استكشاف القطاع التطوعي في المملكة المتحدة

  • — الإثنين يوليو 03, 2023

تساعد هذه الورقة المهتمين (العاملين أو الناشطين) على استكشاف القطاع التطوعي -الغير ربحي، وما يميز هذه المنظمات التطوعية والجمعيات الخيرية عن غيرها، ويوضح السياق الذي تعمل فيه وما يجمعها على اختلاف مشاربها، والمصطلحات التي تستخدم في هذا المجال.

أما إذا لم يسبق لك التطوع في هذا المجال، فسوف تساعدك هذه الورقة على التفكير في نوع المؤسسة التي قد تكون مهتمًا بالانخراط فيها مستقبلاً.

وينقسم الموضوع في هذه الخلاصة إلى ثلاثة محاور :

1. الهيكل والتنظيم في القطاع التطوعي Structure and regulation in the voluntary sector: كيف يمكن تنظيم عمل المنظمة التطوعية النموذجية وما هي القواعد التي يجب أن تتبعها؟.

2. حجم ونطاق عمل ودور القطاع التطوعي Size, scope and role of the voluntary sector: ما هي أنواع المنظمات التطوعية الموجودة هناك وماذا تفعل ومن يعمل فيها؟.

3. المنظمات التي تستند إلى القيم Values-based organisations: ماهي المبادئ التوجيهية التي يقوم عليها القطاع التطوعي والنظر إليها وفقًا لقيمك الخاصة.

واليكم ما يمكن تعلمه والاستفادة من تجربة “المملكة المتحدة” في هذا المجال:

ولنبدأ أولاً بتعريف المصطلحات

المسؤول accountable : مسؤولاً عن الإجراءات والخطوات التي تتخذها، وأن تكون قادراً على شرحها وتبريرها.

مأوى الفقراء almshouses : منازل تمولها الجمعيات الخيرية أو المحسنين للأشخاص ذوي الدخل المنخفض[ الدخل المحدود].

قاعدة الأصول asset base : جميع الممتلكات أو الموجودات التابعة للمنظمة التطوعية، ويشمل الاستثمارات والأرض والمباني والمركبات والنقد، وموظفي المنظمة التطوعية والمتطوعين، وحتى النية والسمعة الحسنة.

المستفيدون beneficiaries : ويقصد بهم المستفيدون من الخدمة والمشاركين وما إلى ذلك؛ أي الأشخاص الذين تهدف المنظمة التطوعية إلى خدمتهم، وقد يشتمل المصطلح على رؤية أوسع، مثلاً: إذا كانت المنظمة توفر أنشطة للأطفال ذوي الإعاقة، فالمستفيدون هم الأطفال أنفسهم، ووالدي هؤلاء الأطفال أو الأوصياء عليهم.

المجتمع الكبير Big Society : هذا المصطلح يستند إلى مفهوم تمكين السكان والمجتمعات المحلية لإجراء التغيير والقرارات المتعلقة بالخدمات.

المجتمع المحلي community group : مجموعة اجتماعية يقيم أعضاؤها في منطقة معينة ويجتمعون لتحقيق مصلحة مشتركة.

العقد contract : اتفاقية مكتوبة قابلة للتنفيذ بموجب النظام، وفي سياق القطاع التطوعي، ويتعلق الأمر عادة بشروط ومواصفات يتفق عليها لتقديم الخدمات بين المنظمات التطوعية والحكومة المحلية أو المركزية.

الزبون customer : فرد أو مؤسسة تقوم بشراء السلع أو الخدمات مباشرةً دون عقد.

الجهات المانحة donor : الذي يتبرع بشيء، وخاصة المال ، لصالح منظمة تطوعية.

التمكين empowerment : منح النفوذ أو الصلاحية اللازمة وأيضًا التشجيع على ممارسة هذه النفوذ أو الصلاحية ودعمهم بالمهارات والمعرفة والثقة اللازمة للقيام بذلك.

الحوكمة governance : الحوكمة يقصد بها جميع جوانب مراقبة وإدارة وقيادة المنظمات، كما يمكن تطبيقها على المستوى الوطني وتشمل الحكومة والسلطات الأخرى التي تدير البلاد.

المنحة grant : نوع من الدعم [المال] يقدم إلى منظمة تطوعية بواسطة جهات تمويل مثل الحكومة أو المنظمات التطوعية الأخرى أو مؤسسات القطاع الخاص.

جمعيات الإسكان housing association : منظمة غير ربحية تقوم بتأجير المنازل والشقق لذوي الدخل المنخفض [المحتاجين] أو ذوي الاحتياجات الخاصة.

التشريعات legislation : النظام أو مجموعة القوانين التي تصدرها الحكومة.

معيار العرف norm : شيء معتاد أو نموذجي أو قياسي أو متوقع، يستخدم غالبًا في وصف المجتمع والسلوك المتوقع أو القواعد غير المكتوبة حول السلوك.

فاعل الخير [المحسن] philanthropist : شخص يشارك في الأعمال الخيرية، “محب الخير للناس”، وعادةً يقدمون خدمات -المال- لتحسين رفاهية الآخرين وأحوالهم.

رأس المال الاجتماعي social capital : تهدف المنظمات التطوعية غالبًا إلى تحسين رأس المال الاجتماعي، ويقصد به: الثقة (و/أو) الروابط (و/أو) العلاقات بين الأشخاص في مكان ما، وكذلك الشبكات أو المنظمات التي تجمع مجموعة من الأشخاص؛ وعندما يكون رأس المال الاجتماعي منخفضًا، يُنظر إلى الناس على أنهم معزولون ومستويات الرخاء والنمو الاقتصادي منخفضة أيضًا.

الشركات الاجتماعية socially focused businesses : وهي الشركات تصمم وتنشأ لمعالجة مشكلة اجتماعية [الجمعيات]، وفي معظم الأحيان، ويعاد استثمار أرباحها في نفس الأعمال التجارية بهدف زيادة التأثير الاجتماعي.

المؤسسات الاجتماعية social enterprises : هي مؤسسات مستقلة تقوم ببعض المهام الاجتماعية أو البيئية، وتهدف إلى تحقيق الربح مثل أي نشاط تجاري آخر، ويعاد استثمار جميع الأرباح أو الفوائض في هدفها الاجتماعي أو البيئي.

مجموعة المصالح الخاصة special-interest group : وهي جماعة داخل منظمة أكبر لها مصلحة مشتركة في تقدم المعرفة أو التعلم في مجال محدد.

الفريق التوجيهي steering group : هي لجنة تشرف على منظمة أو مشروع، وتقدم المشورة عند الحاجة وتضمن اتباع البروتوكول المحدد.

اللجنة الفرعية sub-committee : وهي لجنة مكونة من بعض أعضاء لجنة أكبر أو مجلس إدارة أو هيئة أخرى وتقدم إليها التقارير.

الأمناء trustees : هم الأشخاص الذين يمنحون وقتهم مجانًا لقيادة أو توجيه المنظمات التطوعية، ويقومون بتحديد توجهات المنظمة، وهم مسؤولون قانونيًا وماليًا عن ذلك.

دولة الرفاه welfare state : هي الدولة التي تتحمل الحكومة مسؤولية الرعاية الصحية والاجتماعية لجميع مواطنيها، وكان يُنظر إلى دولة الرفاهية [المملكة المتحدة]  في الأصل على أنها نظام يتم من خلاله توفير الخدمات المجانية والمدفوعة من قبل التأمين الوطني، وتآكل مفهوم الخدمات المجانية على مدار عقود منذ تناوله لأول مرة في عام 1942.

ثانياً : التنظيم في القطاع التطوعي

تنقسم قطاعات الأعمال من الناحية التقليدية إلى ثلاثة قطاعات: القطاع العام والقطاع الخاص والقطاع التطوعي [الغير ربحي]، ولكل من هذه القطاعات الثلاثة دوره تلعبه في التنمية الاجتماعية :

القطاع العام The Public sector : ويشمل المنظمات التي تقدم الخدمات الأساسية العامة، مثل القوات المسلحة والشرطة والطرق والتعليم والصحة والبلدية، ويكون توفير هذه الخدمات من خلال الدخل الذي يتحقق من الضرائب، ومن التأمين الوطني -كما هو الحال في المملكة المتحدة- ويستحوذ نشاط الرعاية الاجتماعية على النصيب الأكبر من انفاق القطاع العام.

