استدامة الأخلاقيات في الصناعة [ تجربة شركة ]
تحقيق مجلة المدير
الحديد الصلب أو الفولاذ هي مادة فريدة وحيوية فهي تغطي تقريباً كل جزء من مكونات الحياة العصرية اليوم، وتعتبر مكوِّن اساسي من مكونات البنى التحتية في العصر الحديث. من صناعة الحافلات إلى المباني، ومن الأطعمة المعلبة وحتى الحواسب الآلية، تقريباً كل ما نراه حولنا حالياً إما مصنوعة من الفولاذ أو أُستخدم الفولاذ في صناعتها. اذاً الفولاذ أو الحديد الصلب هي مادة حيوية للمجتمعات العصرية.
شركة «تاتا للحديد الصلب Tata Steel” تعتبر ثاني أكبر شركة مصنعة للحديد الصلب في أوربا ولديها مصانعها الخاصة في المملكة المتحدة وهولندا حيث توفر الحديد الصلب والخدمات ذات العلاقة للصناعات الرئيسة مثل الانشاءات وصناعة السيارات وصناعة التعبئة والتغليف. فرعها في اوربا هو فرع من فروع مجموعة Tata Steel Group وهي من بين أكبر عشر شركات في العالم لإنتاج الحديد الصلب. القوى العاملة لدى هذه المجموعة يقرب من 80.000 شخص.
الالتزام بالممارسات البيئية السليمة هو جزء من التزام العديد من الشركات بالعمل بمسئولية. المسئولية الاجتماعية تشير إلى التزام الشركات أو المؤسسات بتعظيم تأثيراتها الايجابية على المدى البعيد وتقليل تأثيراتها السلبية على المجتمع. بالنسبة لهذه الشركة تعتبر المسئولية الاجتماعية جزء أصيل من رؤيتها في أن تكون : ” مرجعية صناعة الفولاذ في العالم في توليد القيمة ومواطنة الشركات”.
تلتزم هذه الشركة بمعالجة تحديات الاستدامة. هذا يعني أنها تتحمل بكل جدِّية مسئولياتها تجاه البيئة وتجاه المجتمع الذي تعمل فيه وتوازن هذه مع احتياجها في تحقيق الأرباح. وضعت هذه الشركة أنظمة لتحقيق المعايير العالمية في الادارة البيئية مثل شهادة ISO 14001.
احترام وحماية البيئة هو مبدأ جوهري تلتزم به كل شركات هذه المجموعة وتسير جنباً إلى جنب مع العمل الربحي لها.
ما هي اخلاقيات العمل و الاستدامة؟
المقصود بأخلاقيات العمل «اتخاذ المسار الصحيح». العمل بصورة اخلاقية يأخذ بعين الاعتبار كل العوامل الداخلة في ممارسة العمل التجاري، وهذه تتضمن الانتاج وعمليات الشركة و سلوكياتها مع عملائها ومع المجتمع الذي تعمل فيه. إنها تتعلق بفعل الشيء الصحيح في كل شيء تقوم به.
لدى هذه الشركة خمس قيم جوهرية تحدِّد اخلاقيات العمل وهي: الاستقامة، الفهم، التميُّز، الوحدة، والمسئولية. هذه القيَّم حاضرة في كل شيء تقوم به هذه الشركة وتقود السلوك الاخلاقي لها. تحمُّل اعباء تحديات الاستدامة تنساب في هذه الشركة بسلاسة من هذا الموقف الاخلاقي لها.
تعريف هذه الشركة للاستدامة هو: «نهج دائم ومتوازن للنشاط الاقتصادي والمسئولية البيئية والمنفعة المجتمعية». الاستدامة تتعلق بتحقيق تحديات تمتع الاجيال القادمة بنفس أسلوب الحياة التي يتمتع بها الجيل الحالي. وهذا يقتضي بطبيعة الحال تبني منظور طويل المدى في احداث توازن في التأثيرات الاقتصادية والبيئية و المجتمعة لنشاط الشركة.
