«الجامعة الفاذة»

  • — الجمعة يونيو 16, 2023

قال الله تعالى في سورة الزلزلة: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (٨) ﴾.

هذه الآية معدودة من جوامع الكلم، وقد وصفها النبي – صلى الله عليه وسلم – «بالجامعة الفاذة»، فهي جمعت الخير و الشر، وفيها الترغيب والترهيب، والحث على الخير والتحذير من الشر، وأن العبد لا يضيع عليه شيء من عمله الصالح، وأن سيئاته سوف يلقاها ويراها، إلا أن يتوب الله عليه، ويعفو عنه، ففي الموطأ: «أن النبي – صلى الله عليه وسلم – سئل عن الحُمر، فقال: «لم ينزل عليّ فيها إلا هذه الآية الجامعة الفاذة : (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره)».

وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: «هذه أحكم آية في القرآن»، وقال الحسن -رحمه الله-: «قدم صعصعة بن ناجية جد الفرزدق على النبي – صلى الله عليه وسلم – يستقرئ النبي القرآن، فقرأ عليه: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (٨) ﴾، فقال صعصعة: حسبي فقد انتهت الموعظة لا أبالي ألا أسمع من القرآن غيرها»،

وقال كعب الأحبار: لقد أنزل الله على محمد آيتين أحصتا ما في التوراة والإنجيل والزبور والصحف: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (٨) ﴾.

فاتقوا ياعباد الله الذي سيحاسب بمثقال الذرة، إن خيرا فخير وإن شرا فشر؛ فالناس جميعاً مجزيون على جميع أعمالهم، إن عملوا خيرا يجزون خيرا، وإن عملوا شرا يجزون شرا، ولا يظلم ربك أحدا.

نسأل الله جل جلاله أن يضاعف لنا الحسنات، وأن يتجاوز عن السيئات، وأن ييسر لنا الخير، ويعيذنا من موارد الشر، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآلة وصحبه أجمعين.

#يوم_الجمعة