عملية التحول الحضري غير المسبوق التي يشهدها كوكبنا أحدثت تغيرا في الطريقة التي نعيش بها :
- لأول مرة في التاريخ ، تصبح أعداد السكان الذين يعيشون في المدن أكثر من الذين يقطنون المناطق الريفية.
- تسعين في المائة من هذا التوسع الحضري يتم في البلدان النامية ، ويحدث جزء كبير من هذا التوسع في مناطق تحيط بها الأخطار الطبيعية ، وضفاف الأنهار وشواطئ البحار ، وفي التجمعات السكانية غير الرسمية وغير المخططة.
- التوسع الحضري الذي يفتقر إلى الإدارة الجيدة يمكن أن يتسبب في تفاقم المشكلات والتحديات القائمة ويجعل المدن أكثر هشاشة واضعف حالاً عند مواجهة الكوارث الطبيعية.
فكلما زاد تكدس السكان وازدحام المباني، كلما أصبح تأثير الكوارث الطبيعية والتغيرات المناخية أشد فتكاً بالأرواح البشرية وأكثر تدميراً للمنشآت ووسائل المعيشة الاقتصادية.
وأما الشرائح السكانية الأكثر فقراً فهي ضعيفة بشكل خاص، لأنها تميل إلى العيش في أحياء وتجمعات سكانية أكثر خطورة وتفتقر إلى شبكات الأمان الضرورية لمواجهة الصدمات الاقتصادية أو البيئية ومعالجة آثارها.
وعليه فإن إعداد المدن لمواجهة مخاطر الكوارث الطبيعية والتغيرات المناخية، وتعزيز مرونة المناطق الحضرية أمر أساسي لضمان التنمية المستدامة والحد من الفقر.
يأتي برنامج مرونة المدن City Resilience Program التابع لمجموعة البنك الدولي (CRP) ضمن الجهود المبذولة لمساعدة سلطات المدن أو البلديات على بناء قدر أكبر من المرونة لمواجهة مخاطر التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية.
بالنسبة للعديد من المدن في جميع أنحاء العالم ، فإن تعزيز المرونة والقدرة على التكيف في المناطق الحضرية يعتبر من البرامج التي تكلف مليارات الدولارات، وتتطلب شراكات قوية ومصادر جديدة لرأس المال، وفي بعض الأحيان، تُحجم المدن عن متابعة الاستثمارات الضرورية لأنها تفتقر إلى الخبرة الفنية و/أو الوصول إلى رأس المال اللازم لتمويل هذه البرامج.
ويسعى برنامج مرونة المدن لسد هذه الفجوة من خلال المعالجات التالية:
- الاستفادة من مجموعة واسعة من الخبرات القطاعية في تصميم مشاريع المرونة الحضرية
- توفير التمويل اللازم للمدن لتنفيذ برامجها
ويهدف برنامج مرونة المدن إلى تحفيز انسياب شفاف من الاستثمارات التي تتم دراستها والإعداد لها بشكل جيد وتكون قابلة للتمويل من أجل تعزيز المرونة في المناطق الحضرية، وتحسين إمكانية وصول المستثمرين من القطاع الخاص والمؤسسات إلى أسواق جديدة.
ويقوم برنامج مرونة المدن التابع لمجموعة البنك الدولي بتذليل العقبات أمام الاستثمارات الاستراتيجية التي تعالج نقاط الضعف والمخاطر التي تواجهها المدن بطريقة شاملة.
- تصميم مشروع أفضل Designing a Better Project
يسعى برنامج مرونة المدن لتعزيز نهج متعدد القطاعات لتعزيز مرونة المدن، وقدرتها على التكيف وتعزيز التخطيط الحضري. ومن خلال عمل البرنامج بشكل وثيق مع المدن، يمكن تحقيق فهم أفضل لملفات مخاطر الكوارث ويساعد على تطوير القدرات وتقديم المساعدة الفنية في التخطيط الحضري وتطوير البنية التحتية وتخطيط الاستثمار الرأسمالي وكذلك تطوير المشاريع.
ويستمد برنامج مرونة المدن أفضل الممارسات والابتكارات في تصميم المشاريع وتنفيذها من مجموعة واسعة من الخبرات ويقوم بدمجها في مشاريع المدن.
والهدف من ذلك هو تصور المزيد من التدخلات الطموحة والابتعاد عن البرامج التقليدية الخاصة بالقطاعات نحو البرامج التي تعمل على تحسين مرونة المدن وتعزيز القدرة على التكيف بشكل شامل، ويضم ذلك استثمارات في البنية التحتية ، والحلول الجغرافية المكانية ، وأنظمة الاستعداد للطوارئ والاستجابة لها، إلخ.
الشكل 1: إنشاء المرونة الحضرية
- تمويل مشروع أكبر Financing a Bigger Project
تفتقر العديد من المدن إلى القدرة على تعظيم خيارات التمويل واستغلال الفرص الاستثمارية، وتحتاج البلديات وسلطات المدن إلى المساعدة في هيكلة الاستثمارات وزيادة رأس المال اللازم لتحقيق برامج الاستثمار الطموحة والتحويلية. وبالتالي، يسعى برنامج مرونة المدن إلى ربط البلديات ببنوك التنمية متعددة الأطراف ، والجهات المانحة، والمستثمرين من القطاع الخاص، مع التركيز بشكل خاص على بناء قدرة المدن على زيادة رأس المال من خلال الشراكة بين القطاعين العام والخاص، والامتيازات ، واسترداد الزيادة في قيمة الأراضي.
وفي الوقت نفسه ، يركز برنامج مرونة المدن على زيادة ثقة المستثمرين من خلال استكشاف مجموعة من أدوات التخفيف من المخاطر، مثل الضمانات أو تعزيزات الائتمان لتحسين “قابلية البنوك” للمشاريع.
ونتيجة لذلك ، يساعد برنامج مرونة المدن على تخفيض تكاليف المعاملات من خلال دعم الاستطلاع في السوق، ومساعدة البلديات على بناء القدرات اللازمة للتحرك نحو الاستعداد للاستثمار، وتسهيل التفاوض بين المدن والمستثمرين على فرص معاملات محددة.
الشكل 2: تمويل مشروع أكبر
يتمثل أسلوب برنامج مرونة المدن في إدخال المدن في شراكة طويلة الأمد لتحديد مجالات الاحتياجات والفرص وتحديد الاستجابة القوية لبناء المرونة. والائتلاف الواسع من الخبراء الذي يرافق كل مشاركة على مستوى المدينة يضمن تصميم وتنفيذ استجابة شاملة لاستراتيجية المرونة، كما يدعم خبراء رأس المال الخاص بالمدن لتطوير انسياب الاستثمارات اللازمة لبناء المرونة وتوسيع خيارات التمويل المتاحة.
وبهذه الطريقة يسهم برنامج مرونة المدن في توليد الاستثمارات اللازمة في مرونة المدن في المناطق الحضرية “الأكبر حجماً والأفضل حالاً” من خلال تعزيز التصميم الفني وقابلية تنفيذ الارتباطات. وتكمن الميزة النسبية لبرنامج مرونة المدن في ثلاث مراحل كما هو موضح أدناه :
الشكل 3: طريقة عمل برنامج مرونة المدن التابع لمجموعة البنك الدولي CRP
المرحلة الأولى : مرحلة التحديد
دعم المرونة الحضرية Urban Resilience Support :
- إجراء تقييمات أولية لتحديد مجموعة الاستثمارات اللازمة لتعزيز المرونة الحضرية (“تشخيص المدن”)
- ورشة تخطيط الاستثمار التي تسهل صياغة قائمة من الاستثمارات ذات الأولوية في البنية التحتية ومقترحات المشروعات التي يمكن تمويلها
تعبئة رأس المال Capital Mobilization:
- إجراء مجموعة من التشخيصات لتقييم البيئة الممكِّنة للمدينة لرصد رأس المال الخاص من خلال القروض، والشراكة بين القطاعين العام والخاص واسترداد الزيادة في قيمة الأراضي (“تقييمات رأس المال السريع” و “تقييم الجدارة الائتمانية للمدينة”).
- مؤتمر الحلول المالية لاستكشاف الفرص الاستثمارية الملموسة والتحرك نحو إشراك رأس المال الخاص في خطط الاستثمار
المرحلة الثانية – مرحلة التحضير
دعم المرونة الحضرية : التحضير والدعم الفني لإعداد مشروع المرونة الحضرية
حشد رأس المال : تخطيط الاستثمار ووضع قائمة بمعاملات رأس المال الخاصة المحتملة
المرحلة الثالثة – مرحلة التنفيذ
دعم المرونة الحضرية: الدعم الفني والتشغيلي لتنفيذ المشروع
حشد رأس المال : هيكلة وتنفيذ صفقات رأس المال الخاص
للمزيد عن برنامج مرونة المدن ، انقر هنا (En).