إلى المسؤولين عن الصحة: احموا مواطنيكم (الأطفال والمراهقين)، وامنعوا هذا الضرر البين والضرار الواضح!

  • — الجمعة ديسمبر 22, 2023

هناك ضرورة وحاجة ملحة إلى تنفيذ تدابير صارمة لمنع تعاطي السَّجَائِر الإلكترونية لحماية مواطنيها، ولا سيما أطفالها وشبابها من الدَّجْل الوَقِح والْقبيح لشركات تصنيع التبغ [!!!]

"الفيب Vape"
“الفيب Vape”

السجائر الإلكترونية سُوّقت بضراوة للأطفال والشباب؛ وهناك حاليا 34 دولة تحظر بيعها، و88 دولة لا تفرض حدا أدنى لسن لشرائها، و74 دولة ليس لديها لوائح تنظم هذه المنتجات الضارة.

وقال الدكتور “تيدروس”، مدير عام منظمة الصحة العالمية في بيان صحفي (ديسمبر 2023) : “يُستدرج الأطفال في سن مبكرة إلى شرك تعاطي السجائر الإلكترونية، وقد يصبحون مدمنين على النيكوتين، وأحث البلدان على تنفيذ تدابير صارمة لمنع تعاطي التدخين لحماية مواطنيها، ولا سيما أطفالها وشبابها”.

وتسبب السجائر الإلكترونية التي تحتوي على النيكوتين إدمانا شديدا عليها، وتضر بالصحة، فقد ثبت أنها تولد مواد سامة، بعضها يعرف أنه يسبب السرطان والبعض الآخر يزيد من خطر الإصابة باضطرابات القلب والرئة. ويمكن أن يؤثر تعاطي السجائر الإلكترونية أيضا على نمو الدماغ، وأن يؤدي إلى اضطرابات التعلم عند الشباب. ويمكن أن يؤثر تعرض الجنين للسجائر الإلكترونية سلبا على نمو الجنين لدى النساء الحوامل. كما يشكل التعرض للانبعاثات من السجائر الإلكترونية أخطاراً على الأشخاص القريبين من محيط متعاطيها.

“بود Pod”

وقال الدكتور “روديجر كريش”، مدير إدارة تعزيز الصحة لدى المنظمة، إن “السجائر الإلكترونية تستهدف الأطفال من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والمؤثرين، وتعرض عليهم ما لا يقل عن 16000 نكهة، وتستخدم بعض هذه المنتجات شخصيات كرتونية لها تصاميم أنيقة تجذب جيل الشباب، وهناك زيادة مقلقة في تعاطي السجائر الإلكترونية في أوساط الأطفال والشباب، إذ تتجاوز حتى معدلات تعاطيها في أوساط البالغين في العديد من البلدان”.

ويمكن أن يرتبط التعرض لمحتوى لتناول السجائر الإلكترونية على وسائل التواصل الاجتماعي، وإن لفترة وجيزة، بزيادة اعتزام استخدام هذه المنتجات، فضلا عن اتخاذ مواقف أكثر إيجابية إزاء السجائر الإلكترونية.

الأطفال المتراوحة أعمارهم بين 13 و15 عاما يتعاطون السجائر الإلكترونية بنسب أعلى من البالغين في جميع أقاليم المنظمة. وتظهر الدراسات باطراد أن الشباب الذين يتعاطون السجائر الإلكترونية أكثر عرضة بثلاث مرات تقريبا لتعاطي السجائر في وقت لاحق من حياتهم؛ ففي بعض الدول ككندا مثلا، تضاعف تعاطي السجائر الإلكترونية في أوساط المراهقين المتراوحة أعمارهم بين 16 و 19 عاما في الفترة من عام 2017 إلى عام 2022، وفي إنجلترا تضاعف عدد متعاطيها من الشباب ثلاث مرات في السنوات الثلاث الماضية.

من الضروري اتخاذ تدابير عاجلة لمنع الإقبال على السجائر الإلكترونية ومكافحة إدمان النيكوتين إلى جانب اتباع نهج شامل لمكافحة التبغ، على نحو يراعي الظروف الوطنية.

ينبغي لأي حكومة تطبق استراتيجية للإقلاع عن التدخين باستخدام السجائر الإلكترونية أن تفرض رقابة على الحالات التي يمكن فيها الحصول على المنتجات لضمان الإتاحة في الحالات السريرية المناسبة وتنظيم المنتجات كأدوية (بما في ذلك طلب، إذن التسويق كأدوية). وينبغي عدم اتخاذ قرار السعي إلى تحقيق هدف الإقلاع عن التدخين، حتى في مثل هذا الشكل الخاضع للرقابة، إلا بعد النظر في الظروف الوطنية، إلى جانب خطر الإقبال وبعد استنفاد استراتيجيات الإقلاع الأخرى التي أثبتت جدواها.

وتستفيد دوائر صناعة التبغ من تدمير الصحة، وتستخدم هذه المنتجات الجديدة لاكتساب مقعد في مواقع اتخاذ القرار مع الحكومات للضغط ضد السياسات الصحية، ويساور المنظمة القلق من أن دوائر صناعة التبغ تمول، وتروج لأدلة كاذبة تدعي أن هذه المنتجات تقلل من الضرر، في حين أنها تسوق بضراوة لهذه المنتجات في أوساط الأطفال والأشخاص غير المدخنين، وتواصل بيع ملايين السجائر.

ويلزم كما جاء في البيان الصحفي اتخاذ إجراءات حاسمة قوية لمنع تعاطي السجائر الإلكترونية استنادا إلى مجموعة متزايدة من الأدلة على تعاطيها في أوساط الأطفال والمراهقين، وعلى الأضرار الصحية التي تسببها.

إلى المسؤولين عن الصحة… احموا مواطنيكم (الأطفال والمراهقين)، وامنعوا الضرر البين، والضرار الواضح؛ فــ”كلكم راعٍ، وكلكم مسئولٌ عن رعيته”.