القطاع الخاص The Privet sector : ويشمل المنظمات والأفراد الذين يقدمون السلع والخدمات وهدفهم الأساسي هو تحقيق الربح؛ كالمتاجر والمصنعين والخدمات المالية، إلخ. وتوزع الأرباح على المالكين والمساهمين، ويفترض بالعديد من مؤسسات القطاع الخاص أن تسعى للتصرف بطريقة مسؤولة اجتماعيًا من خلال توفير ظروف عمل جيدة، والقيام بدور المواطن الصالح في المجتمع المحلي، وتدعم البيئة النظيفة من خلال المحافظة على الموارد والحد من الهدر.

القطاع التطوعي The Voluntary sector : ويشمل المؤسسات والمنظمات التي لا تهدف إلى الربح، ومن الناحية التقليدية يحتل مساحة تقع بين القطاعين العام والخاص [ أو القطاع الثالث]؛ وهو المكان الذي تلبى فيه الاحتياجات التي لم يلبيها القطاعين العام والخاص أما لأن القطاع الخاص لم يجد فيها أرباح يمكن تحقيقها، أو لأن القطاع العام أهمل هذه الاحتياجات أو لم يكن قادراً على تحمل نفقاتها. والمنظمات التطوعية المسجلة مطالبة بمعرفة جميع شروط الالتزام بالقواعد واللوائح المنظمة لعملها.

معظم المؤسسات في جميع القطاعات الثلاثة تخضع للتنظيم أو التفتيش بطريقة ما، بحيث يتم حماية المستفيدين أو المتلقين لخدماتها، وهناك جهات تتولى هذه المهام مثل هيئة الخدمات المالية the Financial Services Authority، والهيئة الحكومية لتنظيم الاتصالات في المملكة المتحدة Ofcom والمكتب الوطني للمراجعة National Audit Office.

وهناك المزيد من الشراكات بين القطاعات الثلاثة ، وعلى سبيل المثال: المكتبات العامة غالبًا ما يديرها متطوعون بدلاً من الموظفين الرسميين، والمستشفى التابع لخدمة الصحة الوطنية بالمملكة المتحدةNHS  أنشئ بتمويل من القطاع الخاص، كذلك تقوم المنظمات التطوعية التي تعمل مع السلطات المحلية بتوفير السكن الخيري أو الرعاية للأطفال ذوي الإعاقة، وهناك مجال لنمو المؤسسات الاجتماعية التي لها أهداف اجتماعية أو بيئية بالرغم من أنها أعمال ذات طبيعة ربحية.

قطاع العمل التطوعي يخضع جزئيًا للتنظيم:

تخضع الجهات المسجلة – ليست كل المنظمات التطوعية مسجلة – لقانون الجمعيات الخيرية لعام 2011 (إنجلترا وويلز) وقانون الجمعيات الخيرية وصندوق الاستثمار (اسكتلندا) لعام 2005 وقانون الجمعيات الخيرية (أيرلندا الشمالية) لعام 2008 وقانون الجمعيات الخيرية (أيرلندا الشمالية) 2013. ويتم تسجيل وتنظيم الجمعيات الخيرية من خلال الهيئة الخيرية في إنجلترا وويلز the Charity Commission in England and Wales ، واللجنة الخيرية في أيرلندا الشمالية the Charity Commission in Northern Ireland ، وفي اسكتلندا يتم تسجيلها بواسطة مكتب تنظيم العمل الخيري في اسكتلندا the Office of the Scottish Charity Regulator (OSCR). أما التبرعات التي تجمعها الجمعيات الخيرية فتخضع أيضًا للوائح ويتم ذلك بواسطة مكتب تنظيم جمع التبرعات the Fundraising Regulator.

النفع العام Public benefit

القوانين المختلفة لتنظيم الأعمال الخيرية تعرّف المنظمة التطوعية بأنها هيئة أو وقفtrust  تنشأ للأهداف التالية:

غرض خيري، ومن أجل المنفعة العامة، وتتعلق بالغرض الخيري وما تم إنشاؤه لتحقيقه، وكيف يكون الغرض من الجمعية الخيرية مفيدًا، وكيف سينفذ القائمين على المنظمة أغراض المنظمة من أجل المنفعة العامة.

والمنفعة العامة هي الالتزام القانوني للجمعيات الخيرية، وما تقوم بتنظيمه المفوضيات الخيرية أو مكاتب تنظيم العمل الخيري، ويساعد المؤسسات على التركيز في إظهار الفوائد التي تجلبها للجمهور وأصحاب المصلحة المتعددين (المفوضية الخيرية في إنجلترا وويلز 2013). وتتخذ القرارات بشأن ما إذا كانت منظمة تطوعية معينة تفي بمتطلبات المنفعة العامة من خلال المفوضية الخيرية وفقاً للقانون، وفي اسكتلندا هناك دور مكتب تنظيم العمل الخيري (OSCR) يقرر ما إذا كانت المنظمة التطوعية تحقق غرضًا خيريًا وتخدم المصلحة العامة أم لا.

لماذا المنظمات الخيرية؟

في أوائل القرن العشرين كانت الروح الليبرالية هي السائدة في المملكة المتحدة، حيث كانت الحكومة ترى أن دورها هو العمل مع المنظمات التطوعية لتوفير خدمات الرعاية الحيوية (Thane, 2011).

وبشكل عام، فقد جاءت المبادرات الخيرية من المنظمات الدينية التي توفر بيوت الفقراء ودور المسنين والأيتام والمدارس ورعاية المرضى، حتى أنظمة التقاعد والتأمين ضد الشيخوخة كانت تديرها المنظمات التطوعية بين مجالات الاهتمام المتعددة مثل الصحة والسياسة الاجتماعية والبيئة والتعليم.

ثم أصبحت الحكومة وبشكل تدريجي تنخرط في هذا المجال، وذلك بالمساعدة في تقديم بعض الخدمات وبالاستحواذ على البعض الآخر. وكان ظهور وتطور دولة الرفاه the welfare state في الأربعينيات من القرن الماضي يعني أن الحكومة قد تولت مسؤولية توفير ما كانت تقدمه الجمعيات الخيرية في السابق بشكل مستقل، حيث بدأ يتشكل إجماع عام فيما يتعلق بدور الجمعيات الخيرية (وغيرها من المنظمات التطوعية) في دولة الرفاه :

  1. لا يجوز للمنظمة التطوعية أن تقوم بنفس المهام التي تقوم بها الدولة، أو تحل محل الدولة فيما تلتزم بتوفيره، لأن ذلك سيؤدي إلى ازدواجية وبذل جهود لا طائل منها، وإساءة استخدام الأموال الخيرية.
  2. يجب أن تسعى المنظمة التطوعية إلى استكمال ومتابعة ما تقدمه الدولة، وأن تبادر بتبني مناحي جديدة، وتعزيز الخدمات الحالية، والاستفادة بشكل عام من الإمداد الأساسي الذي تقوم به الحكومة.
  3. إن الأهداف التي تنشأ المنظمة التطوعية من أجلها تعكس مصالح واهتمامات مؤسسيها. ولدى العديد من المنظمات التطوعية أهداف ومقاصد خيرية محددة بشكل دقيق وتعكس تطلعات المؤسسين، والتي تضع القيود والضوابط لما يمكن القيام به.
  4. المهام الرئيسية لأولئك المكلفين بإدارة المنظمات التطوعية، تفسير أهداف المنظمة التطوعية في ضوء الظروف الحالية، كما يمكن للمنظمة التطوعية تعديل وثيقة الإدارة إذا كانت هناك سلطة واضحة تسمح بذلك. بعض الصلاحيات متاحة في قانون الجمعيات الخيرية وقانون الشركات، والعديد من الجمعيات الخيرية لديها أيضا صلاحيات محددة للتعديل في وثائقها الحاكمة. وعندما لا تشمل هذه الصلاحيات التغيير الذي يرغب الأمناء في إجرائه، يمكن للأمناء تقديم طلب للمفوضية الخيرية للسماح لهم بإجراء هذه التعديلات.
  5. بغض النظر عن مصدر الصلاحيات، سيكون هناك بالتأكيد شروط يجب الوفاء بها عند استخدامها، والشرط الأكثر شيوعا هو تحديد أغراض ومقاصد إضافية إلى الأغراض المحددة سلفاً.

