«الإحياء الافتراضي للموتى باستخدام الذكاء الاصطناعي»

  • — الخميس أغسطس 24, 2023

مع استمرار حالة الفوضى الخلاقة في استخدامات الذكاء الاصطناعي التوليدي ظهر مشروع أحدث موجة من الجدل يسمى “مشروع ديسمبر” لإعادة إحياء الموتى رقميًا على شكل “ثانابوتس Thanabots”؛ عبارة عن روبوتات محادثة باستخدام “شات جي بي تي” مدربة على جمع بيانات الإنسان المتوفى؛ إذ يسمح للمستخدمين بإدخال جميع أنواع البيانات والمعلومات عن الشخص الميت، ومن ثم إنشاء شخصية افتراضية بالصوت والصورة يمكن التحدث معها !!!

والـThanatology هي مفردة إغريقية تعني “علم الموت”، ويبدو أن “مشروع ديسمبر” اجتزأ منها ” ثانا Thana”، نسبة إلى ثاناتوس Thanatos، الذي يعني عند الإغريق “إله الموت”، وأضاف إليها مفردة “بوت”؛ روبوت الدردشة أو اللعب إلخ.

لقد أطلق “جيسن روهرر” مشروع ديسمبر في نهاية عام 2021 بعدما صنع “أفاتار Avatar” لشخصية شهيرة لأحد المسلسلات الأمريكية، والآن يدعو مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي إلى تزويد مؤسسته بكل البيانات حول شخص متوف من أجل صناعة “ثانابوتس” للبيع.

وتخزّن شركات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإكس وأبل ومايكروسوفت وجوجل معلوماتنا الرقمية وكلّ البيانات التي ننتجها لهم يومياً مجاناً، ومن المحتمل بيعنا مستقبلاً كـ”ثانابوتس” ؟!

ترى “ليا هنريكسون”، المحاضرة في الوسائط الرقمية والثقافات في جامعة كوينزلاند بأن “هذه الروبوتات ستكون مبنية على البيانات الرقمية التي أنتجها الإنسان خلال حياته، وهي ليست بالضرورة صحيحه، إذ إن حياة الأشخاص الرقمية قد تكون في الواقع مختلفة تماماً عن حياتهم الحقيقية.”

الأمر الذي يبث القلق في النفوس السليمة من الناس؛ فعلى الرغم من أن تقدم التكنولوجيا يفترض أنه يهدف إلى مساعدة الأحياء؛ إلا أن العقلاء بدأو يشعرون بالغموض والانزعاج تجاه حالة الانفلات الرقمي الحالية!!!

إن تغلغل استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي بمثل هذه الطريقة يدعو فعلاً للقلق والانزعاج؛ فلقد تجاوز الأمر الحد المعقول والمنطقي، وأصبح أشبه بالألغام والقنابل التي لا تدري متى تنفجر بوجهك بثالثة الأثافي !!!

تنبيه لمن يعنيه أو يهمه الأمر .. إن عملية الإحياء الافتراضية للموتى وكأنهم ألعاب تستنطق وتُقلّد ويُتقوّل عليهم أي راعٍ وباغٍ وفاحش وبَذِيء، ستصل -عاجلاً أم آجلاً – إلى الزعماء والعلماء والرموز الوطنية الأموات والأحياء بما لن يسر أحد من الراشدين، وهناك مسؤولية دينية وأخلاقية وإنسانية تحتم علينا بذل الجهد لإيقاف هذا العبث وانتهاك حرمة الموتى.

اللهم قد نبهت، قبل أن لا ينفع الندم [.]