A PIVOTAL MOMENT FOR THE SUPPLY CHAIN
تسريع وتيرة التحول في سلاسل الامداد مما يستفاد من أزمة كورونا كوفيد_19
تسبب فيروس كورونا COVID_19 خلال أسابيع قليلة من خلق مناخ مالي وتشغيلي جديد سيترك تأثيرًا دائمًا على العمليات التجارية، والأمر في جوهره يتعلق بالبشر: حيث أن مشاعر القلق والخوف وإجراءات العزل والتباعد الاجتماعي المصاحبة لهذه الأزمة تركت آثارها على سلوك المتعاملين وتصور وأنماط الشراء بطرق غير متوقعة، بل وغريبة في بعض الأحيان.
ونسبة لأن سلسلة الامداد تعتبر شريان الحياة لعمليات أي مؤسسة، فقد دفعتها قدراتها الأساسية – من الموارد والتقنيات والعمليات والشراكات – للعمل بأقصى حد لها نتيجة لهذا الوباء، ولإدارة هذه العوامل بنجاح وبناء سلاسل الأمداد والتوريد تظهر بمظهر أقوى بعد الوباء، ويجب على القادة الأذكياء رصد وتطبيق البيانات والإحصاءات الهائلة التي جمعت جمعها خلال هذه الفترة غير المسبوقة في تاريخ البشرية.
إن فيروس كورونا سيتسبب دون شك في إحداث تحول، ليس فقط في الطريقة التي تفكر بها الشركات في سلاسل الامداد والتوريد الخاصة بها، بل سيجبرها أيضًا على التكيف مع الأوضاع الجديدة استجابة للطريقة التي يتفاعل بها الناس الآن مع تجار التجزئة ومتاجر المواد التموينية والمطاعم ومقدمي الرعاية الصحية، إلى جانب الصناعات الأخرى؛ فعلى سبيل المثال، لم تعد الخدمات الصحية الافتراضية أو طلب المواد التموينية عبر الإنترنت أو توصيلها “من الأمور المستحسنة” بل أصبحت وفي غضون بضعة أيام، من الضروريات التي لا غنى عنها بالنسبة للناس ومن الأمور المتوقع الوفاء بها في الحد الأدنى، حيث أن الوضع الذي نعيشه هذه الأيام، يشبه بطريقة أو بأخرى فيضاناً مدته 500 عام، ومثل هذا الحدث التاريخي، يقوم قادة المجتمع المحلي والمؤسسات والشركات المتأثرة بتعديل القوانين والممارسات بناءً على تقييم الأضرار. وبمجرد أن تهدأ الآثار المباشرة لفيروس كورونا، يجب على قادة سلسلة التوريد إجراء عملية استرجاعية لبناءً على الدروس المستفادة، ليس فقط “اختبار الإجهاد stress test” التشغيلي ، ولكن أيضًا التغييرات المصاحبة لسلوك المتعاملين. ويستدعي هذا الأمر بأثر رجعي اتباع أسلوب منظم يركز على المناطق الأكثر تأثراً بالوباء.
و هناك ثلاثة عناصر من سلسلة الامداد والتوريد ستكون الأكثر تضرراً من غيرها، وهي:
- إدارة الموردين والبائعين Sourcing and vendor management
- تخطيط المخزون Inventory planning
- التوزيع والتسليم Distribution and delivery
هذه العناصر في سلسلة الامداد والتوريد تعتبر من أفضل الإمكانيات التي يمكن أن تسهم في تحقيق التحسن الملموس، ومن هذا المنظور ، نستكشف كيف يمكن لقادة سلسلة الامداد – لا سيما أولئك الذين يواجهون طلبًا كبيرًا ومتغيرًا للغاية نتيجة لهذا الوباء – التركيز على هذه المناطق لتحفيز التحول المستمر في سلسلة الامداد.
وخلال هذا التحليل نعرض الأسئلة الحاسمة التي يجب أن تطرحها للقيام بتحليل استرجاعي retrospective analysis شامل يمكن أن يساعد في وضع خطط التحسين موضع التنفيذ.
