صدر كتيب عن معهد إدارة المشاريع في الولايات المتحدة الأمريكية للمؤلف (Michael Dobson) حول الطرق المثلي لإدارة المشاريع. يقول المؤلف في مقدمة كتيبه :
” أن إدارة المشروع مهمة صعبة حيرت التنفيذيين في الدول الغربية, أنها مهمة تحتاج إلى معرفة ومهارة وسلوك محدد ومتخصص في التقنيات التي يقع المشروع المراد تنفيذه في مجالها”
ويضيف المؤلف بان طبيعة هذه المهمة الصعبة تعبر عن حاجة ملحة إلى توفير القائد المقتدر على إدارة مشروع تحف به المشاكل والمخاطر والعوائق, وبالتالي فان اختيار مدير المشروع من المهام الخطرة جداً، والإدارة العليا بعد إتمام اختيارها ليس أمامها مجال للتراجع, ومن سيقع عليه الاختيار لإدارة المشروع يجب عليه إكمال مهمته بطريقة ناجحة أو فاشلة.
ويقترح المؤلف على من سيقوم بمهمة اختيار مدير المشروع أن يركز على تحقيق أبعاد ثلاثة يجب توافرها في من يقع عليه الاختيار :
(1) البعد الأول : التاريخ والنتائج السابقة :
فالنجاحات السابقة في إدارة مشاريع مشابهة تعتبر مؤشراً جيداً للكفاءة يجب مراجعة سجل المشروع السابق ضمن المعايير الأساسية التالية :
ü توافق تواريخ التنفيذ الفعلية والتواريخ المحددة مسبقاً للتنفيذ.
ü توافق ميزانية الاتفاق والصرف الفعلي مع الميزانية التقديرية المحددة سلفاً.
ü أسلوبه في حل المشاكل والعوائق والصراعات داخل المشروع أثناء تنفيذه.
وبتحليل معطيات المعايير السابقة يتم الاستدلال على مدى توفر إمكانيات النجاح في المرشح لإدارة المشروع.
(2) البعد الثاني : الحزم والجزم :
فإدارة المشروع تحتاج إلى مهارات تختلف في طبيعتها عن مهارات الإدارة النشاطية المحددة, ومن المفترض التأكد من قدرة المدير المرشح لإدارة المشروع على تحقق الحزم والجزم في إدارة الصراعات والمعوقات.
كما يجب التأكد من قدرته على استبيان الأهداف الغامضة للمشروع, ويفسر المؤلف الأهداف الغامضة بقوله ” أنها تسمية مجازية فالأهداف الواضحة مثل موعد التسليم المحدد والتنفيذ ضمن حدود الميزانية المقدرة سلفاً هي أهداف معلومة لمدير المشروع بكل تأكيد أما الأهداف الغامضة فهي تلك الأهداف التي ستنشأ بعد إنهاء المشروع والبدء بالتشغيل” ويضيف بان هذه الأهداف بالكاد يتم شرحها لمدير المشروع لاعتقاد الإدارة العليا أنها واقعة خارج نطاق اختصاصه.
وعودة الى الحزم والجزم يقول المؤلف بان الأسلوب الديكتاتوري غير مناسب لإدارة المشروع تماماً مثل الأسلوب الديمقراطي, ويقترح بديلاً عنهما متمثلاً في القيادة المتزنة المرنة عند الحاجة الحازمة عند الانحراف عن الأهداف من خلال المبادرة السريعة والشجاعة للتعديل.
(3) البعد الثالث: المهارات الإنسانية
يقول المؤلف بأنه قد ثبت وبما لا يدع مجالاً للشك في أن الإخفاق في إدارة المشاريع سببه الأساسي ضعف ونقص المهارات الإنسانية لدى مدير المشروع, ويحدد في هذا السياق احد أهم المهارات الإنسانية اللازم توافرها في مدير المشروع لضمان نجاحه في مهمته وهي مهارة الاتصال فالقدرة على التحدث بلباقة وكياسة تعادل في راية في أهمية القدرة على العمل, ووجه أخر للمهارة الاتصالية الواجب توفرها في مدير المشروع تشتمل في قدرته على عرض وإيصال التطورات والنتائج للإدارة العليا.
وأخيراً أخي المدير العربي إذا كان لديك مشروعاً تبحث عن قائد لتنفيذه جرب أن تطبق المعايير السابقة علها تساعدك في المهمة.
المصدر : مجلة المدير | العدد: Jul 2002-19