من المعلوم أن الماء يغطي ما يقارب 70 ٪ من سطح الأرض منها المحيطات التي تمثل ما يقارب من 96 ٪ من مياه الكرة الأرضية، والباقي 4 ٪ هي المياه العذبة موزعة بشكل رئيسي في البحيرات والأنهار والجداول والآبار!
وتعتبر “البصمة المائية” مؤشر على مدى استخدام المياه (استهلاكها) من قبل السكان، وكمية المياه المستخدمة تعادل حجم المياه المستهلكة أو الملوثة في وحدة زمنية، وبالتالي يمكن باختصار تعريف البصمة المائية على أنها: كمية المياه المستخدمة (المستهلكة) في إنتاج السلع والخدمات التي يستهلكها الأفراد والمجتمعات والمزارع والمصانع والشركات وغيرها.
والبصمة المائية، إلى جانب “البصمة الكربونية” و “بصمة الأرض”، مؤشرات على “البصمة البيئية”، وترتبط أيضًا بالتجارة المائية الافتراضية، وهناك شبكة لتعزيز فكرة البصمة المائية (Water Footprint Network )؛ عبارة عن منصة لتبادل المعرفة والابتكارات بين أصحاب المصلحة المعنيين حول زيادة ندرة المياه ومستويات التلوث والعواقب المترتبة على الناس والطبيعة، وتتكون هذه الشبكة من جميع القطاعات بما في ذلك المنظمات غير الحكومية والأوساط الأكاديمية.
تصنيف البصمة المائية
يمكن قياس المياه المستهلكة أو المستخدمة في إنتاج السلع والخدمات بعدة طرق، وتصنف تدابير البصمة المائية على نطاق واسع إلى : البصمة المائية الزرقاء والخضراء والرمادية، وبصمة المياه الفردية، والبصمة المائية الداخلية والخارجية، وفيما يلي وصف لكل منها :
بصمة المياه الزرقاء
هي كمية المياه التي المستخدمة من مصادر المياه السطحية أو الجوفية مثل البحيرات والأنهار ومستودعات (آبار) المياه الجوفية، وهي إما تدمج في منتج أو نقلها من جسم مائي إلى آخر، ويمكن إدراج بصمة المياه الزرقاء في نشاط الزراعة المروية والمياه المنزلية والاستخدام التجاري للمياه.
بصمة المياه الخضراء
هي حجم المياه التي يتم الحصول عليها من الترسيب وخزنت في منطقة جذر التربة وفُقدت من خلال عملية التبخر أو النتوءات النباتية.
بصمة المياه الرمادية
هي كمية المياه اللازمة لتخفيف الملوثات مثل النفايات الصناعية والجريان السطحي في المناطق الحضرية من أجل تلبية معايير الجودة المطلوبة.
بصمة المياه الفردية
هي كمية المياه العذبة المستخدمة بشكل مباشر أو غير مباشر من قبل الفرد؛ فالاستخدام المباشر للمياه هو حجم المياه المستخدمة في المنزل، بينما المياه غير المباشرة هي كمية المياه المستخدمة في إنتاج السلع والخدمات التي يستهلكها الفرد. وتبلغ البصمة الفردية للمياه 1.385 مليون لتر في السنة.
البصمة المائية الداخلية والخارجية
البصمة المائية الداخلية هي حجم المياه المستخدمة من موارد المياه المحلية، البصمة المائية الخارجية فهي حجم المياه المستخدمة في بلد آخر لإنتاج كل السلع والخدمات التي جرى استيرادها واستخدامها من قبل أشخاص من بلد مختلف، وعند حساب البصمة المائية لبلد ما ، من المهم مراعاة التدفق الظاهري الدولي للمياه التي تدخل البلاد وتغادرها.
نخلص إلى.. أن البصمة المائية مؤشر صريح جغرافيًا، لا تعرض فقط كميات المياه المستخدمة والتلوث، بل أيضًا المواقع، فتعطي فكرة عن كيفية تأثير الخيارات والعمليات الاقتصادية على توافر موارد مائية كافية وواقع إيكولوجي في جميع أنحاء العالم (والعكس).