ثالثاً : هيكل المنظمات التطوعية القياسي

هناك عدة تقاطعات يتفق فيها القطاع التطوعي مع القطاعات الأخرى من حيث المتطلبات القانونية للعمل والتوظيف، وطبيعة العديد من المهام التي يتعين القيام بها والهياكل التنظيمية القياسية The structure of typical voluntary organization’s  التي تدعم هذه الأنشطة، وبالرغم من ذلك، فهناك طرق يكون فيها القطاع التطوعي فريدًا من نوعه، ومنها ما يتعلق بملكية المنظمة the ownership .

يوضح الشكل أعلاه هيكلاً مشترك للمنظمات التطوعية القياسية (النموذجية)، والذي يتضمن مجلس أمناء مسؤول عن تحديد الاتجاه الاستراتيجي للمنظمة التطوعية والإشراف على الإدارة والتنظيم كما يلي :

  • الرئيس التنفيذي CEO / المنسق coordinator / المدير director ، سيكون نقطة الاتصال الرئيسية بين المجلس والموظفين / المتطوعين.
  • المتطوعون عنصر أساسي في المنظمات التطوعية.
  • المستفيدون هم في الغلب الأشخاص الذين تساعدهم المنظمة.
  • قد يكون الجمهور المستهدف أعضاء أو مستفيدين، ولكن قد يكون مختلفًا إذا سعت المنظمة إلى التأثير على الحكومة على سبيل المثال.
  • الجهات الرقابية: المفوضية الخيرية / مكتب تنظيم العمل الخيري في اسكتلندا (OSCR) / المفوضية الخيرية لإيرلندا الشمالية CCNI، دار الشركات ، HMRC.
  • قد يشمل الممولون الأشخاص الذين تحاول التأثير عليهم (على سبيل المثال الحكومة).
  • بعض المنظمات الخيرية لها أعضاء، على سبيل المثال الصندوق الوطني.

وفيما يلي تفصيل لبعض هذه العناصر:

المجلس The Board

في حين أن المساهمين أو الأفراد قد يمتلكون شركات، وقد تكون المؤسسات في ملكية عامة، إلا أن مؤسسات القطاع التطوعي لا يمكن امتلاكها، وبدلاً من ذلك، لديها مجلس أمناء يقوم بدور الوصي على المنظمة ويسعى المجلس إلى تعزيز قيمها والتأكد من أنها تقوم بالدور المنوط بها على الوجه الأكمل، ويخضع مجلس الأمناء لشكل معين من أشكال المساءلة أمام العديد من أصحاب المصلحة بما في ذلك الممولون والموظفون والمتطوعون والمستفيدون.

يمكن دعوة المجالس في المنظمات التطوعية للانعقاد بواسطة لجان الإدارة أو اللجان التنفيذية أو مجالس الأمناء إلى جانب أشياء أخرى. إذا كانت منظمات تطوعية مسجلة، يتم تحديد أدوار ومسؤوليات الأمناء في القانون وتشرف عليها المفوضية الخيرية أو تخضع لإشراف مكتب تنظيم العمل الخيري في اسكتلندا (OSCR).

ومن ناحية الممارسة العملية، مجالس الأمناء هي مجموعات من الأشخاص لديهم دوافع وخلفيات ومهارات مختلفة. المجالس الفعالة توفر القيادة لكل من ينتسب إلى المنظمة، ولكن لا تقوم بتنفيذ المهام على المستوى التشغيلي، وإذا كانت المنظمة صغيرة وليس لديها موظفين رسميين يعملون بأجر، فمن المحتمل جدًا أن يكون الأمناء متطوعون يؤدون بعض المهام التشغيلية، وفي هذه الحالة، فمن المهم بالنسبة لهم أن يكونوا واضحين متى يتصرفون كأمناء ومتى يؤدون دور الموظفين المتطوعين.

الأمناء عادةً ما يقومون بمهام أعمالهم كأمناء من خلال اجتماعات منتظمة. وتعتمد هذه الاجتماعات في تواترها وتوقيتها على طبيعة المنظمة، ويمكن إنشاء لجان فرعية Sub-committees ومجموعات ذات اهتمام خاص special-interest groups ومجموعات توجيه steering groups لتعمل بشكل متوازٍ، مع إشراك الأمناء من ذوي المهارات الخاصة وغيرهم من المتطوعين من غير الأمناء، ومع ذلك، مرجعية هؤلاء هو مجلس الأمناء وهم مسؤولون أمامه.

مجلس الأمناء يتكون عادة من أعضاء من مشارب واهتمامات وتخصصات مختلفة من جميع مناحي الحياة، وتسعى العديد من مؤسسات القطاع التطوعي لإنشاء مجالس أكثر تنوعًا وأفضل تمثيلاً يغطي المستفيدين وأصحاب المصلحة الآخرين.

دور الموظفين The role of staff

تقوم مؤسسات القطاع التطوعي باستقطاب كوادر من مجموعة واسعة من الأدوار. ويمكن العثور على المحترفين كالمحاسبين والمتخصصين في التسويق والاتصالات والمديرين وفنيي تقنية المعلومات وخبراء الموارد البشرية في القطاع التطوعي، ويتم توظيفهم للاستفادة من مهاراتهم المهنية المتخصصة التي تحتاجها المنظمة لتقديم خدماتها، وجمع الأموال ولتطوير مشاريع جديدة، وقد يشمل موظفو الخط الأمامي الأخصائيين الاجتماعيين، والعاملين الشباب، والأطباء البيطريين، ومهندسي المياه والمستشارين.

في بعض الأحيان هناك حاجة إلى المعرفة المهنية للقطاعات الأخرى من أجل تشكيل الخدمة، ويمكن للذين سبق لهم العمل في أي مكان آخر في القطاعات ذات الصلة أن يجلبوا المعرفة والفهم الأساسيين مثل مهنة التمريض أو التعليم أو الفنون أو مهن الرعاية.

العديد من مؤسسات القطاع التطوعي ذات مهام مركبة وتحتاج إلى نفس المهارات التي قد تكون مطلوبة في المنظمات المهمة الأخرى، أو حتى مجموعة أكبر من المهارات. وفي معظم المنظمات التطوعية الصغيرة ، يُتوقع من الموظفين العمل في مجموعة من المجالات (على سبيل المثال ، سيقوم شخص واحد بأعمال المشروع مع بعض واجبات الموارد البشرية وتقنية المعلومات).

في حين أن العديد من الموظفين ينتقلون إلى داخل وخارج القطاع التطوعي، إلا أن الآخرين يطورون وظائفهم داخل القطاع، إما باستخدام خبرتهم لدعم أنشطة المنظمة (مثل قيام جامعي التبرعات بجمع الأموال من الصناديق الخيرية) أو تطوير المهارات ذات الصلة بخدمة المستفيدين (مثل عامل الرعاية في منظمة تطوعية للرعاية السكنية).

ومع النمو الذي يشهده القطاع التطوعي – بتوفير فرص هامة، وتدفقات تمويل أكثر تعقيدًا، ومستويات أعلى من المساءلة – زادت أهمية وجود مختصين مهرة لجمع الأموال، فضلاً عن المخططين والمديرين المهرة والمهنيين المحترفين في تقنية المعلومات والاتصالات والموارد البشرية والمحاسبين المؤهلين للسيطرة على الأموال.