إدارة الموردين والبائعين | إعادة تأسيس المقارنة المرجعية لأداء الشريك
إن ظهور فيروس كورونا يؤكد على الطبيعة الحساسة لسلسلة الامداد ، ويسلط الضوء على مخاطر استمرارية التوريد المرتبطة بتوافر المواد الخام واستقرار شريك التصنيع. وعندما تقوم المؤسسات بدراسة الآثار التي ظهرت في أعقاب فيروس كورونا ، يجب على قادة سلسلة الامداد والتوريد تقييم تكوين محفظة البائعين واستراتيجيات المصادر العالمية.
التدابير الاسترجاعية لمعالجة آثار فيروس كورونا: كيف سيتغير تكوين محفظة الموردين بناءً على أداء واستقرار الشركاء المهمين أثناء أنتشار فيروس كورونا COVID-19؟
درس مستفاد: خلال جائحة فيروس كورونا COVID-19، تمكنت سلسلة متاجر التجزئة H-E-B من الحد من انقطاع التوريدات بإشراك موردين بديلين لزيادة قاعدة الامداد والتوريد التقليدية، حيث تعاقدت سلسلة متاجر H-E-B مع شركة لابات Labatt ، وهي مورد تقليدي للمدارس والمطاعم ، لتزويدها باللحوم الجاهزة وغيرها من المنتجات الغذائية عالية الطلب.
وبمجرد أن تنحسر آثار فيروس كورونا، يجب على المنظمات إعادة تقييم أداء الموردين من الدرجة الأولى والمتوسطة، ولابد لهذا التقييم الشامل أن يأخذ بعين الاعتبار عدة عناصر حاسمة، من بينها استمرارية التوريد والاستقرار المالي والمرونة التشغيلية.
وعلاوة على ذلك، الأحداث غير العادية لفيروس كورونا كشفت لقادة سلسلة الامداد والتوريد “الألوان الحقيقية” لمورديهم من خلال مستوى التعاون والشفافية في مواجهة تقلبات الطلب الهائل وتحديات التدفق النقدي؛ هل أبدى البائعون الاستراتيجيون على المدى الطويل المرونة اللازمة، وأعطوا الأولوية للطلبات المهمة، وظلوا مستقرين ماليًا؟ هل ارتقى بائعي المعاملات المختارين إلى مستوى التحدي وقدموا خدمة استثنائية؟ بالإضافة إلى تقييمات الموردين الفرديين، ننصح مؤسسات ذات الصلة بسلسلة الامداد والتوريد بشدة أن تقوم باستكشاف الفرص لزيادة استبدال البائعين ومرونة تحديد المصادر من خلال التعاون مع فرق تصميم وتطوير المنتجات الأولية، وعليها أيضًا تعزيز التدابير التقليدية لإدارة مخاطر الموردين لتحفيز السلامة المالية للموردين الرئيسيين أثناء الوباء وبعد انحساره على حدٍ سواء، وهي قدرة من شأنها تحسين وضع هؤلاء الموردين في التعامل مع الأزمات المستقبلية، لقد قامت المنظمات الرائدة في سلسلة الامداد والتوريد بالفعل ببناء نماذج الأثر الاقتصادي لفيروس كورونا لتحديد الموردين المعرضين للخطر بناءً على عوامل الاستجابة على المستويات الصناعية والجغرافية والسياسية.
ويمكن للرؤى المستخلصة من تقييمات محفظة الموردين أن تساعد على تأكيد أو تغيير أو تسريع وتيرة تصنيف البائعين ضمن هيكل برنامج إدارة علاقات الموردين – ثم في نهاية المطاف، تمكين المؤسسات من إحداث التحول اللازم في العلاقات مع الموردين لتحسين القيمة على المدى الطويل.
