 2023

الإنسانُ يُحرّكه العقل والحيواناتُ تُحرّكها الغرائز، ومنذ بدءِ الخليقةِ إلى اليومِ حافظت الحيواناتُ على غرائزها سليمة، وحتى الذين يُدافعون عن المثليّةِ الجنسيّةِ على أنها غريزةٌ طبيعيّة، لم يستطيعوا أن يثبتوا حالة شذوذٍ واحدةٍ عند الحيوانات!

فمذ وُجدت الحيواناتُ على الأرضِ؛
والثيرانُ تميلُ إلى الأبقار،
والجِمالُ تميلُ إلى النّوق،
والأسودُ تميل إلى اللبؤات،
والخِرافُ تميلُ إلى النّعاج،
والحميرُ تميلُ إلى الإتان …

أمّا البشرُ فعندما تمرضُ عقولُهم تفسدُ غرائزُهم فيفعلون ما تأنفُ الحيواناتُ أن تفعله!

الأرضُ زاخرةٌ بالعُلوم؛

فالسيكولوجيا هو علم النّفس،
والأيكولوجيا هو علم البيئة،
والأيدلوجيا هو علم الأفكار،
والبيولوجيا هو علم الأحياء، والباثولوجيا هو علم الأمراض،
والميتورولوجيا هو علم الأرصاد،
والراديولوجيا هو علم الأشعة،
والجيولوجيا هو علم الأرض،
والسيسيولوجيا هو علم الاجتماع،

أمّا  “الخرنقولوجيا” فهو علم تحوّل الإنسان إلى “خرونق”!!!

وهذه الشهادة لا يتمّ الحصول عليها من الجامعات وإنما هي اجتهاد شخصيّ وحماقة من الإنسان! وهي غير مقتصرة على فئة محددة في المجتمع، فقد يشترك فيها الرئيسُ مع الغفير، والسيد مع الحقير ، والنحرير مع النغرير، والأستاذ مع الطالب، والطبيبُ مع الحلاق والحداد، والمهندسُ مع عامل النظافة والبقّال!!

فلا تغرّنك الثّياب الأنيقة،
ولا يرقّ قلبك للثياب الرّثة!
ولا تفتنك الشّهادات العليا، ولا تشفق على الأُميّة، يستطيعُ أي إنسان اعمى البصيرة ممارسة “الخرنقولوجيا” في مجاله؛ فقد دعا نبي الله نوحٌ -عليه السلام- قومه تسعمائة وخمسين سنةً إلى الله فاختاروا الغرق، والحيوانات دعيت مرّةً فركبت بفطرتها السّفينة فنجت من الطوفان!

القضيّة باختصار: غريزة سليمة أفضل من عقل مريض.

كفانا الله شر “الخرنقولوجيا” وأهلها!