يقول أكبر مُصَنِّع للتبغ في العالم بأنه يريد منك التوقف عن تدخين سيجارة “مارلبورو” ؟ !!
أعلنت شركة “فيليب موريس إنترناشيونال Philip Morris International” -قبل مدة- عن تجديد نموذج أعمالها بالكامل من منطلق رغبتها بالمساعدة في حلِ مشكلة تَسَبَّبَت بها أصلاً. وهو قرار لا يعني خروج الشركة من “لعبة التَبغ”، لكن الشركة المُثيرة للجدل، تَطلب من المُدخنين اليوم الإقلاع عن تدخين السجائر التقليدية. وتقول بأنها سوف تتوقف عن بيع السجائر التقليدية في المستقبل مع تحولها إلى بدائل خالية من الدخان. وأنه في حال لَمْ يَستَجِب المُدخنون لهذا النداء، فإنها تُشجعهم على التَحَوُّل إلى ما تزعم الشركة أنها بدائل أقل ضرراً – والتي يُفَضَّل أن تكون مُنتَجاتها الخاصة الخالية من الدخان مثل – جهاز “آيكوس IQOS” [وهذه الأحرف هي مُختصر عبارة “أنا أترك التدخين التقليدي” (I quit ordinary smoking) وطبعاً هذا ليس شعاراً رسمياً للشركة]، وقد صُمِّمَ هذا الجهاز الإلكتروني e-cigarettes لتسخين التبغ دون حَرقِه.
وتقول شركة “فيليب موريس” إن تحويل المدخنين الحاليين – الذين يزيد عددهم عن مليار شخص في العالم – لتدخين بدائل خالية من الدخان يترك مجالاً كبيراً للنمو؛ القصة ليست بهذه الأمانة والوضوح الذي تبدو به؛ ذلك أن الشركة اتهمت بمحاولة إضعاف أو تجميد قوانين مكافحة التدخين، ولا سيما في أفريقيا.
وتقول الجماعات المناهضة لصناعة التبغ إن الشركة تساهم في “انتشار استخدام السجائر الإلكترونية بين المراهقين” وذلك وفقاً لمفوض إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، كما اتهمت الشركة باستهداف الشباب، بخاصة في الاقتصادات النامية والناشئة، من خلال الهبات والإعلانات الملونة.
أضف على ذلك، فإن حقيقة إمكانية الخلط بسهولة بين التصميم الأنيق لجهاز “آيكوس IQOS” وملحقاته الملونة المختلفة وبين هاتف الـ “آي فون” ليست بالأسلوب الذي يحوز على إعجاب المُنتقدين!!!
وبغية الإمعان في الدجل لإقناع الحكومات والمهنيين الطبيين والجمهور بأن هذه الاجهزة هي السبيل الأفضل للمضي قدماً في مكافحة التدخين، تقوم الشركة باتباع نفس أسلوب صناعة الأدوية – من خلال تسخير البحوث العلمية. وقد نشرت “فيليب موريس” أكثر من 30 دراسة حول منتج “آيكوس” (IQOS) الذي يعتمد على مبدأ التسخين بَدَل الحرق.
وكما تزعم “فيليب موريس”، تظهر هذه الدراسات أن تسخين التبغ بدلاً من حرقه يقلل من تعرض المُستخدمين للمواد المُسرطنة بشكل كبير، لكن الجماعات المُناهضة لصناعة التبغ وغيرهم من النقاد يتساءَلون عن مدى استقلالية هذه الدراسات، ويجادلون بأنها لا تعكس الآثار طويلة المدى لهذه المنتجات، كما توجد بعض الأدلة التي تشير إلى أن مستخدمي السجائر الإلكترونية هم أكثر عرضة للإصابة بأزمات قلبية.
إذاً شركة “فيليب موريس إنترناشيونال” لم تقم بصناعة ُمنتج وبدائل تضر بصحة الإنسان فَحَسب، بل واجهت دعاوى قضائية تتعلق بأساليب تسويق وترويج كاذبة وخادعة، واتُهِمَت أيضاً بالتقليل من الآثار السلبية للسجائر ؛ واليوم، يحظر حوالي 27 بلداً استخدام السجائر الإلكترونية وغيرها من أجهزة تدخين التبغ.