“إدارة التغيير” أم ” قيادة التغيير” ؟

  • — السبت نوفمبر 09, 2013

يقول “جون كوتر”- مسؤول الابتكار في شركة كوتر الدولية، لمساعدة القادة على تسريع تنفيذ الاستراتيجيات، وأستاذ القيادة الفخري في كلية هارفارد للأعمال: “كثيرا ما يسألني الناس عن الفرق بين” إدارة التغيير “و” قيادة التغيير “، وعما إذا كان الأمر يتعلق بدلالات الألفاظ. والواقع أن هذين المصطلحين ليسوا بمعنى واحد. والفرق بينهما كبير جدا.”

إن مصطلح إدارة التغيير هو الأكثر استخداماً في عالمنا اليوم، وهو عبارة عن مجموعة من العمليات، والأدوات، والأُطر والآليات التي صُممت للتأكد من أنه عندما تقوم بإجراء بعض التغييرات تبقى تحت السيطرة، وتحد من الانحرافات والآثار التي قد تترتب عليها، فلا تحدث مشكلات- كتمرد المعنيين بالتغييرات واستنزاف للأموال والوقت والجهد-  ولذلك فهو وسيلة لتحقيق تغيير، ومن ثم الحفاظ عليه بجعله تحت السيطرة.

قيادة التغيير تتعلق بالقوى المحركة، والرؤى والعمليات الموجه التي تغذي التحول، وهي أشبه ما تكون بوضع المحرك في عملية التغيير برمتها، وجعلها تسير بوتيرة أسرع وأكثر ذكاءً وكفاءة. وبالتالي، فهي أكثر ارتباطاً بالتغييرات الشاملة والواسعة النطاق.

ولذلك تميل إدارة التغيير إلى أن تكون أكثر ارتباطاً بتغييرات أخرى أصغر –على الأقل- عندما تسير بشكل جيد. فلو نظرت في الوقت الراهن إلى العالم كله وتحدثت إلى الناس، فستجد أن ما بين المصطلحين ليس مجرد دلالات. فالجميع يتحدث عن إدارة التغيير، وإدارة التغيير بمفردات مختلفة ولكنها ذات معنى واحد، لأن هذا هو ما يفعلونه. وإذا نظرت إلى جميع الأدوات، تجدها تحاول دفع الأمور إلى الأمام، ولكن مع التقليل من الانحرافات، أي إبقاء الأمور تحت السيطرة. فهي محاولة للتأكد من أن التغيير قد حدث بكفاءة، بمعنى أنك لا تتجاوز حدود الميزانية – وهو جانب آخر من جوانب السيطرة.

ويمكن أن يحدث التغيير بمجموعات قليلة لإدارة التغيير من الداخل، وخبراء استشاريين من الخارج يتمتعون بكفاءة عالية في هذا المجال، للقيام بتدريب الكوادر على إدارة التغيير. كذلك من خلال فرق عمل يكون هدفها الأساسي دفع عجلة التغيير إلى الأمام، ولكن مع إبقائه تحت السيطرة. ويتم التغيير بأنواع مختلفة من العلاقات التي تعطى مسميات بعينها مثلا “الرعاة التنفيذيون” حيث إن الراعي التنفيذي هو الذي يقوم بمراقبة هذا التغيير للتأكد من أنه يسير بطريقة منظمة.

أما قيادة التغيير فهو أمر مختلف كلياً، إنه المحرك كما ذكرنا، وهو يتعلق أكثر بجمهور من الناس الذين يريدون أن يفعلوا شيئا ما، ومعني أكثر بالسرعة. وهو أكثر ارتباطاً بالرؤى الكبرى، ويهتم أكثر بالتمكين والكثير من الناس.

إن تغيير القيادة يمكن أن يؤدي إلى خروج الأمور قليلا عن نطاق السيطرة، فعندما يكون لديك محرك قوته 1000حصان، لن تكون لديك نفس الدرجة من اليقين بأن كل شيء يتم بالطريقة التي تريدها، وفي الوقت الذي تريده، ولكن كل ما تحتاجه في هذه الحالة أن يكون لديك سائق ماهر وسيارة قوية، وهو ما يمكن أن يطمئنك بأن المخاطر التي قد تواجهها ستكون مختلفة كلياً وفي الحد الأدنى.

العالم اليوم، يتحدث، ويفكر، ويمارس إدارة التغيير. ولا يقوم بقيادة التغيير، فقيادة أي تغيير مرتبطة بقفزات أكبر يجب القيام بها، وبسوانح الفرص التي تأتينا بشكل سريع وتظل متاحة لوقت أقل، والمخاطر التي تأتينا بشكل أسرع مما نتصور، وعلينا بالفعل أن تقفز قفزة كبيرة وبوتيرة أسرع، ولذلك نحتاج إلى قيادة التغيير وهو ما يشكل التحدي الأكبر، وفي الواقع، لا أحد- تقريبا- يجيد ذلك، وهذه مشكلة حقيقية كبرى.


المصدر : مجلة فوربس