العمل في منظمة تطوعية صغيرة أو كبيرة يمكن أن يكون مختلفًا تمامًا، حيث تميل المنظمات التطوعية الأكبر حجماً إلى أن تكون أكثر احترافية وتخصصًا واكثر مؤسسية، لكنها تميل أيضًا إلى أن تكون لديها رواتب أعلى وفرص أكثر للتطوير المهني وربما مزيد من الأمان الوظيفي، وبالمقابل، عند العمل في منظمة تطوعية أصغر حجماً قد تكون قادرًا على رؤية الفرق الذي تحدثه بسهولة أكبر. ومع ذلك ، قد تكون بيئة العمل أقل من المثالية: ربما تجد العديد من المنظمات التي تشترك في مكتب صغير، وبعض المعدات القديمة وعدد أقل من المرافق.

وهناك سمة تتصف بها العديد من المنظمات التطوعية وهي وجود هيكل وظيفي ثابت نسبيًا مع وجود مسار وظيفي بسيط أو بدون، وغالبًا ما يرجع الأمر في ذلك إلى تصميم الفرد ومبادرته لشق طريقه الخاص، وبشكل عام، إذا كان لديك دور ومؤهل مهني عام – كالتمويل أو التسويق أو الموارد البشرية أو تقديم الخدمات مثل التمريض أو العمل الاجتماعي – فمن المحتمل أن يكون هناك هيكل تنظيمي يسمح لك بالتطور والترقي، هذا في المنظمات الأكبر على الأقل، بينما في المؤسسات الأصغر حجماً وفي الأدوار الخاصة بقطاع معين ، مثل جمع التبرعات أو إدارة الحملات أو إدارة المتطوعين، قد تكون هناك مساحة أقل وقد يحتاج الأشخاص إلى الانتقال إلى منظمة أخرى غير ربحية للعثور على الوظيفة التالية.

دور المتطوعين The role of volunteers

المتطوعون وجودهم ضروري للغاية للعديد من منظمات القطاع التطوعي وأنشطته، حيث يقوم المتطوعون بمجموعة متنوعة وضخمة من الوظائف دون مكافأة مالية.

بعض الأفراد يشاركون في العمل مع المنظمات على أساس تطوعي انطلاقاً من مجموعة كبيرة من الدوافع، بما في ذلك الرغبة في إحداث تغيير معين، وتوسيع الآفاق الاجتماعية، وتطوير مهارات جديدة ودعم قضية يؤمنون بها بحماس، وكذلك التبرع بالمال أو المعدات، والعديد من أرباب العمل يشجعون موظفيهم على العمل مع المنظمات التطوعية لتبادل خبراتهم – وبالتالي نقل المعرفة إلى المنظمة – أو كمتطوعين منتظمين، كما يتم تشجيع الشباب على القيام بعمل تطوعي كجزء من تطويرهم التعليمي ولتوسيع مهاراتهم الحياتية.

ومن الأهمية بمكان أن ندرك التأثير الذي يتمتع به المتطوعون داخل منظمة تطوعية والحاجة إلى الاستماع إلى وجهات نظرهم وملاحظاتهم، وغالبًا ما يكون المتطوعون في “ميادين العمل الفعلية”، حيث يتعاملون مباشرة مع المستفيدين ويقدمون خدمات المنظمة، لذلك هم في وضع جيد يؤهلهم لتقديم رؤية ذات قيمة عن غرض المنظمة وعملها.

التفاعل بين الأمناء والموظفين والمتطوعين

العلاقات بين المجموعات الرئيسية المشاركة في إدارة المنظمة التطوعية والغير ربحية مهمة للغاية حتى تحافظ المنظمة على فاعليتها بشكل مستمر. وعلى وجه الخصوص، من المهم وجود تواصل جيد ومفتوح بين المجموعات، وفهم واضح ومتبادل لأدوارهم ومسؤولياتهم المتنوعة، وتعتبر الروابط بين فريق الإدارة العليا (الموظفين) والأمناء المتطوعين (عادة) الذين يرجعون إليهم مهمة للغاية عند ظهور بعض الصعوبات.

وبالمثل، فإن العلاقة بين الموظفين الذين يتقاضون الأجور والمتطوعين الذين يعملون بلا اجر تتسم بشيء من الحساسية، بعض المنظمات فعالة للغاية في تسخير مواهب ومساهمات المتطوعين على جميع المستويات وإدماجهم بنجاح في المنظمة ككل. العديد من المنظمات التطوعية (ذات الدخل المحدود) لا يوجد لديها موظفين يعملون بالأجر، وتعمل بالكامل بجهود المتطوعين، والبعض الآخر بالكاد يستخدم المتطوعين على الإطلاق لتقديم خدماتهم، أو فقط لأداء بعض المهام العادية جداً، بل وتقلل من قيمة المتطوعين، وبالمقابل، يُقال في بعض الأحيان أن بعض الجمعيات الخيرية متهمة باستغلالها للمتطوعين، وتتوقع أن يتولى المتطوعون القيام بالمهام التي يمكن بل ويجب القيام بها مقابل أجر مدفوع.

ثالثاً: حجم ونطاق ودور القطاع التطوعي

لعله من المفيد أن نعود قليلا إلى الوراء وإلقاء نظرة على القطاع التطوعي ككل للحصول على صورة لسياق وحجم ونطاق الأشخاص الذين يعملون معًا لإحداث تغيير، إذا كنت بالفعل جزءًا من قطاع العمل التطوعي، فقد يكون ذلك مفيدًا لك، مما يساعدك على عرض عملك أو مؤسستك إلى جانب الآخرين داخل القطاع لإجراء مقارنات وتحديد الاتجاهات الناشئة، إذا كنت تتطلع إلى المشاركة في منظمة تطوعية، فإن دراسة القطاع ككل ستمنحك فكرة عما يوجد هناك.

يتكون القطاع التطوعي اليوم من مجموعة متزايدة من المؤسسات والمنظمات التي تتراوح من حيث الحجم والهيكل التنظيمي والثقافة وحجم العضوية والمهمة التي تقوم بها، بعضها جمعيات خيرية وطنية كبيرة لها أسماء وشعارات معروفة، والبعض الآخر عبارة عن مجموعات عمل محلية صغيرة، وقد تعمل هذه المنظمات على المستوى الدولي أو الوطني أو المحلي – أو ربما على جميع المستويات الثلاثة.

القطاع التطوعي في الواقع من الصعب جدا تعريفه، فالجمعيات الخيرية المسجلة هي جزء من القطاع التطوعي، ولكن يشمل هذا القطاع أيضًا جميع المنظمات التي تديرها جهود تطوعية ولكنها ليست مسجلة بالضرورة كجمعيات خيرية، مثل النوادي الرياضية والجماعات المجتمعية، ويشمل أيضًا عددًا متزايدًا من الشركات ذات التركيز الاجتماعي وكذلك الأحزاب السياسية وجمعيات الإسكان. وتنعكس هذه الصعوبة في تعريف القطاع في مجموعة المصطلحات المستخدمة للإشارة إلى القطاع، والكثير منها متداخلة.

وفيما يلي المصطلحات الأكثر استخداما، وهي:

