نبرة الصوت والكلمات التي تختارها ترسل أحياناً للمتلقي رسالة أنه ليس لديك أفكار جديدة تستحق الاستماع إليها. وإليك كيفية تغيير ذلك.
معظمنا يرغب بالعمل في مكان عمل مبتكر، ولكنك قد تسهم في بعض الأحيان في صناعة ثقافة تتسبب في تدمير التفكير الإبداعي، فمن المحادثات التي تدور أثناء الاجتماعات إلى نبرة التواصل الداخلي، يمكن للكلمات إرسال رسالة إلى الموظفين مفادها أنه لا ينبغي عليهم إضاعة أوقاتهم في استكشاف أفكار جديدة، ناهيك عن ربطهم بالفريق، يقول فرنس يوهانسون، الرئيس التنفيذي لمجموعة ميديسي The Medici Group وهي دار استشارية متخصصة في التنوع والابتكار، ومؤلف كتاب: تأثير ميديسي: ما الذي يمكن أن نتعلمه من الفيلة والأوبئة فيما يخص الابتكار The Medici Effect: What Elephants & Epidemics Can Teach Us about Innovation “نحن نقوم بتصنيف سلوكياتنا وغرائزنا وأفكارنا بناء على اللغة التي نستخدمها، وغالبًا ما يحدث ذلك بطرق لم نكن نتوقعها، فهناك عبارات وجمل تتمتع بالجاذبية وتتكرر مرات ومرات في ثنايا الكلام، وهي قبل أن تعرفها، تمثل الطريقة التي تتحدث بها ضمن محيطك الثقافي”.
ولسوء الحظ، بعض العبارات شائعة الاستخدام في بيئة العمل، يمكن أن تلحق أضراراً برغبتك ودافعك إلى الابتكار، وفيما يلي ثلاثة من هذه العبارات التي ننصح بتجنب استخدامها في عملك :
- “أفضل الممارسات” “Best Practices”
عندما يحين وقت معرفة الخطوة الصحيحة التالية أو الإجراء الأول first action، فمن الطبيعي أن ترغب في اتباع أفضل الممارسات، ولكن هذا يمكن أن يرسل رسالة مفادها أنه ينبغي تجنب التحديات challenges، وكما يقول جوهانسون: “فكل ما تفعله في هذه الحالة هو النظر إلى ما يفعله الآخرون، ونظراً لأن الأمر يستغرق بعض الوقت لوصف ما قاموا به بأنه نموذج ناجح، فأمه في العادة يتطلب أفضل الممارسات عامين أو ثلاثة أو أربعة أعوام، بل ومن المحتمل أنها لم تصل حتى الآن لتكون من أفضل الممارسات. ”
إن استخدامك لعبارة أفضل الممارسات Best Practices يعيدك إلى الوراء، لأنك في هذه الحالة عليك قضاء بعض الوقت في البحث عن هذه الممارسات ، يقول جوهانسون “أفضل الممارسات لا تساعدك على ربط التفكير الإبداعي والخلاق بتطوير عملك… “.
وبينما ينبغي تجنب اتباع مخططات الآخرين، إلا أن هناك ثمة تحذير واحد، وهو أن أفضل الممارسات يمكن أن تشجع على الابتكار عندما تكون مستوحاة من نشاطات أخرى بخلاف النشاط الذي تعمل فيه، يقول جوهانسون “لقد كافح مستشفى في المملكة المتحدة بجلب المرضى من الوحدة الجراحية إلى وحدة العناية المركزة، وبدلاً من النظر إلى كيفية قيام المستشفيات الأخرى بذلك، استمدوا الإلهام من طاقم السباق، حيث نجحوا بتخفيض معدل الخطأ لديهم باستخدام نشاط آخر مختلف كليا عن نشاطهم كنقطة انطلاق، ومن المثير للاهتمام فعلاً أن نأخذ فكرة راسخة في مجال معين إلى اتجاه إبداعي جديد”.
- “العائد على الاستثمار” “Return On Investment”
محاولة التنبؤ بعائد الاستثمار (ROI) يمكن أن تكون نشاطًا تجاريًا ذكيًا، ولكن عندما يكون هذا النشاط مرتبطًا بالابتكار، فليست هناك أي طريقة لمعرفة ما سيكون عليه، “بعد تسعة أشهر ، حاول مؤسسو محرك البحث Google بيعه لشركة Yahoo مقابل مليون دولار”، ويقول جوهانسون “قامت شركة ياهو بالتفكير في الأمر ثم قررت أن محرك البحث Google لم يكن يستحق ذلك المبلغ، لم يكن لدى المؤسسين ولا محرك البحث الرائد في ذلك الوقت دليل على عائد استثمار Google، حيث لا يمكنك معرفة عائد الاستثمار إذا كانت الفكرة عمرها خمس دقائق”.
مناقشة العائد على الاستثمار سلاح يوقف الابتكار، يقول جوهانسون “مناقشة عائد الاستثمار لا يشجع على تقديم أفكار جيدة، بل هو في واقع الأمر، يخدم غرضاً عكسياً تماماً، فإذا كنت قلقًا بشأن المال، فهناك عبارة أكثر إثارة وهي: “ما هي التكلفة إذا فشل ما نقوم به، وهل سنكون بخير إذا لم ينجح الأمر؟”
- “عندما كنت أعمل في . . .”
هناك طريقة أخرى لمنع الأفكار وخنقها وهي محاولة استدعاء تجربتك السابقة عند مناقشة شيء جديد، يقول جوهانسون “ربما يقول شخص ما ، عندما عملت في ….. ، حاولنا ذلك ولم ينجح “.
الابتكار يتعلق بأمر مجهول وغير معروف unknown، ومحاولة مقارنة بتجربة سابقة ستضيق حيز النقاش، يقول جوهانسون: “ما تعنيه هذه العبارة هو تأسيس الخبرة، أنا أعرف ما أتحدث عنه لأنني عملت في …. قبل عدة سنوات، ومن المحتمل أن تلك الجهه لم تعد تفعل ذلك الآن، إن أردت تشجيع الابتكار، عليك إزاحة التجارب القديمة عن طريقك، حتى لا تتعثر بها”.
المصدر: www.fastcompany.com