«الى المدير، والرئيس، والقائد ومن خلفهم»

  • — الأربعاء أبريل 06, 2022

قَد يمنحك الْمَنْصِب هَيْبَة وَاحْتِرَاماً، وَرُبَّمَا يُعْطِيك الْمَال شيئاً مِن الْوَجَاهَة، وَلَكِن اياً مِنْهَا لَن يَهَبَك حُبّ النَّاس وتقديرهم الَّذِي تُكْسِبُه بِحُسْن خَلْقِك، وَلَئِن جانبك، وَالْهَوْن فِي تعاملك، وَالانْبِسَاط فِي وَجْهِك وابتسامتك وتواضعك.

فهذا سيد ولد آدم نبينا #محمد ﷺ يقول #الله عزوجل له: ﴿فَبِما رَحمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُم وَلَو كُنتَ فَظًّا غَليظَ القَلبِ لَانفَضّوا مِن حَولِكَ فَاعفُ عَنهُم وَاستَغفِر لَهُم وَشاوِرهُم فِي الأَمرِ فَإِذا عَزَمتَ فَتَوَكَّل عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُتَوَكِّلينَ﴾، يقول الشيخ السعدي-رحمه الله- في تفسير الاية: “أي: برحمة الله لك ولأصحابك، منَّ الله عليك أن ألنت لهم جانبك، وخفضت لهم جناحك، وترققت عليهم، وحسنت لهم خلقك، فاجتمعوا عليك وأحبوك، وامتثلوا أمرك.
﴿ولو كنت فظا﴾ أي: #سيئ_الخلق ﴿غليظ القلب﴾ أي: قاسيه، ﴿لانفضوا من حولك﴾ لأن هذا ينفرهم ويبغضهم لمن قام به هذا #الخلق_السيئ.
ثم أمره الله تعالى بأن يعفو عنهم ما صدر منهم من #التقصير في حقه صلى الله عليه وسلم، ويستغفر لهم في التقصير في حق الله، فيجمع بين #العفو و #الإحسان.
﴿وشاورهم في الأمر﴾ أي: الأمور التي تحتاج إلى استشارة ونظر وفكر، فإن في الاستشارة من #الفوائد و #المصالح ما لا يمكن حصره، ومنه أن المشاورة من العبادات المتقرب بها إلى الله، أن فيها تسميحا لخواطرهم، وإزالة لما يصير في #القلوب عند الحوادث، فإذا شاورت أهل الرأي والفضل اطمأنت نفوسهم وأحبوه، وعلموا أنه ينظر إلى المصلحة الكلية العامة للجميع، فبذلوا جهدهم ومقدورهم في طاعته، لعلمهم بسعيه في مصالح العموم، بخلاف من ليس كذلك، فإنهم لا يكادون يحبونه محبة صادقة، ولا يطيعونه وإن أطاعوه فطاعة غير تامة.
ان الاستشارة تنور #الأفكار، بسبب إعمالها فيما وضعت له، فصار في ذلك زيادة للعقول، وما تنتجه الاستشارة من #الرأي: المصيب، فإن المشاور لا يكاد يخطئ في فعله، وإن أخطأ أو لم يتم له مطلوب، فليس بملوم.
ثم قال تعالى: ﴿فإذا عزمت﴾ أي: على أمر من الأمور بعد #الاستشارة فيه، إن كان يحتاج إلى استشارة ﴿فتوكل على الله﴾ أي: اعتمد على حول الله وقوته، متبرئا من حولك وقوتك، ﴿إن الله يحب المتوكلين﴾ عليه، اللاجئين إليه”

فإذا كان هذا حال قدوتنا ﷺ وهو أكمل الناس عقلا، وأغزرهم علما، وأفضلهم رأيا، فكيف بغيره؟!
إن من أوجب #الواجبات، وأهم المهمات، الاقتداء بالأخلاق الكريمة، ومعاملة الناس باللين وحسن الخلق فتجذب #الناس وترغبهم فيما لديك، مع ما لصاحب #الاخلاق الحسنة من المدح والثواب والاجر من الله، بعكس الأخلاق السيئة التي تنفر الناس منك وتبغضك وتزهدهم فيما عندك حتى لو كان من #الخير، مع ما لصاحب الخلق السيء من الذم والاثم .

اللهم اصلح فساد قلوبنا، واهدنا لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت.