الوزارات هي فكرة في الأصل تنظيمية، وليست خدمية تنفيذية.
والوزارة اصطلاحا عبارة عن ذراع حكومي مسؤول ومختص بتسيير إحدى القطاعات وإدارتها بشكل يتماشى مع سياسات الحكومة. اما لغة : فقد اشتقت من كلمة وَزَرَ “أي المساعدة والمساندة ” وقديما كان العرب يسمون الوزارة ديوان.
اذا نظرنا الى طبيعة الاعمال التي يقوم بها موظفي الوزارات الحكوميين في القطاعات الخدمية تجدها هي أعمال تتطلب مرونة كبيرة في الأنظمة والتشريعات التي يعمل بموجبها الموظف، وكذلك مهارات حقيقة متعلقة بهذه المجالات .
وعندما ندقق في طبيعة وخلفيات موظفي الوزارات الحكوميين نجد أن بعضهم طارئين من حيث التخصص، واما المتخصص منهم فإن المنظومة التي يعمل بها الموظف لا تساعده على تأدية عمله بالشكل الصحيح او كما ينبغي ان تكون عليه بسبب التقييد و البيروقراطية وضعف الممارسة المطلوبة ونجد ان البيئات الحكومية ليست في الغالب حاضنات جيدة لأفضل الممارسات _حتى الآن_ بعكس المؤسسات والشركات الحكومية التي تفوقت على منظومة الوزارات في الخروج من عباءة التقييد والقوانين المعيقة للإبداع والانجاز.
لذلك فإننا بحاجة الى إعادة دور الوزارات الى موقعها الطبيعي في جانب التنظيم والتوجيه فقط ، والتوجه الى المشاريع المشتركة بين القطاعين (شراكة) ، وتخلي القطاع العام للقطاع الخاص عن أدوار كثيرة ؛ من تصميم ، وتنفيذ ، وتشغيل وصيانة ، وتمويل.
والله تعالى أعلم