  • القطاع الخيري the charity sector: هذا المصطلح معترف به على نطاق واسع ولكن يجب على المنظمات تلبية الشروط الصارمة المطلوبة لتسجيل المنظمات الخيرية، وليست كل المنظمات التطوعية خيرية.
  • القطاع الثالث the third sector: يشير هذا المصطلح إلى ما يتعلق بالقطاعين العام والخاص، وغالبًا ما يتم الاعتراض على أنه يأتي في المرتبة الثالثة لتلك القطاعات، لذلك لم يعد هذا المصطلح يستخدم على نطاق واسع، (المصطلح لا يزال يستخدم في اسكتلندا.)
  • القطاع غير الهادف للربح the not-for-profit / غير الربحي non-profit sector: هذا مصطلح آخر معترف به على نطاق واسع أيضاً، لكنه قد يؤدي إلى سوء فهم عندما تحقق المنظمات التطوعية فائضاً أو “ربحًا” في بعض الأنشطة، ويُسمح بهذا الفائض إذا ما تم توظيفه لصالح المهمة الخيرية بطرق أخرى، وهذا المصطلح يستبعد أيضًا الشركات التي تركز على المجتمع، مثل المؤسسات الاجتماعية، ولتجنب سوء الفهم هذا يستخدم في بعض الأحيان مصطلح “القطاع المتجاوز للربح beyond-profit sector “.
  • قطاع المنظمات غير الحكومية the non-governmental organisation (NGO) sector: يطبق هذا المصطلح بشكل أكثر شيوعًا على المنظمات الدولية وخاصة المنظمات التي تركز على الحملات campaigning ، ومن ثم التأكيد على أنها ليست جزءًا من الحكومة.
  • المجتمع المدني civil society: هذا هو المصطلح الأوسع ويشير إلى الأشخاص الذين يعملون معًا لإحداث تغيير في حياتهم أو حياة الآخرين، ونظرًا لأنه ليس مصطلحًا شائعًا خارج القطاع، فقد يكون مربكًا للبعض، ففي عام 2010، غيرت الحكومة اسم مكتب القطاع الثالث إلى مكتب المجتمع المدني.
  • القطاع التطوعي والمجتمعي the voluntary and community sector (القطاع التطوعي voluntary sector): هذا مصطلح شامل للجمعيات الخيرية والمنظمات أو الجماعات المجتمعية غير المسجلة كجمعيات خيرية، وتقوم بأعمال تعود بالنفع على المجتمع، ويشير الجزء “الطوعي” من المصطلح إلى حقيقة أن جميع هذه المنظمات تطوعية بطريقة أو بأخرى: ولديها مجلس أمناء تطوعي، أو يتم التبرع بالمال و/أو الوقت، وهذا هو المصطلح المفضل لدى معظم القطاع والمصطلح الذي سيتم استخدامه خلال هذه الدورة.

رابعاً : حجم ودخل القطاع التطوعي Size and income of the voluntary sector

المجلس القومي للمنظمات التطوعية (NCVO)، باعتباره أكبر هيئة مظلة للقطاع التطوعي في إنجلترا، ينشر سنويًا أبحاثًا حول هذا القطاع في مجلة المجتمع المدني البريطاني (the Almanac)، ويتم إنتاج المجلة من خلال جمع البيانات من حسابات المنظمات التطوعية المسجلة والبيانات الإدارية والمسح الميداني مثل مسح القوى العاملة.

ومجلس ويلز للعمل التطوعي (WCVA) هو أكبر هيئة للقطاع التطوعي في ويلز Wales.

ويوجد في أيرلندا الشمالية مجلس أيرلندا الشمالية للعمل التطوعي (NICVA) ، في حين أن المجلس الاسكتلندي للمنظمات التطوعية (SCVO) هو أكبر هيئة للقطاع التطوعي في اسكتلندا.

هناك طريقة للنظر في حجم القطاع التطوعي، وهي بالنظر في عدد من المنظمات المسجلة، ونظرًا لأن العديد من المنظمات التطوعية غير مسجلة – إما لأنها صغيرة جدًا بحيث لا يمكن تسجيلها، أو لأنها تفضل أن تكون شركة أو أي هيكل آخر لا يساعدنا على تحديد غرضها الاجتماعي – وتقوم تقارير مجلة  Almanac  بنشر عدد المنظمات على أنها المنظمات المسجلة حاليًا كمؤسسات خيرية عامة ( الجمعيات الخيرية المسجلة التي تفي بمعايير الإجراءات الشكلية والاستقلال والتوزيع غير الربحي والإدارة الذاتية والتطوع والمنفعة العامة)، حيث بلغ عدد المنظمات التطوعية في بريطانيا هو : (166.001) منظمة – (NCVO 2018).

ومع ذلك، لو أخذنا في الاعتبار التعريف الأشمل “للمجتمع المدني” بأنه يشير إلى الأشخاص الذين يعملون معًا لإحداث تغيير في حياتهم أو حياة الآخرين، هناك تقديرات تشير إلى أن هناك حوالي 900000 (تسعمائة ألف) مجموعة تعمل بهذه الطريقة.

هذه الحدود والتعريفات غير الواضحة تجعل من الصعب إجراء بحث حول القطاع التطوعي بشكل كامل، ولذلك، هذه المجموعة التي تضم 166.001 منظمة تطوعية مسجلة يتم استخدامها لجميع عمليات التحليل التي تجريها مجلة Almanac، ولكن يجب أن نضع في الحسبان أن القطاع التطوعي أكبر من ذلك بكثير.

هناك طريقة أخرى للنظر في حجم القطاع التطوعي، وذلك من خلال دخله ونفقاته، وقد قدمت  مجلة Almanac صورة شاملة للأموال التي يجمعها وينفقها القطاع التطوعي في بريطانيا خلال الفترة 2015/2016.

حيث يمكننا من خلال الشكل المنشور في ذلك العدد من المجلة أن نرى أن القطاع الطوعي حصل في عام 2015/2016 على 47.8 مليار جنيه إسترليني، وهو مبلغ اكبر من الذي جُمع في العام السابق، ولعل الدافع في ذلك هو زيادة الدخل من الأفراد، وتعد التبرعات أو شراء المنتجات والخدمات من قبل الأفراد أكبر مصدر للمال لهذا القطاع، وتلي ذلك مصادر حكومية، بالرغم من أن التخفيضات في إجمالي الإنفاق الحكومي في السنوات الأخيرة قد طالت أيضاً القطاع التطوعي، الذي شهد هبوطا في التمويل الحكومي منذ أن بلغ ذروته في عام 2008/2009. ومستويات المنح الحكومية الحالية للقطاع – والتي تقدر بحوالي 2.8 مليار جنيه إسترليني – وهي أقل من نصف المستوى الذي كانت عليه قبل عشر سنوات.

فيما يتعلق بالإنفاق، يوضح الرسم البياني المنشور أن 85٪ من دخل القطاع في العام 2013/2014 ذهب مباشرة إلى تحقيق أهدافه الخيرية، وحتى تتمكن الجمعيات الخيرية من تعظيم حجم الأموال المتاحة لأنشطتها الخيرية، تحتاج إلى إنفاق الأموال من أجل توليد المزيد من الأموال، حيث قامت المنظمات التطوعية بإنفاق مبلغ 5.4 مليار جنيه إسترليني على توليد الأموال في عام 2013/2014، وقد استطاعت مقابل كل 1 جنيه إسترليني انفقته، توليد 4.20 جنيه إسترليني في المقابل. وأن أكثر من تسعة من كل عشر مؤسسات خيرية تمتلك أيضًا شكلًا من الأصول – مثل المباني والنقد والاستثمارات – التي تستخدمها للمساهمة في أنشطتها الخيرية أو للمساعدة في توليد الأموال.

الأموال بالقطاع التطوعي لا تتوزع بالتساوي، وهي مستويات متنوعة للغاية، فعندما يفكر الكثير من الناس في الجمعيات الخيرية أو القطاع التطوعي، فإنهم يفكرون في المنظمات الكبيرة مثل أوكسفام Oxfam أو مؤسسة أبحاث السرطان بالمملكة المتحدة Cancer Research UK، وبالرغم من أن هذه المؤسسات الكبيرة تستأثر بنسبة كبيرة من دخل القطاع، إلا أنها في الحقيقة قليلة العدد، وفي واقع الأمر، عدد المنظمات الصغيرة في القطاع التطوعي أكبر بكثير من عدد المنظمات الكبيرة.

 عدد المنظمات وإيراداتها وإنفاقها وأصولها، حسب الحجم ، 2015/2016 (NCVO 2018)

  • يتم تعريف “المنظمات الصغيرة جداً” بأن دخلها يقل عن 10.000 جنيه إسترليني سنويًا
  • “الصغيرة” يتراوح دخلها ما بين 10.000 – 100000 جنيه إسترليني سنويًا
  • “المتوسطة” يتراوح دخلها ما بين 100.000– 1000.000 جنيه إسترليني سنويًا
  • “الكبيرة” يتراوح دخلها ما بين مليون – 10 مليون جنيه استرليني سنويا
  • “العملاقة” يتراوح دخلها ما بين 10 مليون جنيه إسترليني – 100 مليون جنيه إسترليني سنوياً
  • “ضخمة” ويزيد دخلها على 100 مليون جنيه إسترليني سنويًا.