معظم مؤسسات سلسلة الامداد والتوريد يمكنها تتبع مصدر المنتجات، ولكن ما مدى وضوحها في سلسلة التوريد للمواد الخام (المستويين الثاني والثالث)؟ فعلى سبيل المثال، هل تفهم مؤسسات سلسلة الامداد والتوريد للمواد التموينية والسلع الاستهلاكية مخاطر استمرارية التوريد المرتبطة بمركبات (Cocamidopropyl Hydroxysultaine) ، المكون الرئيسي في معظم منتجات صابون غسل الأيدي؟
إن وضوح الرؤية لموردي المواد الخام في المراحل النهائية يعد أمرًا بالغ الأهمية لفهم التأثيرات التي يمكن أن تسببها أي أزمة أو كارثة طبيعية على سلسلة الامداد والتوريد في الشركة، ومن الأفضل للمؤسسات والشركات أن تقوم بممارسات تخطيط عميقة ليس فقط لتحديد مصادر المنتجات الأساسية، ولكن أيضًا لفهم المخاطر التي تهدد استمرارية العرض للمكونات الحيوية لتجنب سيناريو “نقطة الانهيار الحاسمة” “single point of failure” scenario. وبعيدًا عن المواد الخام ، يعد تحسين الصورة إلى أقصى قدرة إنتاجية للسلع الجاهزة خطوة حاسمة أخرى لسلاسل الامداد التي تواجه طلبًا غير متوقع على المنتجات الأساسية، وللمضي قدمًا ، ستحدد المؤسسات الرائدة في سلسلة الامداد والتوريد خطوط الإنتاج التي قد تشهد ارتفاعاً كبيراً في الطلب في ظروف الوباء أو الأزمات وتخفيف مخاطر الطاقة الإنتاجية داخل قاعدة البائعين الحالية، ومن خلال تطبيق هذه الدروس المستفادة ، يمكن لقادة سلسلة التوريد الاستعداد بشكل أفضل لتنويع قواعد التوريد وتحديد موردي السلع النهائية البديلة في المستقبل.
وبالرغم من أن إدارة الموردين والبائعين هي من الأنشطة النهائية، إلا أن الأنشطة التشغيلية التي قد لا يشهدها العميل أبدًا بشكل مباشر، يكون تأثير القوى العاملة فيها عميق جدا. ومن خلال تحدي النماذج التقليدية لإدارة المخاطر في استمرارية الامداد والتوريد ، يمكن لقادة سلسلة التوريد أن يضمنوا توفر المنتجات عندما يكون الزبائن في أمس الحاجة إليها.
تخطيط المخزون | التنقل في سلوك الزبائن غير المسبوق
إن حالة الخوف والشحن العاطفي الذي يحيط بفيروس كورونا COVID-19 يؤدي إلى (أنماط شرائية مذعورة) أو السلوك الشرائي المبني على الخوف. وبالرغم من التقدم الكبير الذي تحقق في تخطيط المخزون خلال العقد الماضي، إلا أن مخزون العناصر الحيوية تم استنفاده في غضون أيام قليلة. وبينما الطلب الناتج عن فيروس كورونا COVID-19 يمكن شطبه على أنه “حالة متطرفة” من وجهة النظر الإحصائية ، فإن مؤسسات سلسلة التوريد لديها الفرصة لإعادة فحص قرارات المبادلة القائمة على الوضع الراهن والتي تم وضعها على أساس استراتيجيات تخطيط المخزون “في الوقت المناسب”.
التدابير الاسترجاعية لمعالجة آثار فيروس كورونا : كيف تؤثر المخاطر المتزايدة والتكلفة المترتبة على نفاد المخزون من بعض المنتجات الضرورية لفترات طويلة على مستويات الأمان في سلسلة التوريد؟
درس مستفاد : الأنماط الشرائية المسعورة أثناء جائحة فيروس كورونا لمنتجات التعقيم وورق الحمامات أدت إلى نفاد المخزون لفترات طويلة وتسببت في إحباط الزبائن، ولعل متاجر التجزئة أن تعيد النظر في وقت لاحق من عام 2020 في زيادة مستويات مخزون الأمان بشكل كبير لهذه المنتجات استعدادًا لارتفاعات الطلب المستقبلية المرتبطة بموسم الإنفلونزا.
