ونحن نودع موسمَ الحج المبارك ١٤٤٤هجرية -نسأل الله أن يتقبل من الحجاج حجهم- يتبادر إلى أذهاننا تلك الجهود الجبارة التي تقدمها حكومة المملكة العربية السعودية ممثلة في المؤسسات الرسمية وغيرُها (بلغت الجهات المشاركة في موسم حج هذا العام، قرابة 35 جهة حكومية وخاصة) لخدمة الحجاج، وعلينا أن نشكر كلَّ من يعطي ويبذل، ويقدم صورة جميلة لدينه ووطنه، ونماذج مشرقة لأناس معطاءه ومخلصه في تأدية عملها ورمزاً من رموز الوفاء، توقد جذوة العطاء والإبداع في النفوس، وتلهب الحماس نحو النجاح والإبداع.
ولا يشكر الناس إلا من اكتمل خلقه، وطهر الله قلبه، والمستحقون للشكر والثناء والدعاء في مواسم الحج كثيرون بفضل الله؛ فعامة القطاعات الحكومية تقدم خدماتها للحجاج، وكذا الجهاتُ الخيرية والتطوعية تشارك غيرها في خدمة حجاج بيت الله، بالإضافة المانحين الذين ساهموا في مشاريع تنموية لخدمة ضيوف الرحمن، يقدمون جهودا حقيقية يواصلون ليلهم بنهارهم، ويجددون في عرض خدماتهم؛ مستغلين ما سخر من وسائل حديثة تعين الحجاجَ على قضاء نسكهم على أحسن حال؛ فكتب الله أجورهم، ونفع الله بهم، وبارك لهم فيما آتاهم.
ومع أن الجميع يستحق الشكر و الدعاء إلا أن ولاة الأمر يستحقون شكراً خاصاً وهم أولى من يدعى لهم ويثنى عليهم ؛ فجزى الله خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد -حفظهما الله- خير الجزاء على دعمهم الدائم لتلك الجهود التي يبذلها الجميع لخدمة الحجيج وضيوف الرحمن، وحرصهم المستمرّ على تحقيق تطلعاتهم واحتياجاتهم والتميز بالخدمات في مواسم الحجّ والعمرة المتعاقبة!
هنيئا لمن أكرمه الله بشرف خدمة ضيوف الرحمن؛ فبيض الله تلك الوجوه، وأنار الله تلك الأفئدة، وأكثر الله من أمثالهم، ونحمد الله- جل وعلا- أن يسر لحجاج بيته الحرام إتمام نسكهم وقضاء مشاعرهم؛ اللهم اجعل حجهم مبرور وسعيهم مشكور وذنبهم مغفورا، وييسر لهم العودة إلى أهلهم سالمين غانمين الأجر والمثوبة.
آمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.