نوعية عمل المنظمات التطوعية Type of work of voluntary organisations

يقوم المجلس القومي للمنظمات التطوعية (NCVO) بإجراء دراسة في أكثر المجالات شيوعًا التي تعمل فيها المنظمات التطوعية في المملكة المتحدة والمبلغ الذي يتم إنفاقه، وهي كما يلي:

  • الخدمات الاجتماعية social services: وهي تمثل أكبر فئة من العمل، وتنفق ما يمثل حوالي 22٪ من إنفاق القطاع، الخدمات الاجتماعية عبارة عن تعريف واسع يشمل مؤسسات مثل Barnados وAge UK وCrisis بالإضافة إلى الجمعيات الخيرية العاملة في مجال الإغاثة الطارئة مثل المؤسسة الملكية الوطنية لقوارب النجاة (RNLI)
  • الثقافة والترفيه culture and recreation: وهي الفئة الثانية الأكثر شيوعًا، حيث يبلغ إنفاقها حوالي 11٪ من إنفاق القطاع، ويشمل نشاطها المسارح والمتاحف والمعارض والنوادي الرياضية وحدائق الحيوان، وعلى سبيل المثال دار الأوبرا الملكية أو شركة شكسبير الملكية أو جمعية شمال إنجلترا للحيوانات.

وتقوم المنظمات التطوعية بنشاطات مختلفة في مجال عملها، ويمكن تلخيص هذه النشاطات على النحو التالي:

  • تقديم خدمة providing a service: تقدم العديد من المنظمات التطوعية خدمة مباشرة إلى الذين أنشت المنظمة من أجلهم، على سبيل المثال تقدم منظمة ماكميلان لدعم مرضى السرطان Macmillan Cancer Support خدمات لمرضى السرطان.
  • الحملات campaigning: تجد بعض المنظمات أن الخدمات لها تأثير محدود وتعتقد أنه بمقدورها تحقيق تأثير أكثر أهمية من خلال محاولة التأثير على الآخرين لتبني التغيير، فعلى سبيل المثال، تدير منظمة مكافحة التدخين Action on Smoking and Health (ASH) حملات عامة كبرى لتغيير رأي الناس تجاه التدخين.
  • تقديم المنح giving grants: بعض الجهات الممولة هي نفسها جمعيات خيرية وتقدم منحًا مالية للأفراد أو المنظمات لتمكينهم من القيام بعملهم، على سبيل المثال مؤسسة Garfield Weston أو Comic Relief.
  • العمل كمظلة أو هيئة مرجعية acting as umbrella or resource body: هناك عدد من المنظمات التطوعية تُحدث فرقًا غير مباشر من خلال دعم الجمعيات الخيرية الأخرى لتحقيق أهدافها، فعلى سبيل المثال، يعد المجلس الوطني للمنظمات التطوعية منظمة تطوعية تعمل كهيئة شاملة تهدف إلى دعم وتمثيل الجمعيات الخيرية الأخرى، ويطلق على هذه الهيئات أو مظلات الموارد مسمى منظمات البنية التحتية infrastructure organisations.

القوى العاملة في القطاع التطوعي Voluntary sector workforce

القطاع التطوعي هو أكبر الجهات التي تستوعب العمالة في المملكة المتحدة ، حيث يساهم بنسبة 2.8 ٪ من إجمالي القوى العاملة، ويزيد عدد العاملين في وظائف مدفوعة الأجر في القطاع التطوعي عن 827000 – أي أكثر من ضعفي ونصف العدد من العاملين في أكبر سلسلة متاجر في المملكة المتحدة ، وأكثر من نصف عدد العاملين في خدمة الصحة الوطنية بالمملكة المتحدةNHS  .

وبصرف النظر عن الانخفاض البسيط الذي حدث في عام 2010، فإن هذه القوة العاملة ظلت في ارتفاع مستمر منذ عام 2002. وهذا يدل على أن القطاع التطوعي في طريقه لأن يكون مجالا واعدا بشكل متزايد لفرص العمل والتوظيف.

وتشكل النساء حوالي ثلثي القوى العاملة في القطاع التطوعي، وهي نسبة مماثلة للوضع بين الجنسين في القطاع العام، ولكنها في تناقض صارخ مع نسبة النساء العاملات في القطاع الخاص، وهو ما يزيد قليلاً عن الثلث. وفي المتوسط​​، يكون الموظفون في القطاع التطوعي أكبر سناً بقليل من العاملين في القطاعات الأخرى، ومع وجود ما يقرب من اثنين من بين كل خمسة موظفين يعملون بالأجر في سن 50 وما فوق، وما يقرب من خمسي القوى العاملة في القطاع يعمل بدوام جزئي، وهو معدل أعلى مما هو عليه في القطاع العام ولكن أقل من القطاع الخاص.

يتركز موظفو القطاع التطوعي بشكل أساسي في أماكن العمل الصغيرة، ما يقرب من 60٪ من العاملين في القطاع التطوعي في المنظمات التي يقل عدد موظفيها عن 50 موظفا، وهو أعلى بكثير من كل من القطاعين العام والخاص، ويعيش ثلث العاملين في القطاع التطوعي في لندن أو الجنوب الشرقي، مما يعكس التوزيع الجغرافي لمنظمات القطاع التطوعي بشكل عام.

وبالرغم من أن القطاع التطوعي يستخدم عددًا كبيرًا من الأفراد، فإن الكثير من قوته وتأثيره يأتي من عمل المتطوعين. ففي الفترة 2016/2017، تطوع حوالي 11.9 مليون شخص، أي (22٪ من السكان) مرة واحدة على الأقل شهريًا وربما عدد أكبر، حوالي 37٪ من جميع البالغين من سن 16 عامًا أو أكثر، أبلغوا عن التطوع رسميًا مرة واحدة على الأقل في العام السابق، هذه القوة تعادل 1.4 مليون موظف بدوام كامل للقيام بهذه المهمة، بقيمة تقديرية للقطاع تتجاوز 22.6 مليار جنيه إسترليني سنويًا.

التحديات الرئيسية Key challenges

يواجه القطاع التطوعي بشكل عام عددًا من التحديات العامة التي سيحتاج العاملون في المنظمات التطوعية إلى دراستها إذا ما أرادوا التغلب عليها في سياقهم المحدد ومن أجل القيام بعملهم بفعالية، ولطالما كانت بعض التحديات تشكل مشكلة للمنظمات التطوعية، بطبيعتها في مكانها في المجتمع وإمكانية حصولها على الموارد، البعض الآخر يتغير بمرور الوقت مع مجيء الحكومات الجديدة والتقنية والتقلبات البيئية أو الاقتصادية.

تحدث المستر كارل ويلدينج Karl Wilding ، مدير السياسة العامة والتطوع في المجلس القومي للمنظمات التطوعية (NCVO)، عن بعض التحديات الرئيسية التي يواجهها القطاع التطوعي حاليًا.

جميع التحديات التي أثيرت تؤثر على القطاع التطوعي بشكل عام، لكن أجزاء مختلفة من القطاع تتأثر بشكل أو بآخر بكل منها وأيضًا بتحدياتها الخاصة: على سبيل المثال، تتأثر المنظمات الكبيرة بشكل خاص بالتغيرات التي تطرأ على ثقة الجمهور، وتتأثر المؤسسات الفنية بشكل خاص بالتغييرات في السياسة الثقافية للحكومة، والأمر متروك للناس داخل تلك المنظمات للنظر في التحديات التي لها صلة بالموضوع وكيفية التغلب عليها.

المنظمات القائمة على القيم

بعض المنظمات التطوعية المعروفة في المملكة المتحدة اليوم لديها تراث طويل، وتأسس العديد منها بواسطة المحسنين أو المنظمات الدينية أو مجموعات أخرى من الأشخاص المعنيين كاستجابة للمشاكل الاجتماعية في تلك الأيام، وكانت هذه المنظمات عادة تقوم بتحديد مجموعة ضعيفة في المجتمع تحتاج إلى مساعدة، أو قضية أو مشكلة معينة لم تتم معالجتها من قبل الحكومة، وبعض المنظمات كانت ولا تزال مستمرة في تحدي الحكومة ومواجهتها للقيام بحملات في هذا الشأن، وقد منحت هذه الجهود المنظمات التطوعية هوية قوية باعتبارها “قائمة على القيم”، وكذلك التصور بأن جميع الموظفين والمتطوعين يشتركون في قيم معينة، ومع ذلك، فإن فكرة المنظمات القائمة على القيم ليست محصورة في القطاع التطوعي، وفي السنوات الأخيرة جرى الاعتراف بالمزايا المحتملة للمنظمات التي تعمل على تطوير ومواصلة تطبيق قيمها الأساسية في جميع القطاعات.