غالباً ما يظهر الالتزام بالسلوكيات الاخلاقية في السياسات التي تنتهجها الشركات تجاه مفهوم المسئولية الاجتماعية للشركات CSR. لم يعد الحكم على الشركات كما كان في السابق بحسب ما تقدمه من سلع وخدمات فقط بل أيضاً بناءً على الكيفية التي تقدم بها تلك السلع والخدمات والكيفية التي تؤثر بها على المجتمع وعلى البيئة. تنص سياسة الاستدامة لهذه الشركة على:
“سياستنا هي أن تكون انشطتنا المتعلقة بالتقدم الاقتصادي والمسئولية الاجتماعية و المخاوف البيئية متكاملة حتى نكون أكثر استدامة ولنحقق توقعات اصحاب العلاقة لهذه الشركة”.
هناك حالياً قوانين ولوائح تشجِّع الممارسات الاخلاقية وتلك المتعلقة بالاستدامة. على سبيل المثال قوانين مكافحة التلوث وضعت قيود صارمة على مستويات انبعاث ثاني اكسيد الكربون. هذه الشركة كغيرها من الشركات يجب أن تتأكد من التزامها بهذه القوانين، ولكن مع معاييرها الأخلاقية العالية فهي تهدف إلى تجاوز الحد الأدنى المطلوب من خلال المساهمة الايجابية اينما كان ذلك ممكناً.
اسلوب هذه الشركة في تطبيق المسئولية الاجتماعية تضمن أنها تعالج تحديات الاستدامة و تُرضي كل أصحاب العلاقة. وهذا يعتبر أمراً جيِداً بالنسبة للبيئة وبالنسبة للعاملين فيها والمتعاملين معها وبالنسبة للمجتمعات المحلية التي تعمل فيها الشركة وأيضاً بالنسبة للعملاء وبالتالي بالنسبة للنشاط وللأرباح. من خلال الحفاظ على الطاقة وتقليل الهدر استطاعت هذه الشركة العمل بكفاءة أكبر واستطاعت تقليل التكاليف. كذلك أفاد العمل بمسئولية في تحسين سمعة هذه الشركة مما عزَّز صورتها كشركة مسئولة تحافظ على البيئة مما منحها سمعة طيبة في الأسواق العالمية. كذلك تقوم هذه الشركة بتطوير وبيع المنتجات التي تعزِّز الاستدامة على المدى الطويل وفي نفس الوقت تضيف لها مزيد من هامش الأرباح.
الحديد الصلب هي واحدة من أفضل المواد المستخدمة لضمان الاستدامة، وهي مادة فريدة بسبب قابليتها لإعادة التدوير، فعندما يتم اعادة تدويرها تصبح حديد صلب مرة اخرى وليس منتج أدنى.
بما أن الحديد الصلب لا يتحول إلى مادة ادنى عند اعادة تدويره لذا يمكن اعادة استخدامه مراراً وتكراراً. خلاصة القول أن الحديد الصلب أفضل مادة يُعاد تدويرها على وجه الأرض. أثر صناعة الصلب يمكن النظر إليه باعتباره استثمار في مادة يعاد استخدامه مراراً وتكراراً وليس مرة واحدة، مما يجعل الحديد الصلب مادة لها «صداقة حميمة» مع البيئة.
اتخاذ القرارات المستدامة والأخلاقية
رسخت هذه الشركة ممارسات الاستدامة والممارسات الاخلاقية في كل عملياتها. للحديد الصلب منفعة أنها مادة قابلة لإعادة التدوير كلياً ولكن عملية اعادة تدويرها ينتج عنه انبعاث غاز ثاني اكسيد الكربون. الاستدامة تتعلق بأكثر من غاز ثاني اكسيد الكربون، ولكن واحدة من التحديات الرئيسة للاستدامة هي الحد من انبعاث غاز ثاني اكسيد الكربون الذي قد يسهم في التغيير المناخي.
تعمل هذه الشركة على تقليص الانبعاث باستخدام تقنية وممارسات جديدة. على سبيل المثال، قامت بإدخال تقنية اعادة استخدام الغازات الناتجة من مصنعها Port Talbot لإنتاج الكهرباء بما يعادل 10% من احتياجها. وهذا ساعد في تقليص الحاجة للغاز الطبيعي لإنتاج الطاقة وساعدت في تقليص انبعاث غاز ثاني اكسيد الكربون بما يقارب 300.000 طن. عمل هذه الشركة على تقليص انبعاث غاز ثاني اكسيد الكربون اثبتتها استراتيجيتها تجاه التغيُّر المناخي فقد وضعت لنفسها أهدافاً محددة مثل تقليص انبعاث غاز ثاني اكسيد الكربون لأقل من 1.7 طن لكل طن من الحديد الصلب الخام في عام 2012م.
