سألت أحد “الأذكياء الاصطناعيين” السؤال التالي : ماذا يحدث لو انقطع مصدر الطاقة عن الذكاء الاصطناعي ؟
فأنتظر بره ثم أجاب : “إذا انقطع مصدر الطاقة عن الذكاء الاصطناعي، فسيتوقف عن العمل. ومن المهم أن يتم توفير مصادر طاقة مستدامة للحفاظ على استمرارية العمل.”
فسألته : وما هي التكلفة المادية والبيئية لتطور الذكاء الاصطناعي على كوكب الأرض؟ فأجاب على الشق المادي وتهرب في البداية عن الإجابة عن التكلفة البيئية وقال: ” يستخدم الذكاء الاصطناعي مركز بيانات لتشغيله، ويحتاج إلى مصادر طاقة مستدامة للحفاظ على استمرارية العمل. تتراوح تكلفة تطوير حلول AI المخصصة من 6,000 دولار إلى أكثر من 300,000 دولار . يشمل هذا التسعير التطوير والإطلاق. تتراوح تكلفة خدمات AI المستمرة، مثل الاستشارات، عادةً بأسعار أقل وتعتمد على رسوم الاستشاري في الساعة. يتقاضى معظم المستشارين في AI 200-350 دولارًا في الساعة. إذا استخدمت شركتك برنامج AI من جهة خارجية، مثل شاتبوت مُبنى مسبقًا، فتوقع دفع ما يصل إلى 40,000 دولار سنويًّا. يمكن لشركات جديدة أن تستخدم تطبيقات شاتبوت مجانية للاحتياجات التسويقية، على الرغم من أن هذه الأخيرة تعمل بشكل رئيسي للعمليات الريادية.”
فأعدت عليه السؤال بإلحاح عن التكاليف البيئية، فكرر الإجابة السابقة وأضاف إليها: “الذكاء الاصطناعي يستخدم كميات كبيرة من الطاقة للتدريب والتشغيل. يستخدم الذكاء الاصطناعي مركز بيانات لتشغيله، ويحتاج إلى مصادر طاقة مستدامة للحفاظ على استمرارية العمل. يستخدم الذكاء الاصطناعي كمية كبيرة من الطاقة، ويمكن أن يؤدي إلى زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. ومن المهم أن يتم توفير مصادر طاقة مستدامة للحفاظ على استمرارية العمل.”؟!!
والأسطر التالية يجيب فيها “الإنسان” على هذا السؤال : ماهي “التكاليف البيئية”.. لتطور الذكاء الاصطناعي على كوكب الأرض؟
وفقا لـ”منظمة الحفاظ على الطبيعة” وعلى الصعيد العالمي، يقترب متوسط البصمة الكربونية الناتجة عن أنشطة الكائنات الحية في كوكب الأرض من 4 أطنان سنويا، ولتجنب ارتفاع درجات الحرارة العالمية بمقدار درجتين، يجب أن تنخفض تلك النسبة إلى أقل من طنين بحلول عام 2050، .
ويمكن لـ”البصمة الكربونية للذكاء الاصطناعي” أن تكون أسوأ من تعدين عملة “بيتكوين bitcoin”، الذي يولد حاليا غازات دفيئة أكثر من بلدان بأكملها، وفقا لتقرير لصحيفة “الغارديان” البريطانية.
وتؤثر عمليات تعدين “بيتكوين” على البيئة وتتسبب في “تداعيات سلبية على المناخ”، وزيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري نظرا لاستهلاكها “كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية”، وفق دراسة لجامعة “كامبريدج”.
ويتطلب التعدين أو إنشاء العملة المشفرة “بيتكوين” حوالي 1150 كيلوواط ساعة من الكهرباء، مما دفع عدة دول لحظر تعدينها، وفقا لوكالة “فرانس برس”.
ومثل تعدين العملات المشفرة، يعتمد الذكاء الاصطناعي على وحدات معالجة الرسومات عالية القدرة، وأصبحت مجموعات البيانات المستخدمة لتدريب الذكاء الاصطناعي كبيرة بشكل متزايد، وتستهلك قدرا هائلا من الطاقة لتشغيلها.
