[ دورة حياة التبغ ملوِّثة ومتلفه للغاية ]
ما يقدر بـ 90 ٪ من أنواع سرطان الرئة سببها تدخين التبغ، ويقتل سبعة ملايين شخص سنوياً، ويعجل بالشيخوخة، ويدمر القلب والأوعية الدموية، ويؤدي إلى الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن. والتدخين لا يعيث فسادا في جسم الإنسان فحسب؛ بل يعيث فسادا في البيئة إزالة الغابات والتلوث ونفايات تدخين التبغ. [1] [2]
أصدرت منظمة الصحة العالمية (WHO) دراسة تناولت بالتفصيل التكاليف البيئية للتبغ، والذي أدى إلى زيادة تكاليف الرعاية الصحية وفقدان الإنتاجية بمقدار 1.4 تريليون دولار، حيث تناول التقرير الضرر البيئي المباشر الذي يسببه استهلاك التبغ، وكذلك “الآثار المترتبة على ما بعد الاستهلاك، والآثار الصحية التي تستمر لفترة طويلة بعد تدخين التبغ”.[3] وقالت الدكتورة مارغريت تشان، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية : “التبغ يهددنا جميعًا، فهو يؤدي إلى تفاقم الفقر، ويقلل من الإنتاجية الاقتصادية ، ويساهم في ضعف خيارات الأغذية المنزلية، ويلوث الهواء داخل البيوت”[4].
بعض النقاط لما جاء في التقرير:
- يتسبب دخان التبغ في آلاف الأطنان من المواد المسرطنة للبشرية، والمواد والغازات السامة.
- هناك أكثر من 7000 مادة كيميائية في نفايات التبغ تحتوي على خليط قاتل من عشرات المواد المسرطنة – 70 منها تسبب السرطان – والمعادن والغازات السامة التي تلوث البيئة، وفيما يلي بعضها :
- مواد كيميائية مسرطنة مثل (كلوريد الفينيل، البولونيوم210، بنزين، الفورمالدهيد).
- معادن سامة مثل (الكاديوم، الرصاص، الزرنيخ، الكروم).
- غازات سامة مثل ( الأمونيا، سيانيد الهيدروجين ، أول أكسيد الكربون، تولوين، البوتان).
- تمثل أعقاب السجائر وغيرها من نفايات التبغ كمية كبيرة من النفايات، وفقاً لدراسة أجريت عام 2014 ، حيث تشكل نفايات التبغ أكثر من ثلث النفايات التي جمعت أثناء عمليات التنظيف في المناطق الساحلية، بالإضافة إلى ذلك ، فإن ما يقرب من ثلثي كمية السجائر التي يتم شراؤها كل يوم يتم قذفها في الشوارع وعلى العشب وفي الماء، وهناك قلة قليلة من الناس “يرمون أعقاب سجائرهم” في وعاء النفايات.[5]
إن معالجة أوراق التبغ تتطلب حرق كميات هائلة من الخشب، مما يساهم في إزالة الغابات، كما يستخدم كبار مزارعي التبغ الفحم في عملياتهم الإنتاجية، وهو ما يتسبب في إطلاق غاز ثاني أكسيد الكربون، وهو غاز الدفيئة الرئيسي المتورط في ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي.[6]
انتاج التبغ يقتل من الأشجار مساحة ما يقارب 337 الف ملعب كرة قدم سنوياً، وكأن هذا كله غير كافٍ لإثارة الاشمئزاز، فإن الكوكب مليء بملايين الكيلوغرامات من أعقاب السجائر غير القابلة للتحلل البيولوجي .
وإذا وضعنا التلوث جانباً ، فإن التبغ يشكل إهداراً واستنزافاً لموارد العالم، بما في ذلك الطاقة والمياه، ويتطلب استخدام كميات كبيرة من المواد الكيميائية الضارة.[7]
يشير التقرير التالي إلى: ” دورة حياة التبغ من بداتها إلى النهاية، التي تعد عملية تلويث تلحق أضراراً جسيمة بالبيئة”.[8] هناك كميات هائلة من المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب، والكائنات المعدلة وراثيا، ومبيدات الفطريات، ومواد التبخير تستخدم في زراعة نباتات التبغ، وكثير من هذه المنتجات ضارة جدًا بالصحة والبيئة وهي مواد حظرت في بعض البلدان.
منظمة الصحة العالمية تدعو حكومات العالم إلى العمل من أجل السيطرة على تلوث التبغ من خلال اتخاذ تدابير مثل حظر تسويق التبغ والإعلان والترويج لتغليف المنتجات العادية وجعل جميع الأماكن العامة وأماكن العمل خالية من التدخين.[9]
كما يطالب خبراء الصحة في العالم الحكومات بفرض ضرائب على التبغ، وهذه واحدة من أقل طرق مكافحة التبغ استخداماً، ولكن رفع الضرائب على التبغ وأسعاره يعد أمراً رائعاً بشكل ملحوظ، كما ذكر الدكتور أوليغ شيستنوف Oleg Chestnov، المدير العام المساعد لمنظمة الصحة العالمية للأمراض غير المعدية والصحة العقلية.
في الوقت الحالي ، تحصل الحكومات على حوالي 270 مليار دولار من عائدات الضرائب السنوية على التبغ، لكن منظمة الصحة العالمية تقول إن هذه الضرائب يمكن زيادتها بأكثر من 50٪ لجلب 141 مليار دولار إضافية من الإيرادات الضريبية عن طريق زيادة الضرائب على كل علبة سجائر بمقدار 0.80 دولار.
كما ترغب منظمة الصحة العالمية في جعل شركات التبغ ملزمة بتقديم معلومات عن مقدار الضرر البيئي الذي تسهم به عملياتها، في الوقت الحالي، حيث تقدم بعض الشركات الكبيرة تقارير عن استخدامها للموارد البيئية وموارد النفايات ، ولكن “البيانات محدودة ومبهمة”.[10]
ويقول معدي التقرير : “يجب مطالبة جميع المنتجين بالتعويض عن الأضرار البيئية الناجمة عن إزالة الغابات، واستخدام المياه ، والنفايات ، وما إلى ذلك من خلال دفع التعويضات من أجل الحد من الضرر البيئي طويل الأجل الذي تسببه أعمالهم في صناعة التبغ”.[11] و “من خلال اتخاذ تدابير صارمة لمكافحة التبغ ، يمكن للحكومات حماية مستقبل بلدانها من خلال حماية مستخدمي التبغ وغير المستخدمين من هذه المنتجات القاتلة، وتوليد الإيرادات لتمويل الخدمات الصحية والاجتماعية الأخرى، وإنقاذ بيئاتها من عوامل التلف التي تسببها منتجات التبغ.”[12]
كاتبة المقال : جولي فيدلر وهي كاتبة مستقلة ، ومدونة قانونية.
المصدر : www.naturalsociety.com