أكبر تحديات ستواجه الأعمال في عام 2023 (وما بعده)؟!

  • — السبت ديسمبر 03, 2022

هناك سبعة تحديات تجارية (متوقعة)؛ تتعلق بالاقتصاد، وسلاسل التوريد، وتوقعات المستهلكين، والتحول الرقمي، والأمن السيبراني ، والاستدامة، وإيجاد المواهب المناسبة للأعمال، يجب على كل المؤسسات والشركات (الخاصة والعامة) أن تستعد لمواجهتها في عام 2023 ( وما بعده ):

أولاً: التضخم والانكماش الاقتصادي
من المرجح أن يستمر الحديث عن ارتفاع معدلات التضخم في عام 2023. ستصاب العديد من الاقتصادات بالركود أو الانكماش، وتحتاج الشركات إلى الاستعداد لهذا الواقع، فقد ذكرت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، “كريستالينا جورجيفا “، أن المنظمة خفضت توقعاتها للنمو العالمي بنسبة 2.9 في المائة في عام 2023. وأشار صندوق النقد الدولي إلى تزايد مخاطر عدم الاستقرار المالي والركود.
يمكن للمؤسسات والشركات أن تواجه التضخم من خلال إيجاد خطة شاملة للإنفاق- طرف الى طرف- تكون قابلة للتنفيذ من خلال العملية التجارية والوظيفة ووحدة الأعمال، بالإضافة إلى تقليل الإنفاق.

ثانياً: سلاسل الإمداد
أمن سلاسل التوريد (الإمداد) قضية رئيسية وتحدي بدأ يتضح بسبب التراكم الذي حصل بسبب وباء “كورونا” وتفاقمت بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، والنقص في العمالة، وأدى ذلك إلى صعوبة الحصول على المنتجات والمواد الأولية (الطاقة والحبوب ورقائق الكمبيوتر والزيت، وغيرها)، كما أدى إلى ارتفاع الأسعار.
(على سبيل المثال وفقًا لتقرير صادر عن شركة Accenture، يمكن أن تؤدي مشكلات سلاسل التوريد إلى خسارة تراكمية محتملة بقيمة 920 مليار يورو في الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو بحلول عام 2023.)
يجب أن تقاوم المؤسسات والشركات الرغبة في الإفراط في الطلب لتعويض خسارة الأعمال المتراكمة، الأمر الذي قد يؤدي إلى تفاقم الوضع. بدلاً من ذلك، يفضل التركيز على التعافي طويل المدى، وإعادة هيكلة الاحتياجاك لمنع حدوث عجز في سلاسل الإمداد مستقبلاً.

ثالثاً: ارتفاع سقف توقعات الزبائن
من المتوقع استمرار زيادة توقعات الزبائن من تحسين الخدمات المقدمة لهم، ويحتاجون إلى تجربة أكثر شمولاً في العالم الحقيقي وكذلك في العالم الافتراضي- عن بعد-، فالزبائن الذين يدخلون المتاجر التقليدية لا يتطلعون إلى شراء المنتجات فحسب- بل يريدون تجربة- خدمة- لا تُنسى. لذا على المتاجر الفعلية، أن تفكر في إضافة ميز تنافسية في لخدمة الزبائن. كما يجب على تجار التجزئة عبر الإنترنت التفكير في إضافة تجارب الواقع الممتد (XR) مثل غرف الملابس الافتراضية التي تسمح للزبائن “بتجربة” الملابس والإكسسوارات والمكياج دون مغادرة منازلهم.
بغض النظر عن كيفية تفاعلك مع المستهلكين (عبر الإنترنت، أو في وضع عدم الاتصال، أو مزيج من الاثنين معًا)، فكر كيف يمكن إضافة المزيد من القيمة لخدمة الزبائن من خلال تحويل هذا التفاعل إلى تجربة؟ “

رابعاً: التحول الرقمي المتسارع
بدأ الذكاء الاصطناعي (AI) في تعزيز الأعمال، وسيستمر هذا الاتجاه في التسارع العام المقبل (2023). في الوقت نفسه، هناك ايضاً التقنيات الناشئة مثل: الجيل الخامس 5G، والبلوكتشين blockchain، و Clouding السحابة، وإنترنت الأشياء (IoT) تساعد على بناء وتسريع التحول الرقمي، وكلها تعزز بعضها البعض.
هذا الأمر يخلق عالماً من التطورات التكنولوجية سريعة الرتم من أي وقتا مضى، ويجب على كل عمل أن يعتبر نفسه عملاً تِقْنِيًّا، وتحتاج المنظمات إلى إعادة تصميم عملياتها، والتأكد من أن موظفيها لديهم المهارات اللازمة لعالم نتعاون فيه بشكل متزايد، والعمل جنبًا إلى جنب مع آلات “ذكية” قادرة على تنفيذ الأعمال.

