قال تعالى في كتابه العظيم: ﴿قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (٤٠) ﴾ [سورة النمل].
قوله: ﴿قالَ الَّذي عِندَهُ عِلمٌ مِنَ الكِتابِ أَنا آتيكَ بِهِ قَبلَ أَن يَرتَدَّ إِلَيكَ طَرفُكَ فَلَمّا…﴾ أي قبل ارْتداد أَجْفَانِكَ إِذا نظرْت إِلى شَيْءٍ.
﴿مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ﴾ أي حاضرًا لديْه ثابتًا عنْدهُ.
فتأمل.. مخلوق من مخلوقات الله استطاع بما اتاه الله من علم أن ينقل عرش بلقيس ملكة سبأ من اليمن إلى بيت المقدس قبل أن ترتد أجفان نبي الله سليمان _عليه السلام_ وهو ينظر اليه مستقر عنده!
فما هو مستوى هذ العلم والمعرفة والقدرة العلمية والفنية التي استودعها الله لدى هذا المخلوق _منذ آلاف السنين_ مقارنة بمستوى المعرفة والقدرة العلمية والفنية التي وصل إليها إنسان القرن الواحد والعشرين المتغطرس والمتعجرف المصاب بالتوحُّد العلماني الذي يعتقد أنه بماديته وذكاءه البشري و”الاصطناعي” قادر على أن يحيط باسرار وماهية الكون ويحاول التحكم فيه، وهو يُطارد التشتُّت والعزلة حيثما حلَّ وارتحل في أرض من سَبْعِ أَرَضِينَ وجزء من سماء من سبع سماوات طباقٌ.
قال تعالى: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (٦٧) ﴾ [سورة الزمر].
فسبحان الله وبحمدة، سبحان الله العظيم.