أضف فيروس كورونا إلى قائمة الأحداث التي تغذي النقاش الذي لا ينتهي حول “مخزون الأمان الأمثل”. وبالرغم من أن حساب مخزون الأمان وتوافر المنتجات يعد حسابًا مباشرًا ، إلا أن منهج تخطيط المخزون التقليدي يفشل في التفكير في الآثار الواسعة لنفاد المخزون على ولاء الزبائن وصورة العلامة التجارية، وبعد انقشاع سحابة فيروس كورونا، سيحتاج المسؤولون التنفيذيون لسلاسل الامداد إلى شراكة مع قادة من ذوي الوظائف المتعددة لتحديد عتبة المخاطر على المدى القريب والبعيد بدقة لنفاد مخزون السلع الأساسية.
وكجزء من هذه المناقشات، يتمثل دور قائد سلسلة الامداد في توفير الوضوح حول مقدار زيادة رأس المال العامل ونفقات التشغيل المرتبطة بمستويات مختلفة من زيادة مخزون الأمان، في حين أن المبادلة الدقيقة ستكون مختلفة لكل منظمة ، فإن عملية فحص تأثيرات فيروس كورونا على استراتيجية مخزون السلامة ستكون ضرورية للجميع للنظر فيها.
التدابير الاسترجاعية لمعالجة آثار فيروس كوروناCOVID-19: كيف ستؤثر البيانات الأخيرة لطلب الزبائن على تعديلات تشكيلة المنتجات المستقبلية؟
لقد تسببت جائحة فيروس كورونا في خلق طلب استثنائي بالنسبة لفئات مختارة من المنتجات التي لها بدائل مريحة للزبائن، وبالرغم من بيئة الطلب الفريدة هذه، بقيت أنواع مختلفة من المنتجات في المخزون (فكر في علامتين من المياه المعبأة التي بقيت في المخزون باستمرار بينما كانت أرفف متاجر البقالة المحيطة خالية). في الوقت نفسه ، شهدت خطوط المنتجات الأخرى انخفاضًا كبيرًا في الطلب ، بينما حافظت بعض أنواع المنتجات الأساسية والعلامات التجارية على مستويات جيدة من المبيعات.
ومن خلال التعلم من عدم القدرة على التنبؤ بسلوك الزبائن في هذه السيناريوهات المتطرفة ، يمكن لمديري المنتجات والتجار الاستفادة من بيانات الطلب لتقييم جدوى المنتجات والعلامات التجارية في التشكيلة من الآن فصاعدًا.
التدابير الاسترجاعية لمعالجة آثار فيروس كورونا : هل ساعدت إمكانات رؤية المخزون في الحركة السريعة للمخزون عبر سلسلة الامداد والتوريد أم حدت منها؟
درس المستفاد: مياه الشرب المعبأة شهدت مستويات طلب غير مسبوقة خلال انتشار فيروس كورونا، حيث كانت بعض متاجر المواد التموينية تعاني من وقت لآخر من نفاد المخزون من بعض العلامات التجارية الأساسية لهذه المياه، وإن دراسة مستويات الطلب على العلامات التجارية للمياه المعبأة أثناء نفاد مخزون العلامات التجارية الأساسية يمكن أن يقدم فكرة جيدة عن قرارات الزبائن لاستبدال العلامات التجارية.
إن المبدأ المألوف المتمثل في وجود المخزون المناسب في المكان المناسب يصبح في الوقت المناسب عرضًا معقدًا للغاية أثناء الوباء، حتى إذا كان هناك مخزون كافٍ لمنتج معين عبر سلسلة الامداد والتوريد بأكملها ، فإن مهمة تخصيص المخزون عبر مناطق جغرافية وقنوات مبيعات مختلفة يمكن أن تكون شاقة، لقد سلط فيروس كورونا الضوء على التحديات المرتبطة بإعادة تخصيص وإعادة توجيه المخزون عبر سلاسل الامداد والتوريد للمنتجات المطلوبة.