إن مفهوم القيم، هو في الواقع مفهوم مجرّد تمامًا ويمكن أن يكون معقدًا، وعليه، من المستحسن أن تنظر أولاً في كيفية تعريف القيم، وما هي القيم الفردية، ثم تنتقل بعد ذلك إلى كيفية تطبيقها على المؤسسات.

تعريف القيم

القيم بشكل عام، هي معتقدات عميقة حول ما هو صواب أو خطأ، وحول ما هو مهم أو غير مهم، وهي مجموعة المبادئ أو المعايير أو الصفات التي يهتم بها الأشخاص وتساهم في توجيه سلوك الناس.

القيم التي يعتنقها الأفراد يتم دعمها أيضًا من خلال مجموعة من القواعد أو الأعراف غير المكتوبة حول السلوك المقبول اجتماعيًا وعلى المستوى الشخصي وداخل المجتمع، وتعمل القيم على مستويات مختلفة: الأفراد أو الجماعات أو المنظمات أو حتى المجتمعات.

وتتضمن القيم درجة من التقدير، وهذا يعني أيضًا أن قيم الأشخاص تستند إلى ما هو مهم بالنسبة لهم، لذلك، بمجرد أن “يستوعب” الناس مجموعة من القيم، تصبح بالنسبة لهم معيارًا لفهم العالم من حولهم، وتوجيه وتبرير لتصرفاتهم، والحفاظ على مواقفهم، وبالتأكيد حتماً توجيه تصرفات الآخرين، ويمكن أن تكون القيم مجردة، مثل حرية الاختيار، أو محددة، تتعلق بالجوع أو الفقر أو العنصرية.

القيم الفردية Individual values

يمكن للقيم أن تؤثر على اهتمامات الشخص واختياراته في أنواع معينة من العمل والمنظمات، كما تؤثر القيم الفردية أيضًا على كيفية تفاعلك مع أشخاص آخرين قد يشاركونك نفس قيمهم أو لا يتفقون معك حولها.

إن القيم الفردية تنبع عادة من خلفيتنا الاجتماعية، ومن الدين (بالنسبة لأهل الأديان)، والجذور العرقية، والثقافة، والتربية والتعليم وتجاربنا في الحياة والعمل، فالقيم الفردية ليست ثابتة، وهي مستمرة في التطور خلال حياتنا حيث نواجه مواقف وسلوكيات جديدة للأشخاص، خاصة تلك التي تنطوي على نزاع أو اختلاف، أو تلك التي نجدها مفاجئة أو مسيئة، وتوفر هذه اللقاءات فرصًا للسؤال وإعادة التفكير في قيمنا. بالطبع، قد لا نكون واعين تمامًا للقيم التي نحتفظ بها أو بأحكام القيمة التي نتخذها عند اتخاذ إجراءات معينة، كما أننا لا نتفق بالضرورة في سلوكنا، وقد يكون هناك تعارض بين ما نقول إنها قيمنا والكيفية التي نتصرف بها في الواقع.

القيم يمكن أن تؤثر على سلوكك وأفعالك في المجالات التالية:

  • مكان عملك أو تطوعك
  • من هم أصدقاؤك
  • كيف تتفاعل مع الآخرين
  • لماذا قد تكون في صراع مع شخص آخر أو مع فريق العمل أو مديرك (إذا كان لديك مدير).

يمكنك البناء على هذا من خلال التفكير في عبارات مثل “أحب التطوع في المستشفى المحلي”. يُعتبر هذا موقفًا أو تفضيلًا وليس قيمة، وينبع من رغبة أعمق في القيام ببعض المنفعة الاجتماعية.

قد تؤثر العوامل الأخرى أيضًا على الإجراءات: وفي هذا المثال، قد يكون اختيار التطوع مرتبطاً بوقت الفراغ أو من أجل اكتساب مهارات مفيدة للحصول على عمل بأجر، ولذلك، يجادل المنظرون theorists بأن القيم هي الأساس الذي تستند إليه المواقف التي توجه تصرفات الناس، ويكمن الاعتراض على هذه العبارة في أن الناس لا يتصرفون دائمًا بطريقة عقلانية: ويمكن أن تكون الطبيعة البشرية غير متسقة ومتناقضة.

التفكير في كيفية تأثير أو توجيه القيم والمواقف لسلوكك يمكن أن يكون أمرًا مهمًا في سياق العمل، تخيل أنك مطالب بتنفيذ مهمة لا تتناسب مع قيمك، فهل سيؤدي هذا إلى نزاع بينك وبين من طالبك بتنفيذها؟

بالنسبة لبعض الأشخاص في مكان العمل، هناك عدم تطابق بين قيمهم الفردية وبين ما يُطلب منهم القيام به وهو ما يدفعهم إلى ممارسة دور “الإبلاغ عن المخالفات”، وقد يعني هذا إثارة المخاوف داخل المنظمة أو نقل أخبار وخصوصيات المنظمة إلى وسائل الإعلام، لقد كان هناك العديد من الأمثلة البارزة على ذلك في مجال الخدمة الصحية (سوء الرعاية والإساءة والإهمال في مؤسسة الخدمات الصحية الوطنية في منطقة ميد ستافوردشاير Mid-Staffordshire NHS Foundation) وفي الفضائح التقنية كما فعل كل من جوليان أسانج Julian Assange وإدوارد سنودن Edward Snowden، وهناك الآن تشريع في العديد من البلدان لحماية المخبرين whistle-blowers، وفي المملكة المتحدة، الجمعية العامة للاهتمامات بأماكن العمل Public Concern at Work تقدم الدعم لهم.

القيم هي مجرد عنصر واحد في سلوكيات الأفراد وأفعالهم: والعناصر الأوسع في شخصية الفرد مثل الدافع والقدرات والتعليم والمزاج تساعد أيضًا في تحديد خياراتهم ومجالات نشاطهم.

القيم التنظيمية Organisational values

هناك الكثير من الكتابات عن كيفية مساهمة القيم في الثقافة التنظيمية في المنظمات عبر القطاعات الثلاثة (العامة والخاصة والطوعية)، وقد اُعتبر إبراز صورة لثقافة تنظيمية قوية وإحساس بالقيم المشتركة، أداة تسويقية مفيدة للمؤسسات، وفي سياق القطاع التطوعي، غالبًا ما يُنظر إلى المنظمات التطوعية على أنها ذات قيمة خاصة.

قد تكون القيم التنظيمية مماثلة لأنواع القيم الشخصية التي استكشفتها حتى الآن مثل مساعدة الآخرين، وإظهار التعاطف، وإحداث التغيير، وما إلى ذلك، ويتم التعبير عنها عادة بطريقة أكثر تعاونًا، مثل “نعتقد” أو “هدفنا هو …” وما إلى ذلك. كما أن القيم الشخصية هي مجموعة من المعتقدات والمبادئ التي توجه سلوك الناس، فإن هذا ينطبق أيضًا على المنظمات وكيفية عملها في الممارسة.

من الناحية النظرية، تقوم القيم بتوجيه أنشطة المنظمات والخدمات المقدمة وسياسات التوظيف والإدارة، وتوضح بيانات القيم للموظفين وأصحاب المصلحة والجمهور ما هو الغرض من المنظمة وما تمثله أو ما تشعر به هو المهم.

