من أبرز العوامل الإستراتيجية التي تساعد على نجاح صناعة إعادة تدوير النفايات في حماية البيئة وتحقيق عوائد اقتصادية واجتماعية وملخص عناوينها هي ثقافة المجتمع والدعم الحكومي والتقنيات الحديثة….:
تحديات
تقول شركة “تدوير” ومقرها دبي إن صناعة إعادة التدوير تتكون في الأساس من استعادة المواد من النفايات الصلبة والتي سترجع إلى البيئة كمصدر محتمل للتلوث، مالم يتم استخدام هذه المواد التي تم تجميعها كمواد خام في الصناعة أو تجميع منتج جديد. فعلى مدى السنوات الماضية والراهنة وعلى المستويين الإقليمي والعالمي زادت كمية النفايات الصلبة التي تنتج عن الشخص الواحد، كما تزيد تكلفة التخلص من النفايات بدورها مما يزيد من أهمية إعادة التدوير.
حلول
توضح شركة “تدوير” أن التعامل مع هذه المشكلة تطلب من بلديات المدن القيام بتطوير سياسات أو خطط لتدوير النفايات سواء بتأسيس مشروعات وخطط تديرها أو بدعوة القطاع الخاص للنهوض بأعبائها، ويختلف نوع الخطة تبعًا للمنطقة، حيث لا يوجد حتى الآن أي نوع من المعايير أو التشريعات الخاصة بإعادة التدوير، وإن كانت الوكالات المختصة بحماية البيئة تشجع على تبني برامج إعادة التدوير لتقليل كمية النفايات الصلبة التي يتم التخلص منها في مقالب القمامة أو محارق القمامة.
تحاول تدوير في هذه الدراسة تحديد هوية العوامل الإستراتيجية لأنواع برامج إعادة التدوير ومدى نجاح هذه البرامج لاسيما بعد تجميع بيانات دقيقة إلى حد كبير وتحليلها لتحديد العوامل المرتبطة بالمشاركة في برامج إعادة التدوير، وقد تم إيجاد علاقة واضحة بين المشاركة، وقيمة المتوسط للمنازل المملوكة، ونسبة التأجير الشاغلة للوحدات السكنية، ونسبة التعليم العالي والنوع الأساسي لبرنامج إعادة التدوير والدعم الحكومي المقدم من الحكومات.
ثقافة المجتمع
تقول تدوير ان العمود الفقري للتخلص من الآثار السلبية الخطيرة للنفايات يكمن قبل كل شيء في الوعي الجمعي وثقافة المجتمع وسلوكيات أفراده، إذ ان مصدر النفايات الأول هو نتاج ما يستهلكه الفرد يومياً لذا فإن الارتقاء بسلوك المستهلك الفرد ومن ثم السلوك الاستهلاكي للشركات عبر توعيتهم بأفضل الممارسات لتقليل النفايات والتعامل السليم معها يحقق الجانب الكبير من الهدف الأسمى وهو حماية الفرد نفسه وبيئته.
ضرورة التعامل مع ثقافة التدوير بإيجابية
يتصور الكثيرون خطأ أن مصطلح النفايات هو مصطلح سلبي، ولكن العكس هو الصحيح. والنفايات لها أهمية تجارية وصناعية وخاصة أن الموارد الطبيعية في تناقص مستمر وأسعارها في ارتفاع متواصل، ويمكن الاستفادة من النفايات بدلاً من التخلص منها.
لذلك يجب إدخال برامج الاستفادة من النفايات البلدية في خطط التنمية والعمل على استخلاصها كمصدر طبيعي للصناعات المنخفضة التكاليف. إن الإسلام يدعو للعناية بالبيئة والنظافة ومن ذلك إدارة وتدوير النفايات حيث قال النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ؛ “إماطة الأذى عن الطريق صدقة”، وقال ؛ “إن الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها كلمة لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق”. لذلك فالتعامل مع النفايات بشكل غير سليم يعتبر أذى ويأثم فاعلها، في حين أن إزالتها أو الاستفادة منها كتدويرها تعتبر صدقة ويثاب العاملون عليها.
الدعم الحكومي
يتطلب الاستثمار في تدوير النفايات استراتيجية شاملة تشترك فيها مؤسسات القطاعين العام والخاص ذات العلاقة بالنظافة العامة والنفايات والصحة العامة وحماية البيئة والأجهزة الاقتصادية المختصة بهدف معالجة النفايات والاستفادة منها، بالإضافة إلى متابعة الدراسات في مجال تدوير النفايات وإعادة استخدامها في الصناعة، والقطاع الخاص هو الأكثر مقدرة وتأهيلاً للاستثمار في مجال تصنيع النفايات إذا ما توفر له الدعم المطلوب من السلطات المختصة وبغيره تصبح مهمته صعبة إن لم تكن مستحيلة.
ويعتبر المستثمر ورأس المال وتكاليف الضمان من المعايير المهمة التي تؤخذ بعين الاعتبار مالياً. ومعظم الكلف العالية ناتجة عن الاستخدام غير الفعال للمصادر نتيجة هدر في تكلفة المواد الخام والطاقة بالإضافة إلى عدم كفاءة التشغيل والمعالجة وزيادة تكاليف الدعاوى القضائية. وسبق ونشرت تدوير في الدراسات الماضية تجارب وممارسات عالمية للدعم الذي تقدمه بعض الحكومات العالمية للفرد فضلاً عن دعمها للقطاع الخاص ومن أشكال ذلك دعم نشر ثقافة إعادة تدوير النفايات لبعض الدول الغربية وما أثمرته من أرباح ومكاسبَ اجتماعية ومالية باتباعها عبر توعية وتربية أجيال كاملة على النظافة واحترام البيئة.
المصدر : مجلة البيان