وفي كثير من الأحيان ، نفد مخزون العناصر الرئيسية في مناطق جغرافية مختارة بينما ظلت نفس العناصر متوفرة في مناطق أخرى، كما أن الاستجابات الحماسية (والعامة) الناتجة من الزبائن، والتي يتم تضخيمها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تسلط الضوء على حقيقة مهمة، وهي أنه: لم يكن من الأهمية بمكان أن تقوم مؤسسات التوريد ببناء القدرة على إعادة تخصيص المخزون عبر المناطق الجغرافية والقنوات المختلفة “بسرعة” بناءً على مستويات التذبذب في طلب الزبائن.
إن العائق الأساسي لإعادة تخصيص المخزون السريع غالبًا ما يكون الافتقار إلى الرؤية الدقيقة والواقعية لتحديد موقع المخزون في جميع النقاط في سلسلة الامداد والتوريد (بما في ذلك تلك التي في وسائط النقل)، وفي ظل ظروف العمل العادية ، العديد من مؤسسات سلسلة التوريد تعتبر هذا المستوى من رؤية المخزون “أمراً جيداً”. ومع ذلك ، أثناء الجائحة أو الأزمات الأخرى ، تعد رؤية المخزون في الوقت الفعلي أمرًا بالغ الأهمية لتقديم الخدمة للزبائن والحفاظ على الولاء الذي سيحدد مستقبل صورة العلامة التجارية وعلاقات أصحاب المصلحة.
التوزيع والتسليم | تلبية الطلبات المتطورة من أجل عالم رقمي
إن إجراءات التباعد الاجتماعي التي طبقت للحد من انتشار فيروس كورونا، ساهمت بالتعجيل في تبني تفاعل القنوات الرقمية بين المستهلكين، فبينما انخفضت عمليات الشراء الشخصية المباشرة نتيجة لظروف التباعد الاجتماعي، تحول عدد هائل من المستهلكين إلى خدمات التوصيل إلى المنزل، وقد أبلغ متجر انستاكارت Instacart ، وهي خدمة ذائعة الصيت لتوصيل المواد التموينية عن زيادة بنسبة 218 بالمائة في تحميل التطبيق الخاص بالخدمة بعد انتشار فيروس كورونا، ومع ذلك ، فإن الزيادة في طلبات التوصيل إلى المنزل وطلبات “الشراء عبر الإنترنت واستلامها من المتجر” سببت ضغطاً على عمليات التنفيذ، حتى نقطة الانهيار في بعض الأحيان؛ ففي يوم 26 مارس ، أعلنت شركة تارجت Target لمتاجر التجزئة أن الشركة توقفت مؤقتًا عن خططها لتسليم المواد التموينية، متذرعة بأن التدريب الذي تلقته القوى العاملة لا يمكِّنها من مواكبة هذه الطلبات، وفي نفس الوقت ، قام موقع أمازون Amazon بتعديل مواعيد التسليم للعديد من العناصر غير الأساسية إلى وقت متأخر في أبريل، حتى بالنسبة للأعضاء الأساسيين الذين اعتادوا على خدمات التوصيل التي لا تتجاوز اليوم أو اليومين.
ومع أن الآثار بعيدة المدى لإجراءات التباعد الاجتماعي على السلوكيات الشرائية للزبائن تتسم بتقلبات عالية هذه الأيام، إلا أن هناك سبب وجيه يدعو إلى الاعتقاد بأن النسبة المئوية للشراء عبر القنوات الرقمية ستعاني من ندوب مستدامة حتى بعد انحسار فيروس كورونا.
ومن مسؤولية المنظمات المعنية بسلاسل الأمداد والتوريد تطوير إمكانات التوزيع والتسليم الخاصة بها لهذا العالم الجديد.