تستمر هذه الشركة في استثمار الجهود والموارد تجاه الأولويات الخمس الرئيسة التي ترتكز عليها رؤيتها بخصوص التغيُّر المناخي. هذه الأولويات هي:
- مواصلة تحقيق مستويات منخفضة من انبعاث غاز ثاني اكسيد الكربون.
- الاستثمار في التقنيات المتقدمة على المدى الطويل لإنتاج حديد صلب بنسبة كربون منخفضة.
- تطوير منتجات وخدمات جديدة تولد انبعاث منخفض لغاز ثاني اكسيد الكربون خلال دورة حياتها.
- الاشراك الفعلي لقوى العمل في هذه التحديات.
- أن تكون الشركة مثالاً يتحذى به في صناعة الحديد والصلب على مستوى العالم.
بما أن هذه الشركة تنتهج منهجاً مسئولاً في كل عملياتها كان من الحيوي أن تتخذ قرارات متوازنة بخصوص ما يتعلق بالخيارات التي يتخذها عملائها والمستخدمين النهائيين لمنتجها. هذا يعني ليس فقط الاهتمام بمستويات انبعاث غاز ثاني اكسيد الكربون ولكن ايضاً الاهتمام بالاعتبارات البيئية والاجتماعية والاقتصادية الأخرى. وتعني ايضاً تبني منهج دوري في اتخاذ القرارات وتقييم المنتجات من حيث الكيفية التي تُصنَّع بها وكيفية استخدامها وكيفية التخلص منها. في كثير من الأحيان يتم تضمين مرحلة التصنيع فقط أو مرحلة الاستخدام فقط. بما أن هذه الشركة تعزِّز التفكير في دورة الحياة لذا يتم اتخاذ القرارات استناداً على مراحل التصنيع و الاستخدام النهائي لأي مادة أو منتج.
تقييم دورة الحياة Life cycle assessments يُعنى بتقييم الأثر البيئي الفعلي للمنتج طوال فترة حياتها. حيث يتم النظر للأثر البيئي للمادة المصنعة واستخدامها وفي النهاية التخلص منها. من خلال تقييم دورة الحياة استطاعت هذه الشركة أن تكون قادرة على أن تُثبت في العديد من الحالات أن الحديد الصلب يمثل حلاً أكثر صداقة للبيئة.
أحد الأمثلة على استخدام تقييم دورة الحياة كانت دراسة اجرتها هذه الشركة لمعرفة التوافق الاكثر فعالية بين المواد والتقنيات من حيث التكلفة لإنتاج مباني ذات نسبة كربون منخفضة أو معدومة. المباني ذات نسبة الكربون المعدومة يمكن أن تستخدم تقنيات الكربون المنخفضة مثل الألواح الشمسية لتوليد الطاقة اللازمة لكامل المبنى، كذلك تُبنى باستخدام مواد ذات بصمة كربون منخفضة. الجزء المهم في تلك الدراسة أن الشركة نظرت للاختلافات الناتجة من استخدام مواد بديلة لبناء الهياكل، فعند التخلص من البناء المشيّد هيكله من الخشب أو الاسمنت يتم تدمير أو القاء هذه المواد في مرمى النفايات ، لكن الهياكل المصنوعة من الحديد الصلب يمكن اعادة تدويرها كحديد صلب جديد مرة أخرى، و هذا يقلل من البصمة الكربونية في المباني. نتائج تلك الدراسة منحت المصممين والمطورين توجيه واضح بشأن أفضل السبل لإنشاء مباني مستدامة وذات أثر كربوني قليل أو معدوم.