ويمكن أن يتسبب تدريب “نموذج ذكاء اصطناعي واحد فقط”، في انبعاث كميات كبيرة من “ثاني أكسيد الكربون”، بما يعادل خمسة أضعاف الانبعاثات الصادرة عن سيارة أميركية، طوال عمرها الافتراضي، حسب “معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا”.
ويتم تشغيل برنامج الذكاء الاصطناعي التوليدي “تشات جي بي تي ChatGBT”، بواسطة مراكز بيانات عملاقة تستخدم عشرات الآلاف من رقائق الكمبيوتر “المتعطشة للطاقة”، وفق تقرير لوكالة “بلومبرغ”.
وتشير “دراسات” إلى أن حساب التأثير البيئي الإجمالي لـ “تشات جي بي تي ” وأنظمة الذكاء الاصطناعي الأخرى معقد، والكثير من المعلومات المطلوبة للقيام بذلك غير متاحة للباحثين.
ومن الصعب التكهن بمدى تطور الذكاء الاصطناعي خلال السنوات القليلة المقبلة، أو إلى أي مدى سيصبح فعالا في استخدام الطاقة.
ومع التطور المستمر لأنظمة الذكاء الاصطناعي، تظهر مخاوف بشأن “التكاليف البيئية”، وتأثير ذلك على زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وفق تقرير لمجلة “فوربس”.
فهل يجب أن نقلق؟
يعاني العالم منذ سنوات من آثار “التغيرات المناخية” التي تغذي ظواهر الطقس المتطرف بجميع أنحاء الكوكب، وفي ظل التطور المتسارع لـ”الذكاء الاصطناعي”، ويحذر خبراء تحدث معهم موقع “الحرة”، من تداعيات “بيئية” كارثية قد تتسبب بها تلك الأنظمة الذكية مستقبلا، ربما تهدد البشرية بأكملها.
ويقول أحد خبراء تكنولوجيا المعلومات، “أن أنظمة الذكاء الاصطناعي، وعلى رأسها “تشات جي بي تي”، تستهلك حجم طاقة يعادل تلك التي تحتاجها عشرات المنازل خلال عام كامل، ويحتاج تشغيل تلك الأنظمة الذكية لنفس مقدار الطاقة التي يستهلكها 126 منزلا في الدنمارك خلال عام كامل، وتنبعث منها كمية من غاز “ثاني أكسيد الكربون” توازي الانبعاثات الناجمة عن القيادة لمسافة 700 ألف كيلومتر”.
ولذلك فتلك الأنظمة لها “تداعيات سلبية” على استهلاك الطاقة، وتتسبب في “زيادة انبعاث الغازات الدفيئة”، مما يعني ارتفاع نسب “التلوث العالمي”.
ويقول خبراء التغيرات المناخية ” كلما زاد استخدام الأجهزة التكنولوجية الحديثة، ترتفع نسب الغازات الدفيئة المسببة لـ”الاحتباس الحراري”، مما يؤدي لـ”تغيرات مناخية خطيرة”، ويشير إلى اقتحام “الذكاء الاصطناعي” لمجالات عدة وبالتالي فهو يستهلك أكثر من 5 بالمئة من إنتاج الطاقة الكهربائية على مستوى العالم، مما يؤثر على “زيادة الاحتباس الحراري والانبعاثات الكربونية”.
وفي الوقت الذي يبحث فيه العالم عن “تخفيف التلوث البيئي”، يمكن للذكاء الاصطناعي التسبب في “زيادة الوضع سوءًا”، في ظل الاتجاه المتصاعد للاعتماد على تلك الأنظمة الذكية في مجالات عدة، وأن “التسابق” على تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي سوف يزيد من “التلوث البيئي العالمي”، وقد يتسبب الذكاء الاصطناعي في “مضاعفة” نسب التلوث بنسب تزيد عن الوضع الحالي بمقدار من 5 إلى 7 مرات، وهو ما يهدد سلامة الكائنات الحية، وإذا تطورت “أنظمة الذكاء الاصطناعي” بشكل “غير منضبط” في المستقبل، فسيكون لذلك “تداعيات كارثة” على الكوكب”.
ويتفق الخبراء على أن “مصادر الطاقة البديلة” هي السبيل الوحيد لتخفيف الانبعاثات الكربونية، وبالتالي تجنب “كارثة بيئية” قد يتسبب بها التطور المتسارع لأنظمة الذكاء الاصطناعي.