خامساً: اشتداد التنافس على المواهب
لقد دفع وباء “كورونا” الكثير من الناس إلى إعادة تقييم وظائفهم، الأمر الذي أدى إلى استقالات جماعية في العديد من القطاعات، وسمعنا منذ سنوات عن” الحرب من أجل المواهب “، ومن المتوقع أن تشتد وتتعمق في استقطاب المواهب والكفاءات المتميزة،
يجب أن تكون المؤسسات والشركات مستعدة للتعامل مع” صدمة المواهب “المستمرة، تواجه المؤسسات والشركات فجوات هائلة في المهارات الحيوية في المستقبل، وسيحتاجون عبر الصناعات المتعددة إلى إعادة تأهيل المهارات أو صقل مهارات قطاعات ضخمة من القوى العاملة للاستعداد للثورة الصناعية الرابعة. يمكن ويجب تحمل مسؤولية تدريب المواهب- الموارد البشرية- من خلال اتخاذ خطوات عاجلة مثل توظيف الأشخاص الذين لم يتح لهم التعليم بالمدرسة، واستخدام البرمجيات المفتوحة أو منخفضة الكود لتلبية الاحتياجات الحرجة، وغرس ثقافات التعلم المستمر ونقل المعرفة. وعلاوة على ذلك، ولجذب أفضل المواهب، يجب على أصحاب العمل توفير بيئة عمل مناسبة لعالم العمل الجديد، بما في ذلك المرونة الوظيفية، والقيادة الحقيقية، والتنوع، وغيرها من الأمور التي تجعل بيئة العمل جاذبة.

سادساً: أمن البيانات والأجهزة
تتزايد الهجمات الإلكترونية، وأصبحت برامج الفدية وعمليات الخداع الآن أمرًا شائعًا ومتكررا نظرًا لأن المنظمات أصبحت أكثر رقمنه وتجمع المزيد من البيانات إلكترونيا، وتصبح بالتالي جذابة للغاية لمجرمي الإنترنت الذين ينوون سرقتها وجعل المنظمات رهينة للمطالب المالية. بالإضافة إلى ذلك فإن الأجهزة المحمولة وأجهزة إنترنت الأشياء ليست محصنة ضد تهديدات الأمن السيبراني ، كما بدأت الحوسبة الكمية quantum computing في الظهور الآن، مما قد يجعل أنظمة الأمان الحالية بالية عديمة الفائدة.
ويمكن ويجب اتخاذ خطوات للحماية الذاتية من خلال اتخاذ تدابير استباقية؛ مثل، التقييم المستمر للنسخ الاحتياطي للبيانات، وعمليات الاسترداد، وإجراء اختبار الاختراق ومسح الثغرات الأمنية، واتخاذ خطوات لحماية البيانات الحساسة لمنع الهجمات الإلكترونية المباشرة.

سابعاً: الاستدامة
يعتبر التغير المناخي أكبر تحديا للأعمال التجارية في العالم، ويطالب المستهلكون بمزيد من الوضوح وممارسات الاستدامة، بالإضافة إلى المزيد من المنتجات والخدمات الصديقة للبيئة.
ويمكن للمؤسسات والشركات الاستجابة لذلك من خلال عرض الصورة الكاملة للممارسات التجارية، وتدقيق سلاسل التوريد الكاملة الخاصة بها، ويجب أيضًا التفكير في التحول إلى بدائل الطاقة، وكيفية الانتقال إلى خدمات المستدامة، وغيرها من الوسائل التي تجعل الأعمال أكثر استدامة.

(بتصرف واختصار من موضوع للكاتب والمؤلف Bernard Marr )