أمثلة على تعزيز استدامة الحديد الصلب
اثبتت هذه الشركة أنها تُطبِّق الممارسة الاخلاقية والمستدامة في كل عملياتها، وايضاً ذهبت أبعد من ذلك في تشجيع عملائها وأسواقها كذلك على اتخاذ قرارات قائمة على مبادئ الاستدامة القوية. الحالات الثلاث ادناه توضح كيف أن التفكير في دورة حياة المنتج ساعدت الشركة على تعزيز استخدام الحديد وفي نفس الوقت تشجيع السلوكيات الأخلاقية.
الحالة الأولى: صناعة السيارات
المصدر الرئيس لانبعاث غاز ثاني اكسيد الكربون في المملكة المتحدة وربما في العالم هي السيارات من خلال عوادم السيارات. اصدرت الحكومة قوانين تهدف لتخفيض حجم انبعاث غاز ثاني اكسيد الكربون. لكن هذه القوانين تراقب انبعاث الغاز من السيارات في مرحلة «الاستخدام» فقط متجاهلة تلك الناتجة من صناعة السيارات و التخلص من هذه السيارات كحديد خردة. احد الطرق لتقليل الانبعاث في مرحلة الاستخدام هي صناعة السيارة خفيفة الوزن لتستهلك وقوداً أقل. التزود بمعلومات عن كامل دورة حياة المادة يتم وضعه في الاعتبار وليس فقط مرحلة «الاستخدام» . لقد اثبت الحديد الصلب أنه المادة الأفضل في تخفيض انبعاث غاز ثاني اكسيد الكربون الناتجة من السيارات.
النتيجة: انضمت هذه الشركة مع شركات تصنيع الحديد الصلب الأخرى لإنتاج «سيارة الحديد الصلب المستقبلية» والتي تُظهر آخر التطورات في تقنية الحديد الصلب. باستخدام دراساتها في تقييم دورة الحياة تؤثر الشركة حالياً على الجيل القادم من التشريعات للتحرك تجاه وضع كامل دورة الحياة في الاعتبار وليس النظر فقط على انبعاث «عوادم» السيارات.
الحالة الثانية: صناعة البناء والتشييد
تقليدياً كان الخشب يستخدم في انشاء هياكل المباني ولكن كان من الصعب ايجاد اشجار كبيرة تكفي كهياكل للمباني الضخمة. التقنية الجديدة تشير أن الاخشاب يمكن استخدامها الآن للمباني الضخمة في ظل زيادة المخاوف حول الاستدامة، وهناك صحوة في استخدام الهياكل الخشبية للمباني مثل السوبر ماركت و المستودعات والمدارس. يُنظر للأخشاب على انها مورد مستدام و»وصديق للبيئة» مع ذلك عندما قامت هذه الشركة بتقييم دورة حياة الاخشاب من حيث مصدرها وكيفية اعادة تدويرها وجدت أن انبعاث الكربون في الاخشاب مشابه لتلك التي في حالة الحديد الصلب. الكيفية التي يتم بها التعامل مع الخشب عند هدم المبنى وجدوا أن لها تأثير رئيس على كامل استدامة هيكل المبنى. معظم الخشب من المباني المتهدمة أما تشغل حيز من الارض أو يتم حرقها.
النتيجة النهائية اظهرت أن استخدام هياكل الحديد الصلب ( حيث اظهرت الدراسة أن 99% منها يعاد تدويرها) نتجت عنه كمية اقل من غاز ثاني اكسيد الكربون في كامل دورة الحياة بالمقارنة مع استخدام الهيكل الخشبي.
النتيجة: النتائج التي تم الحصول عليها من دراسة تقييم دورة الحياة لهياكل المباني اصبحت تستخدم لتوفير حقائق للمعماريين والمهندسين والمُشرعيِّن بخصوص اختيار المواد.
الحالة الثالثة: صناعة التعبئة والتغليف
العديد من الماركات أو العلامات التجارية تجدها تحرص أن ترسم لنفسها صورة أنها مسئولة تجاه البيئة. احدى الطرق للقيام بهذا هي محاولة تقليل عملية التعبئة والتغليف. انه مجال فيه للتشريعات الحكومية تأثير كبير أيضاً. احدى التشريعات التي لجأت اليها الحكومة البريطانية لتقليل الكربون الناتج من عمليات التعبئة هي تقليل الحجم الكلي لاستخدام التعبئة والتغليف. أظهرت دراسات تقييم دورة الحياة التي اجرتها هذه الشركة أن التركيز على خفض الوزن لا يقود بالضرورة لعمليات تعبئة وتغليف اكثر استدامة. التركيز على تخفيض الوزن فقط قد يقود إلى قرارات خاطئة، على سبيل المثال، لاستخدام مواد تعبئة بديلة قد تحتاج لمزيد من الطاقة للإنتاج وليست دائماً تتم اعادة تدويرها بالكامل عندما يتم التخلص منها.
