«المعلومات المضللة المولدة بالذكاء الاصطناعي من أبرز المخاطر العالمية»

  • — الأحد فبراير 04, 2024

أصدر منتدى الاقتصاد العالمي (منتدى دافوس) تقريرًا عن المخاطر العالمية (٢٠٢٤) التي قد يواجهها العالم خلال العقد المقبل.

وفي نتائج الاستطلاع الصادر عن المنتدى، والذي أجري من قبل 1400 خبير وصانع قرار وصانع سياسة، ادرج المعلومات المضللة والمعلومات الضارة في المركز الأول في لائحة المخاطر العالمية على المدى القصير، المتفق عليه بمدة سنتين، والمركز الخامس على المدى الطويل المحدد بعشر سنوات.

أثر المعلومات المضللة المولدة بالذكاء الاصطناعي على الاقتصاد العالمي

ركز التقرير على المعلومات المضللة والضارة المولدة بتقنية الذكاء الاصطناعي، تزامنًا مع التطور التكنولوجي الكبير الذي رافق هذه التقنية وسمح بتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل روبوتات الدردشة، إلى جانب تقنيات الزيف العميق، والتي تهدد بتقويض الديمقراطية واستقطاب المجتمع، الأمر الذي اعتبره التقرير من أكبر المخاطر المباشرة على الاقتصاد العالمي.

ويأتي خطر المعلومات المضللة والمعلومات الضارة المولدة بالذكاء الاصطناعي في المراكز الأولى بحسب التقرير، في الوقت الذي من المقرر أن يتوجه أكثر من ثلاث مليارات شخص حول العالم لاستحقاقات انتخابية في عدة دول، خلال الفترة المقبلة، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وإندونيسيا والهند والمكسيك وباكستان.

ووفقًا للتقرير، فإن الانتشار الواسع النطاق للمعلومات المضللة والمعلومات الضارة، يصل أثره إلى تقويض شرعية الحكومات المنتخبة، حديثًا، ويغذي الاحتجاجات العنيفة وربما حتى الإرهاب.

وفي السياق، أورد تقرير لمجلة تايم، تصريحات عن رئيسة إدارة المخاطر في شركة مارش، التي شاركت في تأليف تقرير دافوس، إذ قالت إن تقنية التزييف العميق من الممكن أن تؤثر على مجموعات كبيرة من الأشخاص وأن تساهم في نشر معلومات مضللة، مضيفة أن لهذه التقنيات دورًا مباشرة في زيادة استقطاب المجتمعات في أوقات حساسة كأوقات الانتخابات.

وأضافت أن نمو تقنيات الذكاء الاصطناعي يجلب معه مجموعة من المخاطر الأخرى إذ يساهم في تمكين “الجهات الخبيثة” من خلال تسهيل تنفيذ الهجمات الإلكترونية، في أتمتة محاولات التصيد الاحتيالي أو إنشاء برامج ضارة متقدمة.

وأشارت إلى إمكانية استخدام البيانات التي يتم حذفها من الإنترنت لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي، ودور هذا الفعل في إحداث المزيد من التحيز في نماذج الذكاء الاصطناعي.

مخاوف عالمية من دور المعلومات المضللة على الانتخابات في عصر الذكاء الاصطناعي

فقد سلط الضوء في أكثر من تقرير على تنامي مخاوف الخبراء حول العالم من أثر انتشار المعلومات المضللة والضارة المولدة بالذكاء الاصطناعي، ودورها على الانتخابات، خاصة وأن تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي باتت في متناول أيدي أغلب مستخدمي شبكة الإنترنت وبتكلفة شبه مجانية.

وفي تقرير صدر عن موقع “ذي غارديان” في يوليو/تموز الفائت، حول إمكانية زعزعة الذكاء الاصطناعي للديمقراطية خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية، تمت الإشارة إلى مخاطره، وكيف تسببت صورة انفجار مبنى البنتاغون الأميركي المولدة بالذكاء الاصطناعي، على سبيل المثال، في هبوط ظرفي في سوق الأسهم.

كما سلط الضوء على الانتشار الفيروسي لصور دونالد ترامب المولدة بالذكاء الاصطناعي أيضًا، وهو يقاوم ضباط شرطة يحاولون اعتقاله وما أحدثته من جدل، حينها، إذ صدقها العديد من مستخدمي الإنترنت. كما أصدرت الجمعية الأميركية للمستشارين السياسيين تحذيرًا من أن فيديوهات التزييف العميق تمثل “تهديدًا للديمقراطية”.

وفي مقال صدر حديثًا عن وكالة “بلومبيرغ” حول خطر المعلومات المضللة على ديمقراطية العملية الانتخابية في العام الجاري، نظرًا للتطور النوعي في تقنيات الذكاء الاصطناعي ودورها في نشر أشكال جديدة من المعلومات المضللة، إذ واجهت الانتخابات منذ عام 2016 على الأقل تلاعبًا عبر استخدام الأدوات التقنية، وأصبح الحفاظ على نزاهتها تحديًا كبيرًا يواجه المسؤولين عنها.

من زاوية أخرى، سلط التقرير الضوء على دور مدققي المعلومات ومنصات تقصي الحقائق في ظل صعوبة اكتشاف التضليل القائم على الذكاء الاصطناعي بالنسبة إلى أغلب الناخبين مهما كانت قدراتهم الرقمية.

التقرير (EN) WEF_The_Global_Risks_Report_2024.pdf (weforum.org)