في وقت سابق من هذا العام، توقع “بيل غيتس” المؤسس الشريك لـ “مايكروسوفت” ، أنه بحلول أواخر عام 2024، ستصبح روبوتات الدردشة “معلمًا جيدًا مثل أي إنسان” في موضوعات مثل القراءة والكتابة. وقامت مؤخراً شركات التكنولوجيا بالترويج لإمكانيات تطوير الذكاء الاصطناعي عملية تعليم الأطفال، وهناك خبراء آخرين يحثون على توخي الحذر بشأن المخاطر المحتملة لتعريض الأطفال لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي دون التفكير [ومعرفة] كيفية تأثيرها على نموهم النفسي والمعرفي.
لكن السؤال الذي لا مفر منه بالنسبة للآباء والأمهات : كيف يجب التعامل مع هذا الأمر ، وحماية الأطفال من الهفوات والسلبيات المحتملة وتأثيرها على تربية هؤولاء النشء؟!
في هذا الإطار، تقول أخصائية علم نفس الأطفال ومؤلفة كتاب “How Toddlers Thrive” الدكتور “توفاه كلاين”، بحسب محطة “CNBC الأميركية”: نحن نعلم أن الذكاء الاصطناعي لا يزال أمامه طريق طويل ليقطعه من حيث الدقة؛ وبالتأكيد بالنسبة للأطفال الأصغر سنًا -في سن الابتدائية وما قبل المدرسة- بحاجة إلى مشاركة الكبار في حال استخدام العالم الرقمي، ناهيك عن أنه عالم رقمي يحتوي على المزيد من المعلومات غير الدقيقة [والمضللة].
وكشفت “كلاين” السبب في أن السماح لأطفالك باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي يعد فكرة سيئة، وما يجب على الأهل فعله بدلاً من ذلك: “حتى أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تطورت لدرجة الاقتراب من الذكاء على المستوى البشري لا تزال تميل إلى إنتاج معلومات مضللة؛ وأن الأطفال في سن المدرسة الابتدائية أكثر عرضة بكثير من البالغين لاعتبار المعلومات كحقيقة من شخصية ذات سلطة دون التشكيك فيها”.
وتضيف: أن هذا يجعل من المهم للأطفال أن يكون ذلك بحضور شخص بالغ يساعدهم على تطوير فهم أن المعلومات في بعض الأحيان دقيقة، وفي بعض الأحيان ليست كذلك.
وحتى بدون القلق من المعلومات الخاطئة والهفوات والسلبيات المحتملة، لا يزال يتعين على الآباء والأمهات الإشراف المباشر على استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل أطفالهم، لسبب بسيط، أن الإنسان يفهم السياق والفوارق الدقيقة بشكل أفضل مما تفعله الآلات (روبوتات الدردشة) ويحتاج الأطفال إلى فهم الخطوات الفردية لإكمال مسألة رياضية، بدلاً من إدخال المحتوى لإجابة صحيحة أو خاطئة.
تقول د. كلاين : التفاعل البشري المباشر مع الآخرين مهم؛ كلما زاد الوقت الذي يقضيه الأطفال مع الذكاء الاصطناعي، قل الوقت الذي يقضونه مع البشر الآخرين (معلمين، زملاء ، أصدقاء ، أفراد العائلة) ، فهي تحد من ذلك؛ فالأطفال في مرحلة التعلم الانمائي السريع، وأدمغتهم تتحرك بسرعة. وجزء مما يتعلمونه هو تبادل الإشارات غير اللفظية .
المعلمون والبرامج التعليمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي يمكن أن تكون -إلى حد ما- مفيدة للأطفال، وخاصة أولئك الذين يفتقرون إلى الوصول إلى الموارد التعليمية، لكن الحذر من الاعتماد عليهم كأداة أساسية للتعليم.
وهذه بعض النصائح والإرشادات التي تساعد -بإذن الله- الآباء والأمهات فيما يتعلق بالسماح للأطفال باستخدام الذكاء الاصطناعي كجزء من تعليمهم، وحمايتهم من التأثير السلبي المحتمل:
- لا تدعوا أدوات الذكاء الاصطناعي تكون المصدر الوحيد لمعلوماتهم والتعلم.
- تأكدوا من وجود شخص بالغ (معلم أو غيره) يمكنه مساعدتهم في التحدث عن كيفية وصولهم إلى إجابة.
- ساعدوهم على فهم أنهم يتفاعلون مع آلة قد تعطيه معلومة خاطئة وقد تسبب له ضرر.
- راقبوا مقدار الوقت الذي يقضيه أطفالكم كما تفعل مع استخدامهم للألعاب ووسائل التواصل الاجتماعي.
- اقض وقت معهم لمناقشة ايجابيات وسلبيات استخدامات الذكاء الاصطناعي، وفهمها تمامًا، حتى لا يفوتهم التطور المعرفي.
والله خير حافظ، وهو أرحم الراحمين.