التدابير الاسترجاعية لمعالجة آثار فيروس كورونا: كيف ستتطور البنية التحتية لسلسلة الامداد والتوريد وعمليات التنفيذ بناءً على التغييرات التي طرأت على سلوك الزبائن على المدى الطويل؟
إن التوسع السريع في تبني التجارة الإلكترونية وخدمات التوصيل من جانب البقالين وتجار التجزئة والمطاعم والشركات الأخرى التي تواجه المستهلك كان أمرًا مهمًا، ولكن من المحتمل أن يكون غير مستدام أو باهظ التكلفة في ظل البنية التحتية الحالية لسلاسل الامداد والتوريد، ومع استئناف العمليات العادية في الفترة ما بعد فيروس كورونا، ستحتاج المؤسسات المعنية بسلاسل الامداد إلى إعادة فحص البنية الأساسية لتنفيذ الطلبات على المدى الطويل.
ولعل معظم هذه المؤسسات ستتجه إلى استثمار الموارد لتسريع قدراتها للوفاء بمتطلبات التجارة الإلكترونية التقليدية (على سبيل المثال ، من خلال دمج قدرات الوفاء بالتزامات التجارة الإلكترونية الجديدة في محاور التوزيع الحالية)، ومتوقع أن تقوم مؤسسات سلسلة الامداد والتوريد الرائدة بتجربة استراتيجيات غير تقليدية للوفاء بهذه المتطلبات، مثل فتح مستودعات حضرية لتحقيق التجارة الإلكترونية السريعة بدلاً من فتح متاجر جديدة، وبعبارة أخرى ، سيدرك قادة سلاسل الامداد والتوريد أن زيادة حجم القناة الرقمية يوفر فرصًا لإعادة النظر في عمليات التبادل عبر شبكة التوزيع بين تكاليف الإيجار/العقارات والقوى العاملة والمخزون والشحن.
الدرس المستفاد: أدت الشعبية المتزايدة لخدمات توصيل المطاعم (مثل أوبر Uber Eats ، ودورداش DoorDash) خلال العامين الماضيين إلى تجريب مفاهيم مطبخ المستودعات الحضرية، حيث أقامت المطاعم مطابخ لها في مناطق منخفضة التكلفة لخدمة طلبات التسليم، متجاوزة بذلك الحاجة لإعداد وجبات الطعام في مطابخ عالية الإيجار داخل مراكز التسوق، وتتوقع شركة North Highland الاستشارية أن تتبنى الصناعات الأخرى استراتيجية التنفيذ هذه مع تسارع صفقات التجارة الإلكترونية على المدى القريب.
إعادة سلسلة التوريد إلى الزبون
لقد تسبب فيروس كورونا COVID-19 في تغييرات جذرية في معايير الكيفية التي يعيش بها الناس، ويشترون ، ويتواصلون ، ويتفاعلون – وهي التأثيرات التي من المحتمل أن تشكل توقعات الزبائن بما يتجاوز حدود الأزمة.
وعليه، فإن القرارات التي تتخذها المنظمات بشأن زبائنها والمتعاملين وموظفيها وأصحاب المصلحة الآخرين خلال الأشهر القليلة المقبلة سيكون لها تأثير دائم على الاستراتيجية والعمليات، وبمجرد أن تتغلب المنظمات على العاصفة التي تسبب فيها فيروس كورونا، ستحتاج إلى طرح السؤال الواضح: ما الذي تعلمناه؟ سيطرح قادة سلاسل الامداد والتوريد جملة من الأسئلة للتحقيق في أداء الموردين الأفراد ، واستراتيجية محفظة الموردين ، ونماذج تخطيط المخزون، ووضوح سلسلة التوريد والامداد، والبنية التحتية الرقمية اللازمة للوفاء بالمتطلبات. وللإجابة على هذه الأسئلة بشكل فعال ، يجب على القادة أن يتبوا فهماً معيناً لكيفية تأثر سلوك الشراء وتوقعات خدمة الزبائن بهذا الوباء.
هذه الجائحة التي تشبه الفيضان الذي يمتد إلى 500 عام، تدفع المؤسسات العامة والخاصة لإعادة النظر في خطط البنية التحتية الخاصة بها، ووضع تدابير استرجاعية لمعالجة آثار فيروس كورونا تتسم بمراعاة الأولوية والتنظيم والشمولية، لتكون بمثابة منصة للتحول الهادف طويل المدى في سلاسل الامداد.
المصدر : نورث آيلاند للاستشارات الإدارية