الكاتب : Sidharth Mukherjee
عندما سألني مديري ما هو مستوى ذكائك العاطفي “EQ“؟ شعرت بشيء من الحيرة. فأضاف أعلم أنك تتمتع بمعدل عال من الذكاء “IQ“، ولكن هل تعلم أن الأشخاص الذين يتمتعون بمستوى متوسط من الذكاء العاطفي يتفوقون في 70٪ من عدد المحاولات على ذوى معدلات الذكاء العالية “IQ“؟
حقا ؟!
قد تكون هناك فرصة نادرة يحالف الحظ فيها شخص خلال القيام بأختبار الذكاء “IQ” وهو لا يتمتع بالقدر الكافي منه، لكني كنت أتساءل عما إذا كان من الممكن أن تكون لهذا الأمر دلالة إحصائية؛ وبعبارة أخرى، كلمات مديري هذه، ضربت على وتر حساس، ولذلك قمت بالبحث عن الـ “EQ” في جوجل، ولدهشتي البالغة، اكتشفت الإحصاءات التالية :
- 90٪ من كبار الموظفين يتمتعون بمعدلات عالية من الذكاء العاطفي.
- والذكاء العاطفي مسؤول عما نسبته 58٪ من أدائك في وظيفتك.
- الاشخاص الذين يتمتعون بمعدلات عالية من الذكاء العاطفي يحققون دخلا سنوياً إضافياً يصل إلى 29 ألف دولار فوق ما يحققه نظرائهم من ذوي الذكاء العاطفي المتدني.
المعلوممة الأخيرة … كان وقعها مثل الموسيقى في أذني! فقد كنت أعتقد دائما أن الذكاء العاطفي أمر جيد لضمان مستقبل مهني ناجح. لكن على أرض الواقع، هل الذكاء العاطفي أشبه ما يكون بالمخلوق الفضائي “ET” ؟
لقد بحثت في جوجل فوجدت أن الـ EQ أو “الذكاء العاطفي” هو القدرة غير الملموسة التي يمتلكها كل واحد منا لفهم عواطفنا الخاصة، وكذلك عواطف الآخرين واستخدام ذلك في إدارة سلوكياتنا الخاصة وكذلك العلاقات الشخصية فيما بيننا. وفي وقت لاحق، خصصت بعضاً من وقتي لتأمل وتقييم مستوى ذكائي العاطفي. غير أن السؤالين الرئيسيين في ذهني هما :
- كيف يمكنني فهم مشاعري الخاصة، ومن ثم استخدامها للتأثير إيجابيا على سلوكي في مكان العمل؟
- كيف يمكنني فهم مشاعر زملائي في العمل “استخدامها في إدارة علاقاتي الشخصية” ؟
كنت اعتبر نفسي دائما مرتبط عاطفيا بما أقوم به، ومتحمساً جدا لعملي، ومهموم بنوعية المخرجات التي يمكن أن تتحقق من عملي، ولكنني كنت شديد الحساسية عند الانتقاد. وكنت أيضاً قادرا على السيطرة على مشاعري عند سماع الأخبار الجيدة ولا أبدأ بالتعبير عنها على الفور، ولكن الأخبار السيئة تؤذيني وتضر بثقتي، حتى ولو للحظات قليلة.
السؤال الأول دفعني لتعلم التكيف مع الظروف السلبية في العمل.
ردود الفعل السيئة حول مشروعي الذي أقوم به يساعدني على معرفة منطلقات من يبدي هذه الملاحظات- فقد تكون تجربته مختلفة كليا عن تجربتي- ما الذي يمكن أن أستفيده من شخص كهذا؟ وبدلا من الدفاع عن مشروعي في مواجهة مثل هذه الملاحظات وردود الأفعال، كنت أجد نفسي مضطراً إلى البحث اكثر للتحقيق من الأمر وفهم أوجه القصور بطريقة أفضل، والحصول على أفكار تساعدني على تحسين مخرجات العمل الذي أقوم به. كنت أيضاً اعتبر نفسي دائما قوياً في إدارة الناس – سواء كانوا مستفيدون أو زملاء في العمل، مرؤوسين أو رؤساء – كانت قادراً على إدارتهم جميعاً! ومع ذلك، كانت تمر بي أوقات يرسل لي أحد زملائي برسالة بريد إلكتروني من مسافة تبعد عن 10 آلاف ميل وهو غاضباً مني.
السؤال الثاني دفعني إلى التفكير بعيداً عن مشاعري مع أخذ عواطف زميلي في الحسبان، فما الذي دفعه في المقام الأول إلى إرسال رسالة إلكترونية غاضبة ؟ هل كان متوتراً لسبب ما – لعل زوجته دفعته للنوم على الأريكة في الليلة الماضية – أو ربما كان مجرد يوم سيئ في العمل؟ وحتى لو لم يكن لديه ما يبرر رسالته الغاضبة تلك، أو حتى لو كان لا ينبغي التغاضي عنها، فهل من المناسب الرد عليه برسالة إلكترونية غاضبة، ومن ثم نبدأ في شد وجذب عبر الرسائل الإلكترونية؟ بالتأكيد لا! المطلوب هو مكالمة هاتفية للتحدث وتحديد الاختلاف فيما بيننا.
في مكان العمل، من الضروري جداً أن نعبر عن الامتنان والتقدير لكل واحد من زملائنا يعمل بجد واجتهاد مع تقيده بأهداف المنظمة، وقد يكون هناك زميل آخر مزعج يكون على النقيض من النموذج الأول، ففي هذه الحالة علينا التعامل مع مثل هذه الحالات بعقلية مفتوحة وتواضع واحترام.
عندما سألني مديري عن مستوى ذكائي العاطفي الـEQ””، اجبرني مشكوراً على التأمل والعمل على تحسين نفسي كفرد وكعضو في فريق عمل.
في عالم اليوم وفي عصرنا الحاضر، عندما يقيس أحدنا حجم شعبيته بعدد (المتابعين|المعجبين) التي تحصدها مشاركاته في “الفيسبوك” أو بعدد ارتباطاته في “لينكدين”، أقترح أن تضيفوا مؤشر آخر لهذا القياس وهو مستوى الذكاء العاطفي لكل منكم.
المصدر:
http://www.linkedin.com/today/post/article/20140319181303-3243295-what-s-your-eq