الكاتب : د. حسن بن عبدالفتاح قارئ
التجديد لشيئ أصبح قديما، أو أنه تداعى و تدهورت حالته فنجدده لإنعاشه وإعادة الحيوية له… نحييه، أو حصل إنحراف في مسيرته عن الخط الأصلي فتعيده لذلك الخط، و يمكن للتجديد أن يعكس إنتاجا جديدا غير مسبوق.. بمعنى يكون إبداعا و إبتكارا.
بهذا المضمون للتجديد، يمكن أن نتحدث عن مستقبل جديد فيه عودة للأصل و فيه إبداع و إبتكار.
الشكل السابق يبين ما ذكر سابقا و يوضحه، حيث الدائرة الأولى على اليمين تشير إلى الأصل في الأشياء، أي البناء الأمثل و النموذجي لها و في جميع جوانب الحياة (الدينية، وما يتفرع منها من جوانب إقتصادية و إجتماعية و سياسية و ثقافية)، والذي يمكن أن يتغير مع الزمن و يأخذ بنية جديدة (الشكل الغير منتظم و الذي لا يتطابق مع الأصل كما هو واضح )، هذا الشكل و البنية الجديدة تتكون من ثلاثة أجزاء، جزء بقي في خصائصه على الأصل، بمعنى أنه لم يتغير، و جزء يعكس تغير في الشكل والخصائص بصورة يكون فيها نقص في الخصائص الأصلية، بينما الجزء الثالث يمثل زيادة في الخصائص بشكل جديد.
النقص و الزيادة هنا تتصفان بالسلبية حيث يفترض أنها خرجت عن الأصل مما يجعلها مستهدفة في خطة التجديد للعودة للأصل. أما المستقبل فهو الشكل و البنية الجديدة التي يمكن أن نخطط لها بحيث تكون ذات أصالة أي تنطلق من الأصل (تعكس هويتنا و أصالتنا) و فيها إبداع و إبتكار يتمثل في الأشكال و البنى الجديدة و التي يفترض أنها أنطلقت من الأصل.