التكيف القائم على النظام البيئي Ecosystem-based Adaptation (EbA)

  • — الخميس أبريل 22, 2021

تعرّف اتفاقية التنوع البيولوجي التكيف القائم على النظام البيئي بأنه «استخدام التنوع الحيوي وخدمات النظم البيئية كجزء من استراتيجية شاملة للتكيف لمساعدة الناس على التكيف مع الآثار الضارة للتغير المناخي». ويشمل التكيف القائم على النظام البيئي Ecosystem-based Adaptation (EbA) يصف مجموعة متنوعة من السبل للتكيف مع التغير المناخي، والتي تنطوي جميعها على إدارة النظم البيئية للحد من تعرض المجتمعات البشرية لتأثيرات التغير المناخي، مثل الأضرار الناجمة عن العواصف والفيضانات على الأصول المادية، والتآكل الساحلي، وتملّح موارد المياه العذبة، وفقدان الإنتاجية الزراعية، ويكمن التكيف القائم على النظام البيئي في التقاطع بين التكيف مع التغير المناخي، والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، والحفاظ على التنوع البيولوجي.

ويشمل التكيف القائم على النظام البيئي، الحفاظ على النظم البيئية وإدارتها المستدامة واستعادتها، والتي تشمل الغابات أو المراعي أو الأراضي الرطبة أو أشجار المانجروف أو الشعاب المرجانية، للحد من الآثار الضارة للمخاطر المناخية، بما في ذلك أنماط التحول ومستويات هطول الأمطار والتغيرات في درجات الحرارة القصوى والدنيا والعواصف القوية والظروف المناخية المتغيرة بشكل متزايد.

ويمكن أن تُنفّذ نُهج التكيف القائم على النظام البيئي طبيعياً أو بالتشارك مع الطرق الهندسية (مثل بناء خزانات المياه أو السدود)، والتدابير الهجينة (مثل الشعاب الاصطناعية) والنهج التي تعزز قدرات الأفراد والمؤسسات على معالجة المخاطر المناخية (مثل إدخال أنظمة الإنذار المبكر).

ويندرج التكيف القائم على النظام البيئي ضمن المفهوم الأوسع للحلول القائمة على الطبيعة، ويكمّل العناصر المشتركة ويشترك معها في مجموعة واسعة من الطرق الأخرى لبناء مرونة النظم الاجتماعية البيئية، وتشمل التكيف القائم على المجتمع، والحد من مخاطر الكوارث القائم على النظام البيئي، والزراعة الذكية مناخيًا، والبنية التحتية الخضراء، وغالبًا ما تركز على استخدام العمليات التشاركية والشاملة وإشراك المجتمع/ أصحاب المصلحة.

لقد صيغ مصطلح التكيف القائم على النظام البيئي في عام 2008 من قبل الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN) والمؤسسات الأعضاء في مؤتمر الأمم المتحدة لاتفاقية التغير المناخي في عام 2008، وعُرّف التكيف القائم على النظام البيئي رسميًا في مؤتمر الأمم المتحدة بشأن التنوع البيولوجي في عام 2009، ورُوّج لمفهوم التكيف القائم على النظام البيئي في المحافل الدولية، بما في ذلك عمليات اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي (UNFCCC) واتفاقية التنوع البيولوجي (CBD، وتشير بعض البلدان بشكل صريح إلى التكيف القائم على النظام البيئي في استراتيجياتها للتكيف مع التغير المناخي ومساهماتها المحددة وطنيًا (NDCs) بموجب اتفاق باريس للمناخ.

ويشير المؤيدون- من خلال نشر التكيف القائم على النظام البيئي- إلى تقديم فوائد أخرى للناس والطبيعة بنفس الوقت، تشمل تحسين صحة الإنسان، والتنمية الاقتصادية الاجتماعية، والأمن الغذائي والأمن المائي، والحد من مخاطر الكوارث، وعزل الكربون، وحفظ التنوع الحيوي، كما يمكن- على سبيل المثال- أن تسهم استعادة النظم البيئية مثل الغابات والأراضي الرطبة الساحلية في الأمن الغذائي وتعزيز سبل العيش، من خلال جمع المنتجات الحرجية غير الخشبية، والحفاظ على وظائف مستجمعات الأمطار، وعزل الكربون للتخفيف من الاحتباس الحراري، ويمكن لاستعادة النظم البيئية لغابات المانجروف أن تساعد في زيادة الأمن الغذائي والأمن المعيشي من خلال دعم مصائد الأسماك، وتقليل مخاطر الكوارث عن طريق تقليل ارتفاع الموجة وقوتها أثناء الأعاصير والعواصف.

إن التعاون من أجل خلق فهم أكبر لإمكانيات التكيف القائم على النظام البيئي راسخ بين الباحثين والمناصرين والممارسين من مجموعات الحفاظ على الطبيعة والتنمية المستدامة، على الرغم من العوائق التي تحول دون تعميم التكيف القائم على النظام البيئي على نطاق واسع، من قبل أصحاب المصلحة في القطاعين العام والخاص وكذلك صنّاع القرار، إلا انه يُنظر إلى التكيف القائم على النظام البيئي على نحو متزايد على أنه وسيلة فعالة لمواجهة التحديات المرتبطة بالتغير المناخي والفقر في البلدان الأقل نمو والبلدان النامية، حيث إذ يعتمد الكثير من الناس على الموارد الطبيعية في حياتهم وسبل معيشتهم.

لقد أقرت العديد من منتديات السياسة الدولية بالأدوار المتعددة التي تلعبها النظم البيئية في تقديم الخدمات والتصدي للتحديات العالمية، بما في ذلك تلك المتعلقة بالتغير المناخي، والكوارث الطبيعية، والتنمية المستدامة، وحفظ التنوع البيولوجي، وتعترف اتفاقية باريس بشكل صريح بدور الطبيعة في مساعدة الناس والمجتمعات على معالجة التغير المناخي، وتدعو جميع الأطراف إلى الاعتراف «بأهمية ضمان سلامة جميع النظم البيئية، بما في ذلك المحيطات، وحماية التنوع البيولوجي، التي تعترف بها بعض الثقافات كأمنا الأرض».

واليك نسخة (مترجمة) لدليل إرشادي لكيفية استخدام مقياس الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة العالمي (IUCN) ؛ وهو إطار منهجي سهل الاستخدام للتأكد من، وتصميم، وتعميم الحلول المعتمدة على الطبيعة ، للتحميل .. اضغط هنا