في بعض الأحيان قد يتم التعبير عن قيم المنظمة على أنها “أكثر طموحًا”، مثل “هذا ما نريد تحقيقه ولكن ربما لم يحن الوقت بعد لنكون هناك.” ففي كلية كاس للأعمال Cass Business School في لندن أجرت دراسة استقصائية واسعة النطاق مع دراسات حالة مفصلة عن القيم في المنظمات التطوعية، وقد وجدوا أن الكلمات الأكثر استخدامًا للتعبير عن القيم هي:

  • “يتعاون” ‘collaborate’
  • “يحترم” ‘respect’
  • “رحيم” ‘compassionate’
  • “متفوق” ‘excellence’
  • “محترف” ‘professional’
  • “مبدع” ‘creative’.

كيف تنقل المنظمات قيمها؟ How do organisations communicate their values?

تحتاج المنظمات إلى توصيل قيمها المشتركة بطريقة يفهمها موظفوها والمتطوعون وأصحاب المصلحة الآخرون، النهج الأكثر شيوعا هو من خلال رسالة المنظمة، وموقعها على الإنترنت، وحساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي مثل Twitter وFacebook، وإعلانات توظيف الموظفين والمتطوعين وفي حملات جمع التبرعات.

الاقتباس التالي يبرز كيف أن بيانات القيم تعتبر مهمة لجميع المنظمات (وليس فقط تلك العاملة في القطاع التطوعي).

الشركات التي تقودها القيم Values-led businesses

لقد أدركت المنظمات منذ فترة، بأنها إلى جانب سعيها لتحقيق النجاح والربحية، أن أصحاب المصلحة في حاجة إليها حتى يتمكنوا من القول: “هذه هي الطريقة التي نفعل بها الأشياء هنا”. ومن الصعب الآن العثور على منظمة أياً كان شكلها أو حجمها، من المنظمات غير الحكومية الصغيرة إلى الشركات الكبرى، لا تنشر قيمها علنًا، وغالبًا ما تكون بارزة، فمثلاً منظمة السلام الأخضر الدولية Greenpeace International،، تسرد قيمها على النحو التالي: المسؤولية الشخصية واللاعنف، والاستقلال، وعدم وجود أصدقاء أو أعداء دائمين وتعزيز الحلول. بينما تدعي شركة كوكاكولا Coca-Cola أنها تنطلق من قيم القيادة والعاطفة والنزاهة والمساءلة والتعاون والابتكار والجودة.

ويمكن العثور على قوائم مماثلة على المواقع الإلكترونية لجميع المنظمات تقريبًا. بيد أن التحدي يكمن في ترسيخ ما تقوله هذه المنظمات وكيف يمكن لأصحاب المصلحة التأكد من أن هذه القيم مطبقة وملموسة ومجسَّدة، وليس فقط متبناة ظاهرياً.

القيم في القطاع التطوعي Values in the voluntary sector

فحص القيم التنظيمية ومدى ملاءمة القيم الشخصية للمؤسسات، وما إذا كان من الممكن تحديد القيم المشتركة في القطاع التطوعي بشكل عام، وتبرز العديد من المناقشات بين الباحثين والعاملين في القطاع التطوعي حول ما يميز القطاع التطوعي أنه يُنظر إليه على أنه قائم على القيم، حيث يتشارك الموظفون والمتطوعون والمؤسسون وأعضاء مجلس الإدارة وأصحاب المصلحة الآخرون مجموعة من القيم الأساسية.

إذا كانت القيم في قلب القطاع، فماذا يعني ذلك بالنظر إلى تنوع المنظمات داخل القطاع؟

تشمل القيم التي يمكن اعتبارها مشتركة بين القطاع التطوعي ككل: الصدق والمشاركة والديمقراطية والإنصاف والعدالة والمساءلة والمساواة والتراحم والحرية والتمكين والحقوق والتضامن والكرامة والنزاهة والاحترام والثقة والمواطنة والتسامح. ويسرد المجلس القومي للمنظمات التطوعية (NCVO) ما يعتبره القيم المشتركة للقطاع التطوعي:

  • قيمنا تشكل ثقافة المجلس القومي للمنظمات التطوعية (NCVO)
  • قيمنا توجه تصرفاتنا وقراراتنا.
  • وسنقوم بما يلي؛
    • سنستخدم الأدلة use evidence. نحن نبني ما نقوله ونفعله على أفضل الأبحاث والتجارب التي يقوم بها منسوبي المنظمة.
    • سنكون مبدعين use evidence. نستكشف أفكارًا وأساليب جديدة، نبحث عما سيضيف قيمة حقيقية.
    • سنكون متعاونين be collaborative. نحن نعمل مع فريق المنظمة وشركائنا لتحقيق أفضل النتائج.
    • سنكون شاملين be inclusive. نحن نقدر التنوع ونسعى للتأكد دائماً من أن الفرص مفتوحة للجميع.
    • سنعمل بنزاهة work with integrity. نحن منفتحون وصادقون ونفعل ما نعتقد أنه الأفضل من أجل فريق المنظمة والمتطوعين وقطاع التطوع.

إن التركيز على القطاع ككل ينطوي حتماً على تقديم بعض التأكيدات العامة general assertions. لا تنطبق جميع القيم المذكورة أعلاه على جميع المؤسسات داخل القطاع، ولكنها تعطي إحساسًا بالغرض الرئيسي أو الاتجاه للمنظمات التي تعتبر جزءًا من هذا القطاع. علاوة على ذلك، يُنظر إلى وجود مجموعة من القيم المشتركة للقطاع على أنه يمنحها ميزة نسبية على القطاعات الأخرى، مما قد يكون مفيدًا في تقديم عروض التمويل والعقود. كما أنه يبني هوية ومجموعة من الأهداف التي يمكن للمنظمات، كبيرة كانت أم صغيرة، مشاركتها.

الخلاصة

  • جميع الجمعيات الخيرية المسجلة يجب أن تظهر على انها تقدم منفعة عامة؛ وتخضع للقوانين التي تنظمها الهيئات ذات الصلة وتشرف عليها مجالس الأمناء؛ ويجب أن يكون الجميع متطوعون – بطريقة أو بأخرى – أي أنهم يخصصون جزء من وقتهم من أجل العمل التطوعي (تقديم مجموعة واسعة من المهارات والخبرات للقطاع) أو التنازل عن الأجور لتعزيز هذه القضية.
  • هناك أكثر من (166.000) منظمة تطوعية مسجلة في المملكة المتحدة يعمل فيها أكثر من 880.000 شخص ويشارك فيها أكثر من 11.9 مليون متطوع منتظم (بالإضافة إلى حوالي خُمس السكان الذين يتطوعون على أساس أقل انتظامًا) – والقطاع التطوعي أكبر بكثير من ذلك، حيث يعمل به ما يقدر بنحو 900.000 منظمة لإحداث تغيير اجتماعي لا يمكن حسابه بدقة في هذا الوقت- وتعمل المنظمات في مجموعة متنوعة وكبيرة من الأعمال في العديد من المجالات وتحقق دخلاً يبلغ 47.8 مليار جنيه إسترليني ومصروفاتها تبلغ 46.5 مليار جنيه إسترليني.
  • يتكون القطاع التطوعي في الغالب من منظمات صغيرة، مع بعض المنظمات التطوعية الكبرى القليلة التي أصبحت كبيرة جدًا.
  • يواجه القطاع التطوعي بشكل عام عددًا من التحديات العامة التي سيحتاج العاملون في المنظمات التطوعية إلى دراستها إذا ما أرادوا التغلب عليها في سياقهم المحدد ومن أجل القيام بعملهم بفعالية، ولطالما كانت بعض التحديات تشكل مشكلة للمنظمات التطوعية، بطبيعتها في مكانها في المجتمع وإمكانية حصولها على الموارد، البعض الآخر يتغير بمرور الوقت مع مجيء الحكومات الجديدة والتقنية والتقلبات البيئية أو الاقتصادية.
  • بعض القيم مثل التعاطف والإبداع أو الاحترام تدفع سلوك الناس وتوجه المنظمات وتعمل على توحيد القطاع التطوعي. ويجدر بالمهتمين والناشطين النظر في مدى ملاءمة القيم الشخصية مع قيم المنظمات التطوعية التي يهتمون بها.

المصدر:

https://www.open.edu/openlearncreate/mod/oucontent/view.php?id=81597&printable=1