ذكرت في المقال السابق «كيف ننمي الفقير والمحتاج» أن النبي صلى الله عليه وسلم، قام بمساعدة الرجل الأنصاري ووفر له الأدوات اللازمة للإنتاج والانخراط في العمل حتى لا يصبح عالة على المجتمع عن طريق التسول والبطالة، بمعنى آخر وضع صلى الله عليه وسلم حلول ناجعة، ومناسبة وبديلة لازمة عطالة قائمة.
وهناك تجربة للمجلس الإسلامي في سنغافورة لإدارة اموال الزكاة في سنغافورة وهي دولة صغيرة يشكل المسلمون فيها حوالي 15% من إجمالي عدد السكان، فقد وضعوا نظام «ادارة الزكاة» يهدف إلى تحويل المستحقين للزكاة إلى من تجب عليهم الزكاة؛ حيث يقومون بعمل دراسة للأسر المستحقة للزكاة ثم يبدؤون بصرف رواتب شهرية لهم، ودفع رسوم الدراسة لأطفال تلك الأسر، بالإضافة إلى تأهيل وتدريب الوالدين على نشاط تجاري معين لمدة سنتين ومنحهم رأسمال لإنجاح مشروعهم مع تقديم المشورة لهم، وبعد انتهاء العامين تكون الأسر قد خرجت من قائمة المستحقين للزكاة، وتبدأ في تسديد ما صرفه المجلس عليهم، بأقساط لا تتعدى الزكاة المفروضة من الارباح، وتنشر تفاصيل نفقات الزكاة وجميع المصروفات، على موقع المجلس الإلكتروني، وتكون المعلومات متاحه للجميع لمعرفة ماذا تحقق وكيف تحولت بعض الأسر الفقيرة والمحتاجة الى منتجة ومتصدقة!.
ان نجاح هذه التجربة كان اعتمد بالدرجة الاولى على تبني أفكار بناء الإنسان ودعمه ليكون منتجاً كما بينه الحديث الشريف، وبدلاً من التصدق على الأسرة نفسها عاما بعد آخر، دون تحسن في أحوالها، وبالتالي تزيد الأعباء والحاجة إلى مزيد من الصدقات مع ازداد عدد الفقراء والمحتاجين العاطلين في كل عام، فإن الصدفة تقدم على شكل تدريب وتهيئة لأفراد الأسر الفقيرة والمحتاجة لتصبح منتجة ومعتمدة على نفسها!.
اللهم حقق الآمال!