كل العلب المصنوعة من الحديد الصلب التي تم جمعها كانت قابلة لإعادة التدوير بالفعل. الحديد والصلب لا يفقد قيمته عندما يُعاد تدويره، حيث يمكن اعادة استخدامه مراراً وتكراراً في حين أن المواد الأخرى تُستخدم مرة واحدة فقط، و حتى بعد اعادة تدويرها سوف تُستخدم لتطبيقات بديلة وأقل درجةً.
عند تطبيق منهج هذه الشركة في تقييم دورة الحياة من الواضح أن العلب المصنعة من الحديد الصلب برغم كونها وزنها أكبر من العلب المصنعة من مواد بديلة، برغم ذلك توفر مادة تعبئة اكثر استدامة.
النتيجة: استخدمت هذه الشركة وشركائها منهجهم في تقييم دورة الحياة لإقناع المشرعيِّن لتغيير نظرتهم للحديد الصلب المستخدم في عملية التعبئة والتغليف. وهذا نجم عنه ظهور اهداف اعادة تدوير وطنية تضع في الاعتبار منهج كامل دورة الحياة باستخدام معدل اعادة تدوير فعلية كمعيار بدلاً من تخفيض الوزن الكلي لعلب التعبئة.
منافع تحمل مسئولية الاستدامة
ممارسات الاستدامة هن أفضل خيارات اية شركة. مثلما أن سمعة الشركة اصبحت أكثر أهمية والكثير من الشركات اصبحت تتبنى مواقف أخلاقية، فإن تحمل مسئولية الاستدامة هي ذات أهمية متزايدة لتعزيز السمعة ولتلبية مطالب مجموعة اصحاب العلاقة.
منافع تحمل مسئولية الاستدامة تتضمن تعزيز سمعة الشركة والتي في المقابل تقود إلى تعميق ولاء العميل للشركة. يمكن ملاحظة هذه المنافع ايضاً في ناحية الكفاءة من خلال استخدام مواد خام أقل وطاقة أقل والكثير من اعادة التدوير، كل هذه المنافع لها انعكاساته على الربحية وعلى ثقة اصحاب العلاقة.
تحمُّل مسئولية الاستدامة هي احدى وسائل هذه الشركة في المنافسة عن طريق تمييز نفسها عن المنافسين الذي لا يستطيعون تعزيز مثل هذه المواقف الايجابية. أضف إلى ذلك أن تبني مثل هذه المناهج الاخلاقية المتعلقة بالاستدامة تساعد الشركة على تعزيز موقعها وتشجِّع القرارات المتعلقة بالاستدامة لدى الآخرين. وهذا يساعد على تعزيز منتجاتها. هذه المنافع يشعر بها كذلك الموظفون الذين يكونون في حالة تحفيز افضل للعمل في شركة يعتبرونها «تفعل الشيء الصحيح» من خلال العمل مع الحكومات والجهات التنظيمية للمساعدة على تحقيق الأهداف البيئية.
الخلاصة
اثبتت هذه الشركة أنها ملتزمة بالاستدامة وبالممارسات البيئية كجزء من هدفها العام بممارسة نشاطاتها بمسئولية. لقد اظهرت التزامها وتقدمها تجاه الأهداف الرئيسة للاستدامة إلى جانب تشجيع اتخاذ القرارات المستدامة عن عملائها وأسواقها.
مفتاح نجاح هذا المنهج هو معرفة الخصائص الفريدة للحديد الصلب المتمثلة في انها مادة قابلة لإعادة التدوير بالكامل، وضمان أن معايير الاستدامة موجودة في كل دورة حياة المنتج وليس في مرحلة الاستخدام فقط.
المصدر:www.thetimes100.co.uk