يأمل قادة عالم التكنولوجيا أن يكون الذكاء الاصطناعي بديلا أفضل من الأنظمة التقليدية في الشركات والسوق والحياة اليومية للبشر، لكن المشكلة الحقيقية هي معرفة البشر لماهية الذكاء الاصطناعي والثقة به، فرغم ميزات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته التي سهلت حياة [بعض] البشر، إلا أن العيوب تحاصره، وتجعل من الصعب على بقية البشر الثقة به بشكل كامل، بل رأى بعض الخبراء -من أهله- أنه قد يهدد البشر إذا لم يقيد بقوانين وضوابط تمنع الإساءة المتاحة في استخدامه.
وتهيمن شركات التكنولوجيا الكبرى على الذكاء الاصطناعي، فمنذ عام 2007 ، اشترت شركة: “غوغل” ما لا يقل عن 30 شركة ذكاء اصطناعي تعمل في كل شيء، لكن “غوغل” ليست الوحيدة التي تنافس على الهيمنة، ففي عام 2016 ، أنفقت “غوغل” و “أبل” و “ميتا” و “مايكروسوفت” و “أمازون” ما يصل إلى 30 مليار دولار من إجمالي يقدر بنحو 39 مليار دولار على الأبحاث المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والتطوير.
هذا الواقع يعني أن شركات التكنولوجيا الكبرى المتوحشة هي من سيحدد الاتجاه الذي تتخذه تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وسيبقى الإنسان العادي، المغلوب على أمره، منقوص المعرفة عن هذا العالم المعقد وسريع التطور والتغير.
وبصرف النظر عن ضجيج المتحمسين للتكنولوجيا والباحثين وطلاب الجامعات والمنظرين والمروجين، فلا يوجد سوى عدد محدود من الذين لديهم رؤية بعيدة ويدركون حقا عيوب ومخاطر إمكانات استخدام الذكاء الاصطناعي المستقبلية. فالتقنيات الأساسية التي تقف خلف فكرة الذكاء الاصطناعي التوليدي مصممة على أساس تقليد ومحاكاة العقل البشري والشبكة العصبية التي تربط أعضاء الجسم بالدماغ، والفرق أن الذكاء الاصطناعي يستطيع أن يسبق الإنسان في إنجاز المهام، وهذا ما يدفع الشركات الرأسمالية الجشعة للتفكير باستبدال الإنسان بتقنيات الذكاء الاصطناعي وأدوات روبوتية مجهزة كي تعمل من دون كلل أو ملل، وتنفذ المهمات في وقت قياسي، لا يمكن للبشر بلوغه بطبيعتهم الفسيولوجية.
صحيح أن الذكاء الاصطناعي، يخدم الإنسان، لكنه في الواقع أنه يغذى ليتعلم ويأخذ التجربة والخبرة منه ثم يسرق وظيفته الإنسان فيصبح بطال وعالة على المجتمع؛ ففكرة الأتمتة والذكاء الاصطناعي في أماكن العمل هي في الغالب تفرض البطالة وتلغي فرص العمل التي يمكن أن يقوم بها الإنسان -وإن أفتوك اصحابها بغير ذلك وأفتوك – فهناك أسئلة حقيقية تثار حول موضوع الوظائف التي سيتم استبدالها في المستقبل؛ حيث تشير بعض التقارير إلى أن التحولات المحتملة في الوظائف باتت وشيكة بحلول عام 2030 (سبع سنوات من الآن) ، ويقدرون أن ما بين 75 مليونا إلى 375 مليون عامل (3 إلى 14 في المئة من القوة العاملة العالمية) سيحتاجون إلى تبديل الوظائف، وتعلم مهارات جديدة لن يقدمها لهم أحد فيجلسون في منازلهم ويندبون حظهم .
فهل من الحكمة والمروءة في شيء أن نساعد ” #الذكاء_الاصطناعي_الشرير” كي يستبدل الإنسان فيصبح بطال وعالة على المجتمع؟!!
إن القضية يا سادة يا كرام إنسانية أخلاقية بالدرجة الأولى وليست مجرد مخاوف كما يحلو للبعض تسميتها، إنها التزام مسؤول تجاه البشر -الغير مرفهين- لمن كان له قلب وألقى السمع وهو شهيد!